خدمة الدفع الالكتروني
محليات اقتصاد عربي ودولي رياضة فيديو كتاب مجتمع شباب وجامعات ثقافة وفنون ملاحق دراسات وتحقيقات أخبار مصورة صحة وجمال كاريكاتور إنفوجرافيك علوم وتكنولوجيا منوعات طفل وأسرة عين الرأي الرأي الثقافي
محليات اقتصاد عربي ودولي رياضة فيديو كتاب مجتمع شباب وجامعات ثقافة وفنون ملاحق دراسات وتحقيقات أخبار مصورة صحة وجمال كاريكاتور إنفوجرافيك علوم وتكنولوجيا منوعات طفل وأسرة عين الرأي الرأي الثقافي

باليرمو.. لَعنةُ البر المتوسطي في حكاية المغامرين والطامحين

باليرمو.. لَعنةُ البر المتوسطي في حكاية المغامرين والطامحين

-
-
طباعة
انسخ الرابط
تم النسخ

محمد رفيع - هي باليرمو الصقلّيّة الإيطاليّة .. (باليرمو) و(ميسينا) و(تراباني)، هي كامل البرّ الصقلّيّ الشماليّ المواجه لِبرِّ الجنوب الأوروبيّ والإيطاليّ في المتوسّط العتيد.
.. لَهَا من التاريخ ما يجعلها تنام بعمق، غير آبهةٍ بمرافىء البرّ المتوسطيّ المراهقة. ولَهَا أيضاً منه نصيبٌ وافرٌ من قَلَق الحروب والمغامرين والغُزاة.
يَنسب التاريخ سكّانها الأوائل إلى فلسطين. كما ينسب حروبها الأولى للفينيقيّين، القادمين من صور، مع هؤلاء السكّان الأصليين.
.. مِن دُونِ شَغفٍ، تروي للقادمين إليها؛ كيف تحوّلت معابدها الوثنيّة إلى كنائس، ومن ثمّ إلى مساجد. لتعود، من جديد، دورة معكوسة وعنيفة للغزاة والمحاربين، في تحويل وتبديل تسميات الأماكن المقدّسة في معتقدات الناس ويقينهم..؟!
غير أنّ الأهمّ في باليرمو، وصقلّية، يبقى أنّها بقيت مرفأً متوسّطيّاً بالغ الأهميّة، لكلّ مَن يحاول عبور المتوسّط؛ زائراً، أو غازياُ، أو تاجراً، أو حاجّاً ..!

حقائق
_(باليرمو) أو بَلَرْم، هي إحدى مدن جزيرة صقلّية الإيطاليّة الشمالية؛ وهي عاصمة إقليم صقلية ذاتي الحكم وأكبر مدنه، وكذلك هي عاصمة مقاطعة بلرم. وقد سمّاها العرب (بلرم).
_يطلّ سهل بلرم على البحر التيراني، ويكوّن إلى الجبال من وراءه الغور الذهبي. وبما أنّ التنظيم البلدي يتبع الخطّ الساحلي، لذلك لها امتداد ساحلي طويل، ولكنه قليل الاختراق نسبياً للأرض الداخلية.
_يصل ترتيب عدد سكّانها إلى الرقم الخامس بين المدن الإيطالية بعد روما وميلانو ونابولي وتورينو، وإلى الرقم ثلاثين على المستوى الأوروبي. وهي المركز الثقافي والتاريخي والاقتصادي _ الإداري الرئيسي في صقلية.
_تمتلك موروثاً فنيّاً ومعمارياً مميّزاً؛ فمن بقايا الأسوار البونيقية (قرطاجية)، وصولاً إلى الفيلات على طراز ليبرتي، مروراً بالمساكن على الطراز العربي النورماني والكنائس الباروكية والمسارح الكلاسيكية المحدثة.
_كانت منطقة بلرم في الأصل سهلأً شاسعاً تقطعه العديد من الأنهار والجداول والأراضي الرطبة الواسعة، تحيط بها جبال عالية تغطي قممها أحياناً الثلوج خلال فصل الشتاء، مُضفيةً إلى المنظر الطبيعي وجهاً خلّاباً.
_في الوقت الحالي، الأنهار التي كانت موجودة اختفت (و لكن أكثرها لا تزال تتدفق تحت الأرض). وبالإضافة إلى ذلك، لم تصل الأراضي البلدية إلى مستوى عالي من الإشباع السكاني كما في مدن إيطالية أخرى.
_يعدُّ الوجود البشري في بلرم والعائد إلى عصر ما قبل التاريخ من بين الأقدم في جزيرة صقلية، فقد اكتشفت عام 1953 رسوم ونقوش مثيرة للاهتمام على جدران كهوف الدورة؛ صور رقص بطقوس سحرية معينة، وربما (شامانية) لشعب عاش على الجزيرة.
_بـُنيت مدينة بلرم في عصر غير معروف، على مستوطنات ما قبل التاريخ في شكل يختلف عن الشكل الحالي، عند التقاء جزئين طبيعيين، سـُميت سيس، بمعنى (الزهرة). وينسب إليها أنّ سكّانها الأوائل قدموا إليها من فلسطين.
 _في سنة 734 ق.م أنشأ الفينيقيون القادمون من صور هناك مستعمرةً تجارية مزدهرة كان لها علاقات وتصادمات مع السيكوليين، سكان الجزء الشرقي من صقلية، والقادمين من فلسطين كما يقول هيرودتس.
_تحولت أولى المستوطنات والخانات إلى مدينة رائعة، أُطلق عليها اسم مابونات، وتعني بالفينيقية (المساكن). سرعان ما صارت الأهم فيما يُسـمى المثلث الفينيقي، الذي يضمّ أيضاً مدينتي موتيا وسولونتوم، الذي ذكره ثوكيديدس. وقد بقيت فيها بعض الآثار من الفترة الفينيقية؛ أسوار المدينة القديمة ومقبرة نكروبولس.
_أثناء قيام الإغريق بحملات لاستعمار صقلية بين القرنين الثامن والسادس قبل الميلاد، أعطوا المدينة اسم بانورموس؛ أي (الكـُل ميناء)، وذلك (تأكيداً على الخصائص الجغرافية لشبه جزيرة محاطة بمصبّي نهرين، وبالتالي سهولة الدفاع عنها)، ولم يفلحوا أبداً بالاستيلاء عليها، وهم الذين استعمروا الجزء الشرقي من صقلية.
_ظلّت (بلرم) مدينة فينيقية حتى الحرب البونيقية الأولى (264 _ 241 ق.م)، التي سقطت على إثرها صقلية تحت حكم الرومان. وقد كانت الحقبة الرومانية هادئة، وشكلت بلرم جزءاً من مقاطعة سيراقوسة الرومانية. وبانقسام الإمبراطورية الرومانية، تـَبـِعـَت صقلية ومعها بلرم والإمبراطورية الرومانية الشرقية.
_كانت بلرم خلال الحروب البونيقية في صميم الصراع بين القرطاجيين والرومان، حتى حاصر الأسطول الروماني المدينة سنة 254 ق.م، مجبرينها على الاستسلام ومستعبدين أهلها، الذين اضطرّوا لدفع ضريبة حرب لاستعادة حريتهم. وقد حاول (صدربعل) استرداد المدينة، ولكن القنصل الروماني ميتيلوس، حقق انتصاراً باهراً.
_ظلّت المدينة مخلصة لروما وحظيت بلقبي (البريتور) و(النسر الذهبي) وحقّ سكّ العملة، وبقيت إحدى خمس مدن حرّة بالجزيرة.
_غزاها البرابرة منذ عام 445 مع غايسريك ملك الوندال الذي سيطر عليها بالحديد والنار، ثم تبادل السيطرة عليها كل من أودواكر وثيودوريك والقوط. ثمّ انتزع بيليساريوس بأسطوله البحري بلرم سنة 535 من القوط ؛ وهكذا بدأت الفترة البيزنطية التي استمرت حتى عام 830 لـمّا فتحها العرب الذين كانوا قد هبطوا مارسالا قبل أربع سنوات، وجعلوا بلرم عاصمة حكمهم.
_في القرن التاسع الميلادي، توجـّه المسلمون الأغالبة من إفريقية نحو صقلية، واستولوا على بلرم عام 831 وكامل الجزيرة عام 965. سمـّوها بلرم ونقلوا عاصمة صقلية إليها، حيث لا تزال كذلك حتى الآن.
_كانت بلرم أثناء الفترة الإسلامية مدينة مهمّة تجارياً وثقافياً. وكانت فترة ازدهار وتسامح؛ فلم يُـضطهد لا المسيحيين ولا اليهود وسمح لهم بممارسة شعائرهم بحرية. وقد عُرفت باليرمو عند العرب بالعصور الوسطى باسم بَلَرْم وذكرها ياقوت الحموي في معجم البلدان حيث قال عنها:
(باليرمو، بلرم: بفتح أوله وثانيه وسكون الراء وميم، معناه بكلام الروم المدينة، وهي أعظم مدينة في جزيرة صقلية في بحر المغرب على شاطئ البحر. قال ابن حوقل: بلرم مدينة كبيرة سورها شاهق منيع مبني من حجر، وجامعها كان بيعة، وفيها هيكل عظيم).
_لكن القوى الإسلامية أخذت في تآكل بسبب الصراعات التي خاضتها الإمارة وفتحت طريق للأجنبي إلى صقلية، فشنّ النورمان بدأً من عام 1060 حرباً صليبية ضد إمارة صقلية المسلمة، واستولى الكونت روجر الأول ملك النورمان على بلرم في 10 كانون الثاني 1072 بعد أربع سنوات من الحصار، وعلى كامل الجزيرة بحلول سنة 1091.
_سقطت صقلية عام 1194 تحت سيطرة الإمبراطورية الرومانية المقدسة. وكانت بلرم المدينة المفضلة لدى الإمبراطور فريدريك الثاني. بعد انقطاع كانت فيه تحت حكم آل أنجو (1266-1282)، حـَكم صقلية آل أراغون، ثم مملكة إسبانيا سنة 1479.
_شاركت صقلية في الحركات الثورية بين عامي 1820 و1848 ، وانتهت بانتفاضة شعبية قادها جوزيبي لا ماسا وأعلن أول برلمان والملكية الدستورية بمجالس ترأسها رودجيرو سيتيمو الذي كان رئيس حكومة مؤقتة استمرت ستة عشر شهراً. لكن آل بوربون استعادوا السلطة حتى وصول غاريبالدي في عام 1860، فانضمت صقلية إلى مملكة إيطاليا الموحدة.
_مرّت بلرم بفترة زاهرة خلال العقدين الأولين من القرن العشرين. ولم تتأثر بلرم بالصراع خلال الحرب العالمية الأولى، بينما تضررت كثيراً في الحرب العالمية الثانية لأهمية مينائها. واحتلتها قوات الحلفاء في تمّوز 1943 بقيادة الجنرال الأمريكي جورج سميث باتن.
_زادت أهمية بلرم لـمّا صارت صقلية إقليماً ذاتيّ الحكم (1947). ولكن تزايد نفوذ المافيا أحبط أي تحسّن، والتي ما تزال حتى اليوم هي صفة مميزة للمدينة، كما هو الحال في جنوب إيطاليا.
[email protected]


يمنع الاقتباس او اعادة النشر الا بأذن خطي مسبق من المؤسسة الصحفية  الاردنية - الرأي.

محليات اقتصاد عربي ودولي رياضة فيديو كتاب مجتمع شباب وجامعات ثقافة وفنون ملاحق
جميع الحقوق محفوظة المؤسسة الصحفية الاردنية
Powered by NewsPress
PDF