خدمة الدفع الالكتروني
محليات اقتصاد عربي ودولي رياضة فيديو كتاب مجتمع شباب وجامعات ثقافة وفنون ملاحق دراسات وتحقيقات أخبار مصورة صحة وجمال كاريكاتور إنفوجرافيك علوم وتكنولوجيا منوعات طفل وأسرة عين الرأي الرأي الثقافي
محليات اقتصاد عربي ودولي رياضة فيديو كتاب مجتمع شباب وجامعات ثقافة وفنون ملاحق دراسات وتحقيقات أخبار مصورة صحة وجمال كاريكاتور إنفوجرافيك علوم وتكنولوجيا منوعات طفل وأسرة عين الرأي الرأي الثقافي

ما المقصود بالأخبار الثلاثة ؟!

طباعة
انسخ الرابط
تم النسخ
د. زيد حمزة خلال أيام قليلة قرأت ثلاثة اخبار ذات دلالة مشتركة، اثنان يتعلقان بمحاكمات جرت مؤخراً لمرتكبي الجرائم بحق مواطني تشيلي في الفترة التي اعقبت انقلاب اوغستو بينوشيه في عام 1973 الذي دعمته الولايات المتحدة وكان هنري كيسنجر وزيراً للخارجية ، جاء في الاول على BBC News في 27 حزيران 2016 أن المحلفين في اورلاندور/ فلوريدا (الولايات المتحدة) وجدوا Pedro Pablo Barrientos بيدرو بابلو بارينتوس الضابط السابق في الجيش التشيلي متهماً ينبغي ان يخضع للمحاكمة على جريمة قتل المغني الشعبي والناشط السياسي فيكتور جارا Victor Jara في آب 1973 ولقد حرك هذه القضية أمام المحاكم ارملته جوان وابنته اماندا وحكم المحلفون للعائلة بتعويض قدره 28 مليون دولار فقد كان جارا مطرباً مشهوراً في تشيلي في فترة الستينيات والسبعينات من القرن الماضي، وكتب اغاني احتجاجية عديدة ضد الطغمة العسكرية الحاكمة في تشيلي وكان من مؤيدي الرئيس اليساري سالفادور أليندي الذي توفي أو قتل اثناء الانقلاب، وفي عام 2009 جرى استخراج جثة جارا واعيد دفن جثمانه في احتفال وداعي مهيب أمام حشد كبير من آلاف التشيليين، ومما يذكر أن اكثر من 3000 تشيلي كانوا قد قتلوا أو فقدوا اثناء حكم الدكتاتوري بينوشيه .

أما الخبر الثاني فجاء على BBC News في 8 تموز 2016 ويتعلق بالجنرال خوان إميليو كايري Juan Emilio Cheyre القائد السابق للجيش التشيلي الذي القي القبض عليه للاشتباه بمشاركته في قتل 15 شخصاً من الناشطين اليساريين في مدينة لاسيرينا La Serena حين كان ضابطاً صغيراً إثر انقلاب بينوشيه 1973، وقد تمت هذه الجريمة كجزء من عملية القتل الفظيعة التي كانت تقوم بها (قافلة الموت) وهي وحدة عسكرية خاصة أمر بتشكيلها الجنرال بينوشيه نفسه لكي تجوب المناطق النائية من البلاد وتتنقل من مدينة لاخرى بطائرة هيلوكوبتر لاصطياد المعارضين، وقد بقي كايري يترقى دون ان ينكشف امره حتى اصبح قائداً للجيش بين 2002 – 2006 اي بعد ان عادت الديمقراطية الى تشيلي ! وبلغت به وقاحة الخداع والمراوغه انه قال ذات يوم : إن الانقلابات والاعتداء على حقوق الانسان ينبغي ألا تحدث مرة أخرى في تشيلي ! ولقد رحب اقارب الضحايا بانباء محاكمة كايري وثمانية ضباط آخرين متهمين بالقتل فقال ارنستو ليهدرمان الذي كان في الثالثة من عمره عندما قتل والداه في احدى عمليات (قافلة الموت) .. ((لست معنيا بالانتقام بل كل ما اريده هو ان ياخذ العدل مجراه وان تظهر الحقائق) !

اما الخبر الثالث فجاء علىDemocracy Now في 21 تموز 2016 ومؤداه أن (محكمة الشعب الدولية) وجدت الحكومة الاندونيسية بقيادة الجنرال سوهارتو مذنبة ومسؤولة عن الابادة الجماعية ضد أعضاء ومناصري الحزب الشيوعي في البلاد فقد قامت بين عامي 1965 – 1977 بقتل مليون منهم بعد ان اطاح الجنرال بسلفه الرئيس سوكارنو في انقلاب عسكري كان مدعوماً ايضاً من قبل الولايات المتحدة ! هذا وقد طلب رئيس محكمة الشعب الدولية في لاهاي من الحكومة الاندونيسية ان تعتذر لاهالي الضحايا وان تدفع التعويضات للناجين من المجزرة ..

وبعد .. فليس المقصود بهذه الاخبار الثلاثة الاستسلام لمقولة ضعيفة مفادها أن المجرم لا يفلت من العقاب مهما طال الزمن فهناك آلاف الجرائم البشعة المشابهة في مختلف بلاد العالم مرت دون ادنى محاسبة، بل المقصود هو التأكيد على ان مثابرة المناضلين في ملاحقة الجناة من اجل محاكمتهم وازدياد وعي الناس وجرأتهم في كشف تلك الجرائم وتطور القوانين الدولية في الأمم المتحدة بهيئاتها المختصة ومحكمتي العدل الدولية والجنايات الدولية والمواقف الشجاعة للعديد من منظمات المجتمع المدني هي العوامل الاساسية التي ادت وتؤدي الى تضييق الخناق اكثر فأكثر على كل من يمارس الظلم والقمع في اي نظام سياسي حتى يجد نفسه ولو بعد عقود ، ماثلاً أمام العدالة !
محليات اقتصاد عربي ودولي رياضة فيديو كتاب مجتمع شباب وجامعات ثقافة وفنون ملاحق
جميع الحقوق محفوظة المؤسسة الصحفية الاردنية
Powered by NewsPress
PDF