سناء أبو هلال
كثيرا ما نسمع عن قصص التوبة فمنها ما يدمع العيون ومنها ما يسطر في القلب بصمة لا تزول مع مرور الأيام.
وقصتنا اليوم قديمة جديدة لا يسمعها فرد إلا وتعلق قلبه بالله وعاد إليه تائبا.
أتى إلى إبراهيم بن أدهم رجل يشكو حال عصيانه وبعده عن الله، وأراد أن يسمع منه ما يعظه
فقال ابراهيم للرجل : سأحكي لك أربع.
أما الأولى : فإذا أردت أن تعصي الله فلا تسكن في أرضه ولا تقف تحت سمائه، فتعجب الرجل وقال : وهل هناك أرض غير أرضه وسماء غير سمائه، فقال ابراهيم : أيليق بك أن تعصي الله وأنت تسكن في أرضه وتستظل تحت سمائه.
فقال الرجل : هات الثانية
قال ابراهيم بن أدهم : إذا أردت أن تعصي الله فلا تأكل من رزقه، فتعجب الرجل وقال : سبحان الله وهل هناك رزق غير رزق الله، فقال إبراهيم : أيليق بك أن تعصي الله وأنت تسكن في أرضه وتأكل من رزقه.
قال الرجل : هات الثالثة
قال إبراهيم : إذا أردت أن تعصي الله، فإذا جاء ملك الموت فقل له انتظر حتى أتوب أو اهرب منه
فقال الرجل : وهل يؤخر أجل الإنسان ؟
فقال إبراهيم :أيليق بك أن تعصي الله وأنت تسكن في أرضه وتأكل من رزقه وتعلم بدنو أجله وأنه لا مفر منه.
قال الرجل : هات الرابعة
قال إبراهيم : إذا أردت أن تعصي الله فإذا جاءك الزبانية ليأخذوك إلى النار، ففر منهم أو اهرب منهم إلى الجنة
فقال الرجل : سبحان الله هؤلاء ملائكة لا يعصون الله، ويفعلون ما يؤمرون.
فقال إبراهيم : أيليق بك أن تعصي الله وأنت تسكن في أرضه وتأكل من رزقه وتعلم بدنو أجلك وأنك لا تستطيع أن تفر من زبانية جهنم.
فتاب الرجل من ساعتها من هذا الحوار الذي يحرك كل القلوب.
فمتى تتوب يا مسلم ومتى تتوجه إلى الله وأنت تأكل من رزق الله وتسكن في أرض الله ولا تستطيع أن تفر من قدر الله
سارع إلى التوبة فالدنيا قصيرة ..
قال تعالى : « وَسَارِعُواْ إِلَى مَغْفِرَةٍ مِّن رَّبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَاوَاتُ وَالأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ « آل عمران
[email protected]
