عبدالهادي راجي المجالي
منذ عامين , لم تمر نشرة في الأخبار إلا وفيها خبر عن لقاء بين وزير الخارجية الأمريكي (كيري) وبين وزير الخارجية الروسي (لافروف) ..يجب تسجيل قضية فسادبحق الإثنين , فهما تارة يلتقيان في سويسرا , ومرة يلتقيان في (لوزان) , ومرة أخرى في (نيويورك) ..ومرة في ( جنيف) لم يتركا عاصمة في العالم إلا والتقيا فيها ...ترى كم تكلفة تلك اللقاءات
وعلى ماذا ..على لا شيء , فهما يتفقان مرة , ثم يختلفان مرات , وكثيرا ما يقومان بالتصريح للإعلام ...ونحن هنا في المنطقة تشدنا اللقاءات , وثمة محطات عربية مصابة (بالهبل) تحضر المحللين للحديث عن اللقاء ...ويتم إنفاق ملايين على البث , من أجل فهم ما دار في اللقاء .
أظنهما يتبادلان الحديث , عن الضغط , فعلى ما يبدو أن كيري مصاب به وأجزم أن (لافروف ) في كل جلسة ينصحه بغلي الشمندر وشرب الماء المغلي , وثمة نصائح أيضا مرتبطة , بالنوم بعد الظهر فالوزير الأمريكي نتيجة طوله الفارع ..يحتاج لغفوة كونه يصاب بصداع ما بعد الغداء , ولافروف جاهز لإعطائه نصائح في هذا المجال .
أيضا يتحدثان عن الأحفاد , وعن الزوجات , ويتحدثان عن المياومات , فمن المهم أن يعرف لافروف أن كيري سيشتري بعد التقاعد مزرعة في تكساس ويربي العجول ...وربما يتبادلان (البنادول) بحكم أن كثرة السفر تسبب الصداع .
في النهاية ينشغل العالم باللقاءات التي لم تتمخض عن شيء , وأحزن على الفضائيات التي ترسل كاميراتها والمندوبين إلى مكان اللقاءات ..وتفرد ساعات لبثها , وعلى ما يبدو أنها يقومان بالتسلية , والعالم يمسك الأمر بشكل جدي .
لافروف وكيري , لهما لغة مختلفة , وتفكير مختلف , ولهما ..أهواء وميول مختلفة , وكل واحد منهم يسمع موسيقى مختلفة , ويأكل من طبق مختلف ..ورهين ثقافة مختلفة , لكنهما يلتقيان بكل الود والحب ...
ونحن في العالم العربي , نملك ذات اللغة , وذات السمرة , وذات الحلم ونفس زمرة الدم ...وتحول البنادق والصراعات دون لقاءنا ...
أود أن اقترح على الذنيبات , درسا في مبحث التاريخ ..لطلبة التاسع عن لقاءات كيري ولافروف , درسا ...يعلمهم كم هي السياسة وضيعة ومؤذية ..
Hadi.ejjbed@hotmail.com