خدمة الدفع الالكتروني
محليات اقتصاد عربي ودولي رياضة فيديو كتاب مجتمع شباب وجامعات ثقافة وفنون ملاحق دراسات وتحقيقات أخبار مصورة صحة وجمال كاريكاتور إنفوجرافيك علوم وتكنولوجيا منوعات طفل وأسرة عين الرأي الرأي الثقافي
محليات اقتصاد عربي ودولي رياضة فيديو كتاب مجتمع شباب وجامعات ثقافة وفنون ملاحق دراسات وتحقيقات أخبار مصورة صحة وجمال كاريكاتور إنفوجرافيك علوم وتكنولوجيا منوعات طفل وأسرة عين الرأي الرأي الثقافي

حزب (الفلدة)

طباعة
انسخ الرابط
تم النسخ
عبدالهادي راجي المجالي

في طفولتنا , أو لنقل في أول الصبا , لم يكن في مدرستي (إخونجي ولا شيوعي , ولا يساري , ولا علماني) ..كان يجمعنا نهج واحد وميول سياسية واحدة يتمثل في (حزب الفلدة) ...( والفلدة) تشبه تطور الإنسان وانتقاله من الحياة الصعبة , للحياة البسيطة ..وهي عبارة عن جاكيت عسكري تطور من (الصاك) ..فقد كان في فترة السبعينيات والستينات يسمى بهذا الاسم , وحتى الثمانينات , فقد تم شطبه من عهدة الجيش وتم استبداله (بالفلدة) ...

كان طلاب الصف الثاني الإعدادي جميعهم في الشتاء , يرتدون (الفلدة) وهي تنقسم لصنوف تبعا لخدمة الوالد , فمن له أب يخدم في الأمن العام كان يحظى بلون كحلي , والجيش كان أخضر.. ومن له أب يخدم في القوات الخاصة يحظى (بفلدة مبرقع) ...

كانت دافئة جدا , ومن الممكن أن تنام فيها دون الحاجة لغطاء , وإذا امطرت الدنيا فالبلل لن يصيب جسدك , وفي حصة الرياضة لم نكن نخلعها , فمن الممكن أن تسدد على المرمى من مسافة (90) مترا (وبالفلدة) ...والأهم من ذلك أننا في صباحات الصقيع الكركية , كنا نخفي أيدينا داخل (الكم) الطويل ويحمينا من البرد ...

كان الصف الثاني الإعدادي (ب) بكل منتسبيه من حزب (الفلدة) , فقد كان سلوكنا واحدا ..ورسائل الغرام التي أكتبها لبنات الأول إعدادي (ج) كانت تمر على كل المنتسبين ويقومون بنسخها لزوم الإستعمال المستقبلي ..والقصائد النبطية التي نحفظها واحدة , والأغاني التي نرددها أثناء العودة من المدرسة واحدة , ولم نكن نهتم بالمقاسات , (فالفلدة) بغض النظر عن مقاسها هي في النهاية منهج وتكوين وأيدولوجيا وثقافة .

حين ماتت أمي , قلبت خزانتها , فوجدت (فلدتي) في الصف الثاني الإعدادي والتي لازمتني حتى التوجيهي , وكانت تكبر معي ..ولم تصغر , فهي الرداء الوحيد في العالم , والذي يكبر مع صاحبه ...ولا أدري لماذا احتفظت بها أمي ..ولكن على ما يبدو , فهي لم تتركني بالرغم من أني تركت ارتداءها ..

هذا الصباح لحظة كتابتي المقال , كنت أخرج (هدومي) الشتوية , ووجدت تلك (الفلدة) ..ما زالت كما هي , حتى بقايا الحبر التي غافلت الجيبة اليمنى ما زالت , وبقايا خطوط قلم (البيك) ما زالت على (الكم ) ...كأنها تريد أن تذكرني بشيء لم أنسه اصلا وإنما للتذكير فقط وهو :- أني عبدالهادي بن راجي ..أحد منتسبي (حزب الفلدة) ....

أنا لم أولد (أخونجيا) , ولا (علمانيا) , ولا (يساريا) , ولا (شيوعيا ) ..ولدت على نهج (الفلدة) ...وسأظل كذلك من مرتبات (حزب الفلدة).

Hadi.ejjbed@hotmail.com

محليات اقتصاد عربي ودولي رياضة فيديو كتاب مجتمع شباب وجامعات ثقافة وفنون ملاحق
جميع الحقوق محفوظة المؤسسة الصحفية الاردنية
Powered by NewsPress
PDF