خدمة الدفع الالكتروني
محليات اقتصاد عربي ودولي رياضة فيديو كتاب مجتمع شباب وجامعات ثقافة وفنون ملاحق دراسات وتحقيقات أخبار مصورة صحة وجمال كاريكاتور إنفوجرافيك علوم وتكنولوجيا منوعات طفل وأسرة عين الرأي الرأي الثقافي
محليات اقتصاد عربي ودولي رياضة فيديو كتاب مجتمع شباب وجامعات ثقافة وفنون ملاحق دراسات وتحقيقات أخبار مصورة صحة وجمال كاريكاتور إنفوجرافيك علوم وتكنولوجيا منوعات طفل وأسرة عين الرأي الرأي الثقافي

المدرسة العسبلية.. أشهر المدارس في قلب عمان قديماً

المدرسة العسبلية.. أشهر المدارس في قلب عمان قديماً

طباعة
انسخ الرابط
تم النسخ

أبواب-وليد سليمان - ترجع أهمية الحديث عن ذكريات المدرسة العسبلية في عمان إلى أنها كانت من أوائل المدارس الشهيرة في ذلك الوقت في قلب العاصمة عمان الفتية والناشئة في أواخر الثلاثينات وأوائل الأربعينات من القرن الماضي.. وكذلك بسبب ارتباطها شبه اليومي بسيد البلاد الأمير عبد الله الأول ابن الحسين أمير إمارة شرقي الأردن - الملك المؤسس فيما بعد – حيث كانت تقع تلك المدرسة – المدرسة العسبلية – أمام ساحة المدرج الروماني الشهير في عمان بجانب مقر الديوان الأميري.. إذ كان الأمير عبد الله الأول يمر من ساحة المدرسة المشتركة مع الديوان الأميري يومياً.. لذا كان لابد للطلاب والمعلمين أن يروه ويتحدثوا معه.. ويقوموا بتحيته بالسلام والأناشيد الوطنية.

الأمير عبد الله الأول
وغالباً ما كان يتجول الأمير مابين طلاب المدرسة في الطابور الصباحي ويسألهم عن أحوالهم وربما يتفقد أمر انضباطهم وحرصهم على النظافة وقص أظافر أصابع الأيدي.. الخ, وأحياناً يحضر ويشاهد أجزاء من الحصص المدرسية ويناقش الطلاب والمعلمين في دروسهم.
وكانت المدرسة العسبلية هي أكبر وأشهر ثلاث مدارس ابتدائية في ذلك الوقت في عمان وهي: المدرسة العبدلية في طلوع الحايك جبل عمان, والمدرسة الهاشمية أي مدرسة العجلوني في جبل اللويبدة بجانب مستشفى لوزميلا, وهذه المدرسة العسبلية. وكانت تلك المدارس الابتدائية تدرس الطلاب حتى الصف الخامس أو السادس فقط.

مبنى العسبلي
ويعتبر مبنى العسبلي مع مبنى الديوان الأميري من أوائل المباني الضخمة التي شُيدت في عمان في أوائل عشرينات القرن الماضي بعد قدوم الأمير عبد الله بن الحسين إلى عمان واستقراره بها.
وكان قد شيد هذين المبنيين الديوان الأميري والمدرسة السيد محمد ناصر العسبلي الشهري وهو في الأصل جاء من بلاد عسير مع حاشية الأمير عبد الله ابن الحسين إلى عمان. وكان مبنى المدرسة العسبلية قبل أن يصبح مدرسة استأجرتها وزارة المعارف الأردنية, كان قصراً ينزل به ضيوف الأمير، القادمون من خارج عمان والأردن.. حتى أن الأمير عبد الله بن الحسين استقبل والده الشريف حسين في هذا المبنى عندما قدم لزيارة عمان عام 1924.

محيط المدرسة
وكانت المدرسة العسبلية واسعة وفخمة, وفيها مساحات واسعة من حولها يلعب فيها الطلاب ويصطفون قبل دخولهم إلى صفوفهم.. وفيها مساحة خلفية تفصلها عن سيل عمان .. فيها شجيرات الدفلى وعدد من أشجار النخيل العالية.
وفي مكان (مكتبة أمانة عمان الحالية) كان جسر حجري قوي فوق سيل عمان سمي فيما بعد بجسر العسبلي, لابد من المرور من فوقه للقادمين من وسط البلد للذهاب للمدرسة العسبلية وللديوان الأميري ولفندق فيلادلفيا المجاور أيضاً لهما.

المدير سليمان العطور
ومن أشهر مدراء المدرسة العسبلية كان المدير سليمان العطور ثم المدير يوسف الجيوسي.. وعن المدير سليمان العطور قرأنا ما تحدث به الدكتور موفق خزنة كاتبي والذي كان أحد طلاب هذه المدرسة وهو صغير السن حيث جاء في مذكراته: ((كان المدير سليمان العطور غالباً ما يسلم على سمو الأمير عبد الله القادم إلى ديوانه الأميري عند مروره من جانب المدرسة .. ويتحدث معه أحياناً باللغة التركية التي يجيدها الاثنان, فقد كان العطور سابقاً ضابطاً في الجيش التركي قبل أن يستقيل ويصبح مدير مدرسة!!.
لذلك فقد كان العطور يتميز بالشدة والانضباط الشديدين.. حيث كان يستخدم الفلقات في عقوبات الطلاب المذنبين!!.
 ويقول د. خزنة كاتبي: لقد لاحظت في هذه المدرسة التي انتقلت إليها صغيراً من مدرسة الفتح في المحطة, تلك القسوة الشديدة من المدير العطور والمعلمين الذين كانوا يستعملون العصي والخيزرانات وضرب الكفوف على الوجه للتأديب لمن لم يحفظ أو يكتب دروسه ووظائفه أو لمن يغيب أو يعمل مشكلة ما .
وحدث في أحد الأيام أن وصل موكب الأمير عبد الله بن الحسين إلى الديوان الأميري, وذهب مديرنا العطور وبعض الأساتذة ليسلموا عليه, وكان أول عمل قاموا به أن أخفوا العصي التي كانت معهم في إحدى زوايا المدرسة!! فجمعت أنا – والحديث ما زال للدكتور موفق كاتبي – وبعض الطلاب الذين صرت أعرفهم وقلت لهم: ما رأيكم أن نذهب ونسلم على سمو الأمير ونشكو له قسوة أساتذتنا؟! لكنهم جميعاً لم يقبلوا بذلك الرأي!!.

المدير يوسف الجيوسي
ويكمل د. موفق سرده حول ذكرياته أيام دراسته طفلاً في المدرسة العسبلية قائلاً: لقد اختلف الأمر بعد سنوات عندما انتقل المدير العطور صاحب التربية العسكرية الشديدة وكذلك بعض المدرسين من المدرسة إلى مدارس أخرى.. وجاء بدلاً منهم المدير الجديد (يوسف الجيوسي) ومعلمون آخرون جُدد.. فقد تبدل الحال وصار الوضع أكثر رقة .. لا يستعملون العصي إلا قليلاً.. ولا يستعمل المدير الجيوسي الفلقات على الأرجل!! فقد بدأت السنة الدراسية ذات سنة بمظهر جديد فقد طُرشت باللون الأبيض, وعُلقت لافتات جميلة تحض على الصدق والنظافة والأمانة. وفي نهاية السنة وقبل الامتحان النهائي لطلاب الصف الخامس الابتدائي عمل لنا طلاب الصف الرابع أ + ب حفلة وداع كانت من أجمل الحفلات التي لم أر مثلها حتى في أيام الجامعة!! واشترك في الحفلة جميع الأساتذة وأولياء الأمور وبعض تجار مدينة عمان.. وقد ألقيت أنا – د. خزنة كاتبي – قصيدة أحمد شوقي ((قم للمعلم وفه التبجيلا...)) وقدم بعض طلاب المدرسة مسرحية عن الحجاج بن يوسف الثقفي.

عن الأساتذة
أما المؤرخ صاحب الذكريات عن عمان فؤاد البخاري والذي كان من أحد طلاب هذه المدرسة في صغره كذلك فيذكر عن سنوات معاصرته للمدير يوسف الجيوسي ما يلي:
لقد كان الجيوسي يحرص على النشاط الكشفي وفرق الكشافة في المدرسة حتى أنه كان أحياناً يرتدي زي الكشافة لتشجيع الطلاب على العمل الكشفي.. وكان يحض الطلاب ويهتم بالنشاطات الرياضية مثل كرة السلة وشد الحبل ومسابقات الركض.. كذلك حرصه على تنمية مشاعر الطلاب الدينية مثل الصلاة في ساحة المدرسة.. كذلك المشاعر الوطنية للأردن وقائده والوطن العربي, فقد كان الطلاب يومياً يقومون بأداء نشيد «عاش الأمير» الذي أصبح فيما بعد «عاش المليك» وهذا النشيد من تأليف الشاعر المعروف عبد المنعم الرفاعي وتلحين الموسيقار اللبناني عبد القادر التنير, وكان الطلاب ينشدون أيضاً الأناشيد الوطنية والقومية للأردن وفلسطين والعراق وبلاد المغرب.
 ويذكر البخاري بعضا أسماء الأساتذة في تلك الفترة أيام دراسته بالمدرسة العسبلية ومنهم مثلاً: الشيخ سعيد بسلان مدرس مادة الدين الإسلامي, وعيسى مدانات مدرس الجغرافيا, وعيسى خماش مدرس الرياضيات, وسعيد الخطيب وهو مدرس لبناني الأصل, وجمال مهيار الذي كان يرتدي الفيصلية على رأسه, ومحمود القنواتي, وحنا شوارب, وحسيب الخطيب, وغازي خير, وعادل مدانات... الخ.
وكان بعض المعلمين يقومون بعمل مسابقات بين الصفوف والطلاب وإعطاء جوائز التفوق, وكتابة أسماء الفائزين في لوحات الشرف, وكانت المسابقات في الشعر العربي وفي اللغة الانجليزية والمواد الأخرى كذلك.
وكان الاهتمام شديداً والحرص على العناية بالدفاتر والكتب من الطلاب, حيث كانوا يقومون بتجليد الكتب بورق كاكي اللون غليظ للمحافظة على رونق الكتب والدفاتر, وكان بري أقلام الرصاص يتم بعناية شديدة حتى لا يذوب القلم ويقصر بسرعة!! كذلك العناية بأقلام الألوان التي تظل مع الطلاب عدة سنوات ولا تُستعمل إلا في حصص الرسم.
وكان الطلاب يستعملون قلم الحبر السائل منذ أن يصبحوا في الصف الرابع الابتدائي بعيداً عن أقلام الرصاص والمحايات!!.

الملك فيصل الثاني
وفي العام 1941 وأثناء ثورة رشيد عالي الكيلاني في بغداد, جاء الملك فيصل الثاني ملك العراق إلى عمان ليكون في ضيافة الأمير عبد الله الأول عم أبيه الملك غازي.. وكان الطلاب في المدرسة العسبلية يشاهدون أحياناً الملك الشاب برفقة سمو الأمير عبد الله الأول وهما قادمان إلى الديوان الأميري, وكان الملك فيصل الثاني يرتدي الزي العسكري.. وكان الطلاب يصطفون ويصفقون ويُعيشون (عاش الملك) (عاش الأمير) وهما يستمعان إلى أناشيد وطنية من الطلاب مثل:
ملك العراق الفتي
مرحباً يا ابن النبي
أزهرت آمالنا
بالمليك الهاشمي
مرحباً شبل الأُسود
مرحباً خير حفيد
فيصفق لهما الأمير عبد الله الأول ويدخل مع ضيفه الملك وحاشيته الديوان الأميري مسروراً.

أسماء مشاهير
ومن الأسماء الشهيرة والتي كان لها علاقة بهذه المدرسة نذكر هنا بعض المعلمين الذين درَّسوا فيها: بكر صدقي, يعقوب هاشم, حسيب الخطيب, بهاء الدين العابودي, فوزي الملقى وكان مديراً, عبد المنعم الرفاعي, أديب عباسي, كنج شكري, حمد فرحان, بهاء الدين طوقان, محمود سيف الدين الإيراني... الخ.
ومن الطلاب مثلاً: عاكف الفايز, محمود الروسان, ثروت التلهوني, صبحي القطب, محمد نزال العرموطي... الخ.

محليات اقتصاد عربي ودولي رياضة فيديو كتاب مجتمع شباب وجامعات ثقافة وفنون ملاحق
جميع الحقوق محفوظة المؤسسة الصحفية الاردنية
Powered by NewsPress
PDF