د. عدنان الطوباسي - تدهش عندما تطلب من شاب أو فتاة ان يقف امام ثلة من الحضورللحديث عن سيرته الحياتية او اي موضوع من مواضيع الحياة المتعددة ؛وتحتار أيضا عندما تسال عن موضوع ما لمجموعة من الشباب ثم تجد ان معظمهم يعرفون الاجابة لكن البعض منهم يتردد ولا يتجرأ أن يجيب. هي عقدة التردد والخوف التي ظللت حياتنا,واسهمت فيها المناهج بدرجة ما ربما لان معلمينا لم يلتفتوا الى اهمية التعبير والحديث الشفاهي لدى الطلبة
ورغم ان الخوف ظاهرة طبيعية عند بني البشر تحصل نتيجة رد فعل على ما يواجهه الفرد او ما يتوقع انه سيواجهه من مخاطر حياتية ,فان زيادته عن الحد الطبيعي تتحول شيئا فشيئا الى مرض نفسي .
و لا شك ان هناك الكثير من المخاطر التي تهدد حياة الانسان ويخاف منها مثل النزاعات التي تحدث هنا وهناك والحروب التي تفتك وتقتل الناس والامراض التي اضحت في زماننا لا تعد ولا تحصى والكوارث الطبيعية التي اخذت تؤرق البشر كما ان هناك بعض الناس يخافون من الكثير من الاشياء مثل المرتفعات والاماكن العالية وركوب الطائرات ومواجهة الجمهور وبعض الحيوانات والحشرات كما ان هناك الكثير من الناس يخافون من الوحدة واشياء اخرى
وتشير الباحثة معصومة علامة الى ان الخوف احساس يترك ردود افعال جسدية وذلك تبعا للمتغيرات الداخلية لحظة الخوف وكلما ارتفعت درجة خوفك وازدات حدة ,فان الاضطرابات والمتغيرات الجسدية سوف تكون على اشدها واكثر اتساعا كما ان ثمة اوعية استشعار في جسدك تتحرك تجاه اي تهديد تجد فيه ما يخيفك وان تلك الاوعية تصبح بكامل جاهزيتها للتفاعل من اجل المواجهة باي طريقة كانت وهذا ما تعرفه انت وتعبر عنه اما بهروبك من المواجهة او محاربتها فجسدك في مواقف الخوف يخوض مواجهة من نوع واحد على اساس ان الخوف حقيقي احيانا او وهم احيانا اخرى اوجدته بافكارك الوهمية التي لا تمت الى الواقع بصلة ومهما تكن انواع الخوف فان ردة فعلك الجسدية سوف تكون هي هي وان استسلامك للخوف بدرجاته الدنيا والعليا يعني انك فقدت السيطرة على افكارك الواهمة والتحكم بخيالاته وصوره التي باتت خارج اطار ما يتقبله العقل وهذا يعني انك اصبحت تحت سيطرة الخوف المرضي واستسلامك يعني دخولك الى دائرة الصراع مع العديد من الامراض النفسية والجسدية
ان الاهل والمدارس والمجتمع مدعوون الى تنشئة الاطفال تنشئة سليمة تعودهم على الجرأة والتعبير عن أنفسهم والاقبال على الحياة بكل امل وحيوية وتغرس في نفوسهم حب المبادرة والدفاع عن الذات ومواجهة الاخطار بكل عقلانية وموضوعية وان تكون الثقة بالنفس نهج حياة فالحياة لا تحتمل الضعفاء.
