تعديل التعديل - وتبديل التبديل في المناهج الدراسية

قامت ضجة حول المناهج والكتب الدراسية لعام (2016) بين نقد موضوعي ومقترحات للتعديل والتبديل وتظاهرات واتهامات وحرق للكتب المدرسية وعليه اصدر وزير التربية والتعليم د. محمد الذنيبات تشكيل لجنة لمراجعة المناهج والكتب المدرسية وتقديم الاقتراحات. ونشرتها الرأي في 19/9/2016 وتضم عشرة من كبار العلماء والاساتذة في مجال التعليم. ورحب الوزير باي اقتراحات تقدم من اهل الخبرة والرأي حول الكتب المدرسية بغرض تطوير العملية التربوية. وستأخذ الوزارة بعين الاعتبار كل الملاحظات المنهجية المقدمة وتطبيقها. وسيتم تعديل المناهج والكتب المدرسية تمشياً مع التقدم الحضاري للأردن ومقارنة بالدول المتقدمة. وكانت وزارة التربية قد اصدرت في 18/9/2016 بياناً حول ما تداولته وسائل الاعلام حول الكتب الجديدة واشارت (1) مضامين الكتب سوف تشكل نقلة نوعية ولا يجوز النظر اليها بجزئية ضيقة. (2) ترحب الوزارة بكل راي من ذوي الخبرة والاختصاص. (3) التركيز على قيم الامة وحضارتها ووسطيتها وثوابت عقيدتها الاسلامية. (4) عدم تضليل الراي العام والاساءة الى التربية التي بدأت بتحسين العملية التعليمية لكن هذا البيان صدر بعد تعديل المناهج واصدارها بالكتب قبل تعيين لجنة مراجعة المناهج. اما اهمية ما ذكرت هو العودة الى ما اصدره في نفس اليوم (19/9/2016) وزير التربية والتعليم المصري د. الهلالي الشربيني ونشرته صحيفة الاهرام صفحة (21) حول تطوير المناهج وطبق العام الدراسي الجديد. وذلك بتبديل وحذف عدد من المناهج الدراسية واقر التطوير بعد قرارات اللجان التي شكلت في 1/2/2016 لهذا الغرض. وتكونت اللجان من اساتذة الجامعات والمراكز التربوية وتطوير المناهج ومكاتب مستشاري المواد وممثلي المجتمع المدني. اللجان قامت بمهمة بإلغاء وتعديل الكتب المدرسية مما يتوافق مع طبيعة الطلاب في كل مرحلة مدرسية. وبما لا يخالف قيم المجتمع العربي وطبيعته. كما تم تنظيم حلقات نقاشية مكثفة حضرها: (قيادات نقابة المهن التعليمية، ممثلون عن المعلمين والطلبة، مجالس الاباء والامناء والمعلمين والكتاب والاعلاميين ورجال الدين الاسلامي والمسيحي). وشملت اللقاءات مع لجنة تعديل المناهج حلقات نقاشية مع مختلف الاطياف التي ضمتها المبادرة المصرية. وكانت نتائج عمل اللجان قد اسفرت عن مجموعتين من التعديلات على كتب المناهج الدراسية (1) الحذف في بعض المواد الدراسية بين (20% - 60%). (2) التعديل والتنقية بنسبة (70%). ثم اجتمع الوزير مع اللجان وتمت مناقشة العديد من قضايا تطوير المناهج واسفر كل ذلك على تعديلات عديدة ظهرت في مناهج العام الدراسي الجديد. وتضمنت التعديلات لبعض النصوص التي كانت تمثل اشكالات –للطلاب واضافة انشطة وتدريبات للقراء متحررة المحتوى وتضمن التعديلات والحذف للثلاث مراحل (1) الابتدائية: التأكيد على خلو الكتب من كل ما يفهم منه صراحة او ضمناً انه يشجع على العنف او التطرف او الارهاب او نبذ الاخر والتأكيد على قيم التسامح والسلام والمواطنة والعمل وترشيد الاستهلاك. واعادة صياغة بعض الفقرات للدراسات الاجتماعية للتخفيف من كاهل التلاميذ وحذف بعض المعلومات الاثرائية للفائقين وتعديل بعض الخرائط لتكون اكثر دقة. وتحديث بيانات انتاج المحاصيل الزراعية وتعداد السكان وانتاج مصادر الطاقة. وحذف المعلومات المكررة. كذلك نبذة عن التعداد الدوري للسكان بالوطن العربي. وفي الرياضيات تقسيم جدول الضرب بين الصف الثاني والثالث لأنه كان بأكمله للصف الثاني. (2) المرحلة الاعدادية تم حذف بعض دروس النحو ونقلها لمرحلة اعلى والتأكيد على القضايا الملحة: المواطنة والعمل وترشيد الاستهلاك والتحذير من المخدرات والتأكيد على خلو الكتب من كل ما يفهم منه انه يشجع على العنف والتطرف والارهاب ونبذ الاخر. كذلك ايجاد بدائل للنصوص الشعرية والقرآنية غير المناسبة وكذلك حذف بعض الفقرات والخرائط والصور. ووضع نبذة عن التعداد الدوري لسكان الوطن العربي. وحذفت بعض النقاط من مادة الكمبيوتر وتكنولوجيا المعلومات وتم التركيز على الاسئلة والانشطة والتدريبات واعيدت صياغة بعض المفاهيم للأسهل . التعديل اهتم بموضوع الاستخدام الامن للأنترنت والتعدي الالكتروني. (3) المرحلة الثانوية: استبدال بعض الوحدات الصعبة باخري اسهل بناء على اراء اللجان لأنها كانت تمثل شكوى من المعلمين والطلاب. مثل: التأكيد على قيم المواطنة والوحدة الوطنية «ودور الكنيسة في المجتمع» والتأكيد على قيم العلم في الحضارة العربية وقيم الحب والتسامح والاخاء. والتركيز على كتاب الجغرافية السياسية الجديد ويضم علاقة الجغرافيا بالعلوم الاخرى كتطور الامة، وتصنيف العوامل والاهداف بكل تكتل اقتصادي والاحلاف السياسية وغيرها، واعادة صياغة بعض الفقرات لتكون اكثر وضوحاً. وحذف بعض اسماء العلماء في الجغرافيا السياسية وتعديل بعض الخرائط واعادة صياغة الاسئلة والانشطة المرتبطة بما تم حذفه وتعديله. كذلك عدلت مادة علم النفس والاجتماع واستبدال موضوع التفكير بنظريات ومبادئ التعلم كأسس للاستنكار وازالة الحشو غير المتعلق في وحدة الشخصية والتوافق النفسي والاجتماعي. واعادة ترتيب الفصول بما يتناسب مع مبادئ علم الاجتماع. وتم حذف موضوعات (من كتاب مبادئ التفكير الفلسفي والعلمي) مثل اليات الحوار الفلسفي واليات ممارسة التحليل والتركيب ومراتب الفكر عند البشر وسمات المبدعين. وحذفت فقرات من (كتاب الفلسفة والمنطق) مثل عوامل الوقوع في اخطاء التفكير في المنطقة، وخصائص السؤال الفلسفي، ووظائف اللغة الاساسية مع اضافة الحدود المنطقية وتعريفها. اما في مناهج التربية الوطنية فقد استبدلت بعض الشخصيات بشخصيات اخرى رائدة مثل: محمد عبده، سمير موسى، مصطفى مشرفة، مجدي يعقوب وغيرهم من اثروا الحياة العامة في مصر والعالم. وفي مادة التربية المسيحية تم اعادة صياغة بعض تغيرات الكتب وحذف بعض الفقرات لتكرارها او تكرار الهدف منها ودمج درسين في واحد وتخفيف المحتوى وحذف بعض الدروس وخاصة التي يمكن تحقيق الهدف منها بدروس اخرى وترحيل درس من صف لآخر لمناسبته واضافة فقرات عن الوطنية والامة والاخاء بين المسلمين والمسيحين واظهارها في الكتب المصرية عبر العصور . هذه التعديلات في مناهج الكتب الدراسية قاربها عدد كبير من اللجان تمثل جميع القطاعات التي ذكرت وقد تم تطبيق المناهج الدراسية لعام2016 دون مظاهرات وعنف وحرق الكتب المدرسية وعندنا ادلى العديد من العلماء والكتاب ووزراء التعليم السابقين بآرائهم وطلبوا اعادة بحث المناهج بصورة شاملة وعميقة. نتمنى من وزارة التربية والتعليم عندما شكلت لجنة من العلماء (19/9/2016) للنظر بتعديل المناهج ان تطلع على خبرة اخواتنا في مصر وتوسيع اللجنة وتضيف ممثلين عن مختلف قطاعات المجتمع المدني والنقابات ومجالس الاباء ورجال الدين والتعليم واعطاء الوقت الكافي كي تكون التعديلات في المناهج والكتب الجديدة ترقى لحضارتنا وتقدمنا الاجتماعي والعلمي والسياسي.