خدمة الدفع الالكتروني
محليات اقتصاد عربي ودولي رياضة فيديو كتاب مجتمع شباب وجامعات ثقافة وفنون ملاحق دراسات وتحقيقات أخبار مصورة صحة وجمال كاريكاتور إنفوجرافيك علوم وتكنولوجيا منوعات طفل وأسرة عين الرأي الرأي الثقافي
محليات اقتصاد عربي ودولي رياضة فيديو كتاب مجتمع شباب وجامعات ثقافة وفنون ملاحق دراسات وتحقيقات أخبار مصورة صحة وجمال كاريكاتور إنفوجرافيك علوم وتكنولوجيا منوعات طفل وأسرة عين الرأي الرأي الثقافي

لماذا تقرير تشيلكوت إذن..!؟

طباعة
انسخ الرابط
تم النسخ
د. زيد حمزة لم يكن ضروريا أن ينتظر الشعب البريطاني وغيره من شعوب العالم سبع سنوات حتى يطل عليها تقرير تشيلكوت ويدين توني بلير فالادانة الشعبية – ولو على نطاق محدود – كانت قائمة حتى قبل الحرب على العراق، ولم يكن ضروريا أن يقرأ الناس في كل مكان آلاف الصفحات كي يستوعبوا حجم الخديعة التي أجاد نسج خيوطها رئيس الوزراء البريطاني بالتواطؤ مع رئيس الولايات المتحدة لتبرير تلك الحرب التي اودت بحياة الآلاف من جنود بلديهما وبلغت تكاليفها ارقاما فلكية (اكثر من 3 تريليون دولار) ! كما لم يُرضِ احداً ان يسارع بلير في اليوم التالي لصدور التقرير بمواجهة الصحافة فيعترف بالخطأ لكنه يصر على أنه لولا غزو العراق لكان العالم الآن في حال أسوأ مع ان الواقع الماثل عكس ذلك تماما ومن مضاعفاته أن الارهاب الاعمى قد وصل الى الغرب نفسه ! لا بل إن بلير أهان الضمير العالمي حين لم يعترف بالذنب او يعتذر – مجرد اعتذار – عن التسبب في قتل وتشريد ملايين العراقيين وتدمير دولتهم وتمزيق بلدهم وإشعال فتنة طائفية فيها لا يعلم احد متى تنطفئ نارها.

صحيح أن لغة التقرير ليست جازمة في تبيان الأدلة على دخول حرب فتاكة بمبررات غير صحيحة على الاطلاق، فلا العراق كان يملك أسلحة دمار شامل ولا صدام كانت له علاقة بالقاعدة أو بن لادن، لذلك لم نجد وزارة العدل البريطانية تتحرك لاقامة الدعوى ضد توني بلير لمحاكمته امام القضاء البريطاني ولم تتحرك حكومة العراق (!) كي تأخذه الى محكمة العدل الدولية أو محكمة الجنايات الدولية كما وقفت مكتوفة اليدين منظمات حقوق الانسان ( أمنستي انترناشونال وهيومان رايتس ووتش على سبيل المثال ) وكذلك المفوضية الدولية لحقوق الانسان في الأمم المتحدة ! أما الديمقراطية البريطانية ، وهي أم الديمقراطيات كما يقال، فسوف يخجل برلمانها من عدم قدرته استنادا الى هذا التقرير على محاسبة توني بلير وتحميله مسؤولية الارواح ( ارواح الجنود البريطانيين على الأقل ) التي ازهقت عبثا وبهتانا رغم نصيحة المخابرات البريطانية بأن غزو العراق سوف لن يقضي على الارهاب بل يؤدي الى مزيد منه ورغم تقرير المخابرات الاميركية بناء على طلب من البنتاغون والذي أفاد ايضا بان الارهاب سوف يستشري ويتسع.. أما اللغة المائعة للتقرير - كما قالت كثير من الصحف العالمية – فربما كانت وراء تأخير صدوره كل هذه السنوات الطويلة ، في محاولة من قوى ضاغطة عديدة من اجل ان يأتي في صيغة تجعل رئيس الوزراء توني بلير قادراً على الافلات من العقاب وكذا الرئيس جورج دبليو بوش ونائبه ديك تشيني ووزير دفاعه دونالد رامسفيلد الذين استخدم بعض الكتاب في وصفهم نعوتاً جارحة وهم يتساءلون عن سبب حماسهم في شن الحرب على العراق الذي أنكر وجود اسلحة الدمار الشامل لديه في حين جبنوا كل الوقت عن التصدي لكوريا الشمالية التي تملك مثل هذه الاسلحة وتعلن عن وجودها في حوزتها ( حتى ان بعضهم ذكّر بباكستان! ) ، وقبل ذلك كله لم ينبسوا ببنت شفة وهم يعلمون علم اليقين بان اسرائيل تملك مائتي قنبلة ذرية على الاقل..! وقد سخر الكتاب كذلك من ادعاءات اولئك الزعماء الغربين بان الحرب كانت من اجل التخلص من دكتاتورية صدام وتوفير الديمقراطية للشعب العراقي فالعالم كله يعرف أن اكثر حلفائهم في المنطقة العربية لا يحكمون بالديمقراطية ! وأثبت بعض الكتاب ان هدف الحرب تدمير كيانات عديدة في المنطقة خدمة للحليفة الاستراتيجية اسرائيل وكان من نتائجها الكارثية ايضاً اقتتال طائفي وارهاب لم يعرف العالم مثيلاً لفظاعته..

وبعد.. فما لم تشر له معظم التعليقات هو أن المستفيد الأكبر من شن الحرب كان المجمع العسكري الصناعي من خلال البنتاغون وال FED وصفقات الأسلحة.. بالمليارات يومياً !

****

تنويه: أخطأتُ في مقال الاسبوع الماضي بان ذكرت أن المعابد البوذية تدعى بادوغا Padoga والصحيح أنها باغودا Pagoda ولقد لفت نظري لذلك الصديق حسان بدران (رفيق الرحلة الى بورما وفيتنام) وإذ أشكره فاني اعتذر للقراء وأعفي (الرأي) من مسؤوليتها عن هذا الخطأً..

محليات اقتصاد عربي ودولي رياضة فيديو كتاب مجتمع شباب وجامعات ثقافة وفنون ملاحق
جميع الحقوق محفوظة المؤسسة الصحفية الاردنية
Powered by NewsPress
PDF