كتاب

لماذا ولمن يكتب كتاب الأعمدة في الصحف ؟

لأنني اعتبر نفسي كاتباً مبتدئاً واتعلم من قراءتي لمقالات اساتذتي الكبار كتاب الاعمدة في معظم الصحف الاردنية وبعض الصحف العربية كالأهرام، تساءلت لماذا ولمن يكتب الكاتب وكيف تبدأ لديه فكرة كتابة مقالته التي يضع فيها اراءه وافكاره وتحليلاته حول الاحداث الجارية عندنا ومن حولنا وفي كل بقاع العالم والتي تحفز الكاتب لان يكتب خاصة في الظروف الصعبة ذات المؤثرات السياسية والاقتصادية والاجتماعية والانسانية.

كما ان لدى الكاتب افكاره الخاصة به والتي تبرز من خلال حياته اليومية وطبيعة عمله وعلاقته بعائلته والمجتمع الذي يعيش فيه. اضف الى ذلك ان للكاتب رؤى حول ما يريد ان يكون او ان له طموحات توصله لأغراض لها طابع الشهرة او الرد على الاخرين بالنقد البناء واحياناً لا يكون نقداً بناءاً.

اضف الى ذلك التسابق مع الزمن في ايصال مقولة حول فكرة جديدة الى القارئ تعجبه وتفيده وربما لا يهتم بها لكن في الغالب تكون بناءة وخاصة اذا كانت بشكل تحليلي تؤدي لحوارات ايجابية.

ان دخولنا الالفية الثالثة كان حدثاً هاماً نقلنا من الماضي الى المستقبل واصبحنا في نفس الوقت في موقع مواجهة التحديات التي تمس حياتنا بكل مناحيها.

واعتقدنا في اول سنة من الالفية الثالثة اننا ورغم مرور الف عام قد اصبحنا نعيش اقل عزلة عن العالم وكأننا في قرية واحدة صغيرة ولكن تبين لنا تدريجياً ان هناك ومن حولنا ما يقارب السبعين موقفاً ساخناً تجتاحه الحروب العرقية والارهاب وسيطرة دول قوية على اخرى ضعيفة او دكتاتورية في الحكم وما يتسبب عن ذلك من قتل وتشريد ونزوح ودمار وجوع وفقر وحصار. وتراجعت الديمقراطية وحرية الرأي كما ان هناك مفاهيم جديدة ظهرت حديثاً تلازمها مشاكل لا بد لنا من ان نواجهها:

(1) العولمة - وهل ستنطوي على امكانيات لتحقيق التقدم الاقتصادي وفقاً لمبادئ عالم احادي القطب ام انها ستكون لمنفعة وازدهار الشعوب.

(2) الامن الغذائي والمائي وكيف يمكن ان تحققهما (3) الاختراق العلمي المذهل واكتشاف اول مجموعة من الجينات وبدئ تجارب العمل في موضوع الخلايا الجذعية التي تساعد في تعويض الانسان لاعضاءه.

(4) ظهور امراض لم يتم للان تصنيع مطعوم لها كالإيدز وموت الملايين بسببه.

(5) كما كيف لنا ان نواجه ظهور امراض اندثرت قديماً ثم عادت من جديد كالسل والكثير من الامراض الفيروسية والوبائية.

هناك عدة افكار مطروحة تساعد على بناء الاردن وتطويره ولا بد من التركيز على الاولويات: الأمن، التعليم، البيئة، الزراعة، الصحة، الصناعة والثقافة والقضاء على البطالة والاستثمار والاهم هو الرؤى والاوراق النقاشية الملكية السامية حول الدولة المدنية.

كذلك قصة مرور مائة عام على الثورة العربية الكبرى و95 عاماً على تأسيس المملكة وكلها تحديات وهنا نتوقع من كتابنا الكبار ومعظم الكتاب ان يلجوا هذه المواقع ويقدموا لنا افكاراً تساعد على بناء المستقبل لأبنائنا واحفادنا.

ونطلب من كتابنا الاجلاء ان يدعوا المسؤولين والعلماء والباحثين ان يعملوا في هذه المجالات ويساهموا في البناء وسيبقى كتابنا يكتبون والقراء يقرأون ما يحبون ان يقرأوا ويحترمون الكلمة المكتوبة ويقدرون معانيها ويحترمون كاتبها لأنها طريق المعرفة والادراك واحترام الكلمة في المقال ستظل مهما كان حجم المقال وعدد اسطره وعدد كلماته وهنا اؤكد على احترام الكلمة وايضاً على احترام قارئها.

اذن فلنكتب ونقرأ لنؤسس خارطة طريق واعدة ومستدامة لأردننا الحبيب.