د. فايز الربيع
الوعد شيء مهم في اخلاقيات المسلم ؛ وهو جزء من تاريخ الافراد والأمم في اطار نهضتها ؛ يقول الله سبحانه وتعالى ( واوفوا بالعهد إن العهد كان مسؤولاً ) ؛ ولقد كان الرسول صل الله عليه وسلم المثال والقدوة في الحفاظ على العهد والوعد وكان خلف الوعد ولا يزال من صفات المنافقين ؛( الذي إذا وعد أخلف ) وقد أمتلأت كتب التراث بأمثله من صدق الوعود التي تدل على حيوية الأمة .
مرشحو الرئاسة في معظم الدول يطلقون الوعود يمنةً ويسْره انظر الى المرشحين في الرئاسة الامريكية يتسابقون في اعطاء الوعود للكيان الصهيوني ؛ مليارات الدولارات تتدفق والآتي اعظم والكل يتبارى في انقاص دور هذه الأمة ومستقبلها ؛ من يحاسب المرشحين على كل المستويات في الوعود التي يطلقونها من يحاسب الحكومات على البيانات التي اصدرتها وتصدرها ؛ عند اخذ الثقة من البرلمان ؛ وبما ان الوقت الان حول الانتخابات فإننا امام الوعود التي تطلق في هذه المناسبات ؛ ربما من المناسب ان نسأل النواب الذين يرغبون بالعودة مجدداً ؛ ماذا حدث في وعودكم السابقة ؛ ماذا طبقتم منها؟ هل كنتم أرحم على الشعب من الحكومة أم أن الحكومة كانت أرحم منكم على الشعب ؛ هل مررتم جميع القوانين دون استثناء ودون النظر الى انعكاسها على الشعب؟! .
ربما يكون الحديث عن الماضي مفيد ؛ ولكن الحديث عن الحاضر اكثر فائدة ؛ ماذا يمكن أن يفعل نائب فرد ؛ ينجح من كتلة لتحقيق برنامج يحتاج الى اكثر من نصف اعضاء مجلس الوزراء والى تكاتف اكثر عدد من النواب ؛ ما هو التجانس الذي يمكن أن يكون بين أعضاء يتعرفون على بعضهم؛ وهم بالتالي مختلفوالمشارب والافكار وذلك في غياب البرامج الحزبية التي يمكن ان توصل اعضاء متآلفين الى المجلس .
لنكن متواضعين في الوعود التي يمكن أن تطلق في هذه الانتخابات فالتجارب السابقة اثبتت أن الوعود تنتهي بانتهاء الانتخابات وظهور النتائج .
هناك مجموعة من الشباب تعمل على مبادرة ( نائب البرلمان القادم ) وتحاول ان تربط النائب بميثاق شرف ؛ بحيث يكون صوت قاعدته الانتخابية والوعود التي التزم بها هي التي تحكمه وليس الأراء والاجتهادات الفردية .
ستكون هناك مهرجانات وافتتاح مقرات ؛ نرجو ان تمر بسلام وأمن ؛ وهو خير لهذا البلد ؛ ونرجو أن تكون وعودنا صادقة ؛ وأن نلتزم بها ؛ لأن تخليق العمل السياسي – أصبح مطلباً في الوقت الذي تهاوت فيه الاخلاق في السياسة وتهاوت فيه هيبة المجالس النيابية وسمعتها واثرها على الساحة الشعبية لأن ذلك ليس في مصلحة الديمقراطية والعمل السياسي والمشاركة الشعبية ؛ التي هي الاساس في التطوير لما فيه المصلحة العامة وازاحة صخور اليأس والأحباط أمام جيل الشباب الذي ينتظر منا وننتظر منه ؛ ينتظر منا القدوة ؛ وننتظر منه المشاركة الايجابية والفاعلة .