كتاب

جيش

حين يتم تعيين وزيرا في الحكومة , فغالبا ما تكون السيرة الذاتية له مرتبطة بتخرجه من (لندن سكول) ..أو من جامعة (نبراسكا) ..وحصوله على الماجستير من جامعة (هنولولو) ..المهم في الأمر إما تخرجه من الولايات المتحدة أو من بريطانيا ...

الجيش هو المؤسسة الوحيدة , التي يخضع فيها رئيس هيئة الأركان حين يعين لشروط الوجدان الأردني وليس لشروط الشهادة ...وحين تسأل عنه , أول كلمة تقال فيه :- (عسكريتو مرة) ...وإذا أراد احدهم مدحه ..والثناء عليه يقال :- ( ما عندو يمه ارحميني) ...وحين تنشر سيرته الذاتية, تكون في الغالب مرتبطة بقيادته للفرقة الثالثة ..وتسلمه كتيبة مدرعات , وتخرجه من كلية الحرب والأركان ...

أنا لا أعرف شخصيا رئيس هيئة الأركان الجديد , ولكني شاهدت صوره مثل كل الناس , والصورة توحي ..أن الرجل كما يقول عنه الضباط ( عسكريتو مرة) ...

غالبا ما يعبر الجيش عن وجداننا , فهو مؤسسة ..لا تقيم وزنا لربطة العنق , ولا تقيم وزنا للعمر ومكان الشهادة , الوزن فيها يقام للقايش والوفاء للبلد وأهلها ..والوزن فيها يقام لضمائرنا ...

في بلادنا ..(القايش) ليس حزاما يرتديه العسكر هو منهج وثقافة ووجدان ...وكل أردني برضى الخاطر , ينتسب لهذا التجمع الأقدم والأعرق في الدولة, ولا أكذب إذا قلت إن الجيش هو حامي الدولة والمعبر الحقيقي عن أحلامها ووجودها وتطلعاتها ...

لو قدر لي أن اضع في المنهاج الجديد درسا , فسأكتب فصلا كاملا عن (حزب القايش) ..وأخبر الطلبة فيه , عن قادة الجيش وضباطه ..فصلا إجباريا , نحلل فيه صورة القائد الحالي , فتحليل الصورة أبلغ من تحليل كل قصائد المتنبي ...ذاك أن الشيب سببه , الصحراء التي لوحت وجوههم ...والكشرة سببها :- أنه يراقب الوحدات التي تعمل تحت إمرته ...ففي التمرين ممنوع على الرامي أن يخطئ الهدف ..وذاك الوميض في عيونهم ..هو الأردن ...

على كل حال ...اضم صوتي لصوت الضباط وأقول :- (عسكريتو مرة) .