عبدالهادي راجي المجالي
في عالمنا العربي , دائما كانت الشوارع أعلى وعيا من الأنظمة ..كانت النخب المثقفة , أيضا متقدمة على الأنظمة في التفكير والعقل .
في اليمن مثلا , صورة النظام كانت رجعية ..وقد تورط بالدم والفساد , حتى الخطاب السياسي الذي كان يقدمه , شابه قلة الوعي والتخلف ...لدرجة أنه وصل لمرحلة تبين فيها أن الرئيس قائد مليشيا وليس قائد دولة .
وفي مصر أثناء حكم مرسي , تبين للناس حجم الأزمة التي وقع فيها النظام فحين التقى رئيسة وزراء أجنبية , أخذ الخبر حجما هائلا من التندر , وأخذت الصورة تداولا ضخما على مواقع التواصل الإجتماعي , حتى حديثه بالإنجليزية كان يأخذ مساحات واسعة من الإستهزاء ...
في العالم العربي , تتقدم النخب على الأنظمة في الوعي ..فبعض هذه الأنظمة بلغ من الشيخوخة ما بلغ , وبعضها بلغ من الفساد ما بلغ وبعضها تورط في الدم حتى اخمص قدميه ..
يوم أمس وأنا أقرأ ما كتب في مواقع التواصل الإجتماعي , حول قضايا كثيرة ....بعضها مرتبط بسجن كتاب ومثقفين , وبعضها مرتبط بمقاطعة الإنتخابات , وبعضها مرتبط بالصراع في سوريا ومواقف البعض منه ..شعرت بأننا صورة مختلفة عن العالم العربي ..نحن نحتاج لقرون حتى نصل وعي النظام السياسي الأردني وتسامحه وخطابه .
النظام لم يجرم مواطنا , لم يتحدث الملك عبر كل تاريخه في الحكم عن معارض عبر وسائل الإعلام ويتهمه , لم يهاجم حزبا أو جماعة ,لم يحرم أو يحلل ..مع أن صلاحياته الدستورية تتيح له كل ذلك , لم يتجاوز على أحد وعفا عن كل مسيء حتى عن الذين هاجموا عائلته أثناء الربيع العربي ...علما بأنه ملك وأب ويملك كامل الصلاحيات ...بالمقابل نحن نصبنا أنفسنا قضاة , ونصبنا أنفسنا حكومة ..وحللنا ورجمنا , وهاجمنا ..فعلنا كل شيء باسم الوطن وباسم الأخلاق وباسم الموقف ..وحرمنا على الاخر أن يتحدث أو يعبر .
لن أختم المقال بجملة , ضمن سياق اللغة والصياغة ..بل سأختمها بجملة ضمن سياق ...الصدق والصراحة وهي :- الله يخلف ع الهاشميين