أظهر تقرير عالمي صدر مؤخرا أنه في كل ساعة من كل يوم يحصد الموت أرواح أكثر من 40 شخص بسبب الغرق ليصل عدد الميتين غرقاً كل عام 000 372 شخص، ويعتبر الأطفال دون سن الخامسة الفئة الأكثر تعرضاً للمخاطر.
استنتاجات صادمة عن حالات الغرق
وصل التقرير الذي تصدره لأول مرة منظمة الصحة العالمية، وجاء بعنوان» الوقاية من سبب رئيسي من اسباب الوفاة»، إلى استنتاجات صادمة منها:
-يحدث أكثر من نصف جميع الوفيات الناجمة عن الغرق في العالم في صفوف الشباب دون سن 25 سنة.
-تبلغ معدلات الغرق ذروتها في صفوف الأطفال دون سن الخامسة.
احتمال تعرض الذكور للغرق يزيد مرتين على احتمال تعرض الإناث.
-يتركز أكثر من 90٪ من حالات الغرق في البلدان المنخفضة والمتوسطة الدخل، وتبلغ المعدلات ذروتها في الإقليم الأفريقي وإقليم جنوب شرق آسيا وإقليم غرب المحيط الهادئ.
ويدعو التقرير إلى تعزيز كبير للجهود والموارد من أجل الوقاية من الغرق، ويحدد عدة إجراءات ليتخذها كل من راسمي السياسات والمجتمعات المحلية، وجميعها يمكن أن تنقذ الكثير من أرواح صغار السن.
وتقول الدكتورة مارغريت تشان/ المديرة العامة لمنظمة الصحة العالمية، حسب ما أفاد بيان صادر عن المنظمة «إن الجهود المبذولة من أجل خفض معدلات وفيات الأطفال حققت مكاسب ملحوظة في العقود الأخيرة، ولكنها كشفت بخلاف ذلك أيضاً عن أسباب خفية تحصد أرواح الأطفال ومنها الغرق». «وهذه خسائر لا داعي لها في الأرواح. ويجب أن تتخذ الحكومات الوطنية والمحلية إجراءات من أجل تفعيل تدابير وقائية بسيطة تركز عليها المنظمة».
استراتيجيات الوقاية
ومن الاستراتيجيات المناسبة للمجتمعات المحلية ما يلي: توفير أماكن مأمونة، مثل مراكز الرعاية النهارية للأطفال؛ تعليم الأطفال مهارات السباحة الأساسية وتدريب الأشخاص الموجودين خارج المياه على مهارات الإنقاذ المأمون والإنعاش. وعلى الصعيد الوطني تشمل التدخلات ذات الصلة ما يلي: اعتماد لوائح محسنة بشأن ركوب الزوارق والنقل في السفن والعبارات؛ وإدارة الفيضانات بصورة أفضل ووضع سياسات شاملة بشأن سلامة المياه.
ومن الأمور التي تنذر بالخطر، حسب عدد من الدراسات في البلدان المرتفعة الدخل، أن الوفيات الناجمة عن الغرق قد يكون تقديرها مبخوساً إلى حد بعيد. فالبيانات الرسمية لا تشمل الغرق نتيجة الانتحار أو القتل أو كوارث الفيضانات أو حوادث مثل انقلاب العبارات.
ويقول مايكل ر. بلومبرغ، عمدة مدينة نيويورك لثلاث مدد ولاية ومؤسس مؤسسة بلومبرغ الخيرية التي مولت التقرير، «أعتقد أنكم لا تستطيعون التعامل مع مشكلة لا تستطيعون تقدير حجمها، ولم يُبذل حتى الآن أي جهد من أجل تقدير حجم مشكلة الغرق على نطاق العالم».
ويضيف «وكلما جمعنا بيّنات أكثر تحسنت قدرتنا على تصميم جهود الوقاية، ويُعد التقرير العالمي عن الغرق خطوة كبيرة في الاتجاه الصحيح».
ويقول الدكتور إتيين كروغ، مدير إدارة التدبير العلاجي للأمراض غير السارية والوقاية من العجز والعنف والإصابات، «إن جميع المسطحات المائية تنطوي على مخاطر الغرق، وخصوصاً داخل المنازل وخارجها». «فالغرق يمكن أن يحدث في أحواض الاستحمام وفي الدلاء والبرك والأنهار والمصارف والمسابح، أثناء ممارسة الناس لحياتهم اليومية. ولا يمكن السكوت على فقدان أرواح مئات الآلاف من البشر بهذه الطريقة، بالنظر إلى ما نعرفه عن أساليب الوقاية».
يصف التقرير المشاريع الخاصة بالوقاية من الغرق في عدد من البلدان المنخفضة والمتوسطة الدخل، بما في ذلك البلدان التي تُسجل معدلات غرق مرتفعة، مثل بنغلاديش وكمبوديا والصين والهند والفلبين وتايلند وفييت نام. ويوصي التقرير بأن تُنفَذ هذه الجهود وتُرصد على نحو منهجي من أجل تحديد أفضل الممارسات ومواءمة ما حقق منها أكبر النجاحات.
ويسترعي التقرير الانتباه أيضاً إلى ضرورة جعل الوقاية من الغرق جزءاً لا يتجزأ من عدد من المداولات الجارية، مثل المداولات الجارية بشأن تغير المناخ الذي يؤدي إلى زيادة الفيضانات، والهجرة الضخمة، بما في ذلك طالبو اللجوء السياسي المسافرين على متن السفن، ومسائل من قبيل تنمية الريف والمياه والإصحاح. فمن شأن تحسين التنسيق على نطاق برامج العمل المتنوعة هذه أن ينقذ الأرواح.
