الصيدلي ابراهيم علي ابورمان
يمكن النظر الى تعدد الزوجات على أنه ظاهرة منظوره بالمجتمعات الحديثة و القديمة كافة، وكانت هذه الظاهرة ولا تزال محل اهتمام واسع في الشرق والغرب على حد سواء.
التعدد في الزواج يمكن ان تكون له اسس جينيني نتيجة لما نلاحظه من تعدد للزوجات في مناطق معينة وعشائر معينة ويوجد بعض التجارب والدراسات اكدت وجود بعض الجينات لدى فئران التجارب تجعل الفار احادي الزواجة مثل فار المنزل بينما فئران الحقل تميل الى التعدد
الان سنبحث التعدد من وجهة نظر نفسية لانها أصبحت مثار اهتمام الجميع في الفترة الأخيرة
مفاهيم عامة حول تعدد الزوجات
يعتبر موضوع تعدد الزوجات من الأمور التي يثار حولها الجدل والتي ترتبط في الأذهان بكثير من المفاهيم والأفكار والانفعالات النفسية للمرأة والرجل على حد سواء، بغض النظر عن الاديان السماوية تبيح التعدد ولم تعد هناك حاجة الى المزيد من الدلائل على أن هذا الموضوع قد أصبح في مقدمة اهتمامات الناس في المجتمعات العربية ويمكن بحث هذا الموضوع من النواحي الاجتماعية والإنسانية والاقتصادية والشرعية، وكذلك الجوانب النفسية في مسالة تعدد الزوجات والتي هي موضوع هذه المقالة وسنوردها هنا بإيجاز.
من وجهة النظر النفسية فان المشكلات الزوجية أصبحت تشكل عبئا كبيرا على العلاقات الأسرية والاجتماعية في السنوات الأخيرة كما انها تؤثر في صحة اكثر من طرف الرجل والمراة والاولاد الكل يتأثر بالمشاكل الناجمة عن الزواج ، ويمكن ملاحظة ذلك في الحالات الاضطراب النفسي في الرجال والسيدات التي تنشأ عن الصراعات الزوجية ولكن أيضا من خلال الملاحظة ورصد الخلل الذي أصاب علاقات الزواج في المجتمع العربي، ويمكن ملاحظة ذلك بسهولة من التعليقات على مواقع التواصل مثل الفيسبوك.
اكثر المعارضين ومعظمهم من السيدات أصحاب الأقلام النسائية في الصحف الذين وصل الأمر بهم الى الانفعال الهائل وتحريك شعارات ومصطلحات كبيرة منها مثلا» ثقافة الجواري» والقهر ومنها تسلط الرجل وحقوق المرأة وحتى حقوق الانسان أيضا بينما الرجال على الاغلب يكونون مؤيدين لفكرة تعدد الزواج ولكنهم تنقصم الجرأة والمال والحوافز.
التعدد من ناحية نفسية
الرؤية النفسية لظاهرة تعدد الزوجات، وهي ليست حكرا على المجتمعات العربية وليست مرتبطة فقط بالثقافة الإسلامية رغم أنها – من المنظور الإسلامي – عمل مشروع ، وممارسة لها ضوابطها في القرآن والسنة، وتسمح بها بعض المجتمعات البدائية أيضا كما تسمح بها بعض الطوائف المسيحية مثل المورمون.
وفي دراسة نفسية منشورة حول بعض الجوانب النفسية لتعدد الزوجات قام بها الدكتور جمال ابو العزاين على عينة من السيدات وتم مناقشتها في مؤتمر عالمي للطب النفسي ، كانت نتائج الدراسة الى أن ظاهرة الزواج المتعدد ليست واسعة الانتشار في البلدان العربية، وطبقا للإحصائيات المناحة فان النسبة في مصر 4% و في سوريا والعراق وبقية دول الخليج 8% .
ظاهرة تعدد الزوجات مقبولة في دول الخليج العربي وفي المجتمعات الريفية وتقل بين سكان المدن وهي ظاهرة يتراوح فيها الاتجاه بين القبول الاجتماعي لتعدد الزوجات في المجتمعات العربية بين التسامح مع الظاهرة وقبولها في دول الخليج الى القبول الجزئي في أماكن أخرى مثل مصر والاردن وفلسطين الى الرفض التام والمنع بموجب قوانين ومثل ما يحدث في تونس، بينما في السودان ، هناك تشجيع لتعدد الزوجات.
الأسباب النفسية والظروف الاجتماعية التي تدفع الى التعدد:
الرجال ميالون للتعدد بشكل عام للتركيبة النفسية للرجل والتي تميل الى التعدد بصورة فطرية حتى أن دراسة حديثة أشارت الى وجود جينات تدفع الرجال الى ممارسة التعدد بعلاقات محرمة في الشرائع التي لا تسمح بتعدد الزوجات بما يفسر انتشار خيانة الأزواج على حد التعبير الغربي. الزنا في الديانات السماوية.
الزوجة الاولى هي الاكثر تاثرا، والآثار النفسية السلبية للزواج المتعدد يمكن اعتبارة حالة نفسية تصيب الزوجة بعد أن يتزوج زوجها عليها ورد فعلها يكون غير متوقعا حتى انها يمكن ان تتصرف بغرابة بحيث انها تطلب الطلاق وتسعى لاذيته وللاضرار به ومن ثم القبول بالامر الواقع او واغلبها تبدأ برد فعل عصبي برفض هذا الزواج الثاني وإبداء الغضب والمقاومة ثم تتجه الحالة الى الاستقرار والاتزان مع قبول الواقع الجديد في فترة زمنية تتراوح من 6 شهور الى عامين.
إيجابيات تعدد الزوجات
المنظور الديني يرى الى ان الزواج المتعدد يعتبر كحل لمشكلات نفسية واجتماعية وسلوكية قبل ان يكون مصدرا لآثار سلبية، وبخاصة اذا كان العدل هو المتبع في العلاقات الزوجية وبخاصة بعد الحروب والكوارث التي تقل فيها نسبة الرجال وتزداد اعداد النساء غير المتزوجات
الزواج الثانج رافقته بعض الوصمة السلبية والصور الخاظئة من ظلم للزوجة السابقة بحيث ربطت مع الزواج الثاني وارتبطت في الأذهان بالسلبيات فقط أو بمجرد إشباع الدوافع الغريزية،
الزواج الثاني يجعل العلاقات بين الرجل والمرأة في إطار أسري سوى وأنه بديل جيد مقبول فيه وقاية وتجنب للمشكلات السلوكية والصراعات الزوجية ولا يجب رفضه كليا
وذكر الدكتور جمال الى وجود اقتراح تم تطبيقه مؤخرا في بريطانيا حين تم إدخال مناهج دراسية يتم تدريسها للفتيات في مراحل التعليم الأولى حول دور المرأة في الزواج وتكوين الأسرة بغرض أعداد زوجات وأمهات المستقبل في وقت مبكر ويقول أنه قد حان الوقت لتطبيقه في بلادنا وبخاصة ان نسبة الطلاق تصل الى 30% وازدياد نسبة الفتيات غير المتزوجات.
