خدمة الدفع الالكتروني
محليات اقتصاد عربي ودولي رياضة فيديو كتاب مجتمع شباب وجامعات ثقافة وفنون ملاحق دراسات وتحقيقات أخبار مصورة صحة وجمال كاريكاتور إنفوجرافيك علوم وتكنولوجيا منوعات طفل وأسرة عين الرأي الرأي الثقافي
محليات اقتصاد عربي ودولي رياضة فيديو كتاب مجتمع شباب وجامعات ثقافة وفنون ملاحق دراسات وتحقيقات أخبار مصورة صحة وجمال كاريكاتور إنفوجرافيك علوم وتكنولوجيا منوعات طفل وأسرة عين الرأي الرأي الثقافي

حول عاصفة تعديل المناهج

طباعة
انسخ الرابط
تم النسخ
احمد ذيبان لم يسبق أن انشغل المجتمع الأردني، بتعديل الكتب المدرسية كما يجري هذه الأيام، فهذه ليست أول عملية تعديل للمناهج ، وللتذكير فقد أطلق الوزير الذنيبات ، بعد وقت قصير من توليه حقيبة التربية والتعليم ،تصريحا كان صادما حول تراجع مفزع لمستوى التعليم العام ،حيث أعلن أن أكثر من «100 « ألف طالب في المرحلة الابتدائية لا يجيدون القراءة والكتابة ! ثم جاءت تداعيات عمليات الغش في امتحان التوجيهي ،التي كانت تتم جهارا نهارا ، وباستخدام أساليب «رقمية» مبتكرة ! بل أن وجهاء ومتنفذين في بعض المناطق، احتجوا على اجراءات الوزارة لمكافحة عمليات الغش ،وكأنهم يدافعون عن حق مكتسب ! بدا واضحا عزم الوزير على كسر الجدار ، وإطلاق عملية إصلاح في بنية التعليم العام.

الإصلاح في كل مناحي الحياة أمر ضروري ، ولا يقاوم الاصلاح المناهج الحقيقي غير الجهلة والمتخلفين والمتزمتين، اذا كان الاصلاح يتركز ،حول تنمية التفكير الحر والنقدي لدى الطلبة ، والتحفيز على الابداع والبحث العلمي، والابتعاد عن أساليب البصم والتلقين ، والتدرب على الحوار وتقبل الرأي الآخر وتكريس السلوك الديمقراطي، وتعزيز ثقافة العيش المشترك بين مكونات المجتمع ، ونبذ التفكير الإقصائي والتعصب الأعمى.

أمر صحي أن تحظى قضية تعديل الكتب المدرسية باهتمام الرأي ، لكن من الإنصاف القول أن الجدل المحتدم حولها ، لا يتعلق بقصة استبدال جملة: « فاطمة سافرت الى مكة « ب « سامية سافرت الى بيروت» ! أو بحذف جملة «ابن بطوطة كان يحفظ القرآن» أو حذف بعض الآيات القرآنية ونقل بعضها الآخر من كتاب الى آخر ،أو إدخال اسماء جديدة في الكتب.

فالجدل الساخن ليس كله لوجه الله ، يختلط فيه الخاص بالعام ، والبعد الشخصي بالشأن العام ، والإيديولوجي بالأكاديمي والمهني !

فهناك كثير من التعليقات صدرت عن أشخاص غير متخصصين ، وليسوا مؤهلين للتعامل و»الافتاء « بقضية جوهرية تخص بناء جيل المستقبل ، وبعضهم ربما له موقف شخصي من الوزير، وآخرون يعتقدون أنه تم إقصاؤهم من الوزارة بالتقاعد ، فجاءت قصة تعديل المناهج فرصة للتعبير عن غضبهم ونقد الوزارة ، وقد ساهمت بهذه الفوضى المنصات المجانية وغير المؤطرة بسقف ،التي توفرها مواقع التواصل الاجتماعي للكافة.

وجاء حضور نقابة المعلمين ليدخل عنصرا مهما في الجدل ، فهي طرف رئيسي في العملية التعليمية، وأن كان ليس من صلاحيتها التدخل في تغيير وتعديل المناهج حسب القانون، لكنها جهة رقابية ومهنية يفترض عدم تجاهل رأيها ، ولا شك في وجاهة بعض تعليقاتها حول التعديلات ، وفي هذا الإطار لا يمكن استبعاد تداخل خلافات النقابة مع الوزارة ،بشأن العديد من القضايا المهنية والمطلبية مع الموقف من تعديل المناهج ،وتحريض الطلبة على الاحتجاج مثل إقامة صلوات جماعية في ساحات بعض المدارس ، بما يوحي أن بعض التعديلات تمس الثوابت الدينية.

وفي ظل هذا المناخ لا يمكن استبعاد الموقف من «الاسلام السياسي» ، وتداعيات المناخ الدولي حول « الحرب على الارهاب «، والحديث عن التطرف وعلاقة ذلك بالمناهج ، واعتقاد البعض بأنها تحتوي على مواد ومضامين تحث على التطرف والارهاب ، وهذه قضية جدلية تحتمل وجهات نظر مختلفة وربما متناقضة ، وقد كتب العديد المقالات والدراسات حولها ، وقبل أشهر حضرت ندوة للوزير الذنيبات حول عملية اصلاح التعليم، تحدث خلالها البعض عن قضية المناهج ،واستشهدوا ببيت شعر من هنا وآية من هناك، وجملة تحتمل تفسيرات متعددة ، لتأكيد وجهة نظرهم بأن المناهج ، تحرض على التطرف والارهاب والإقصاء ، لكن إذا كان ذلك صحيحا: ماذا يقال عن آلاف الارهابيين والمتطرفين الذين قدموا من أوروبا، وتعلموا في مدارسها وجامعاتها وانخرطوا في التنظيمات المتشددة ، وبالتأكيد فإن تلك المناهج ذات صبغة علمانية ، ولا تحض على الارهاب ، فليس يمكن أن يستوي ذلك مع اتهام مناهجنا بالتحريض على الإرهاب؟ تلك مفارقة تتجاهل أن الإرهاب ينمو في بيئة حاضنة ، تتعلق بالمعطيات الاقتصادية والاجتماعية والسياسية ، يعانى الناس فيها من الفقر والبؤس والظلم !

[email protected]

محليات اقتصاد عربي ودولي رياضة فيديو كتاب مجتمع شباب وجامعات ثقافة وفنون ملاحق
جميع الحقوق محفوظة المؤسسة الصحفية الاردنية
Powered by NewsPress
PDF