د. يوسف مصطفى مشعل - اعلموا أن الصوم من أفضل العبادات وأجل الطاعات جاءت بفضله الآثار والأخبار، واعلموا أن الصيام على ثلاثة أنواع : صيام العامة ،صيام الخاصة ، صيام الخاصة الخاصة.
فمن فضائل الصوم أن الله كتبه على جميع الامم وفرضه عليهم، قال تعالى : ((يا أيها الذين آمنوا كتب عليكم الصيام كما كتب على الذين من قبلكم لعلكم تتقون)) البقرة الآية 183. ولولا أنه عبادة عظيمة لا غنى للخلق عن التعبد بها لله وعما يترتب عليها من ثواب كبير، ما فرضه الله على جميع الأمم.
ومن فضائل الصوم في رمضان أنه سبب لمغفرة الذنوب وتكفير السيئات، ففي الصحيحين عن أبي هريرة أن رسول الله قال : ((من صام رمضان إيمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه)) يعني: إيمانا بالله ورضا بفريضة الصوم عليه واحتسابا بالثواب وأجره، لم يكن كارها لفرضه ولا شاكا في ثوابه واجره، فإن الله يغفر له ما تقدم من ذنبه.
وفي صحيح مسلم عن أبي هريرة أن النبي قال : (( الصلوات الخمس والجمعة إلى الجمعة ورمضان إلى رمضان مكفرات ما بينهن إذا اجتنبت الكبائر)).
ومن فضائل الصوم أن ثوابه لا يتقيد بعدد معين بل يعطى الصائم أجره بغير حساب. ففي الصحيحين عن أبي هريرة قال : قال رسول الله : قال الله تعالى : ((كل عمل ابن آدم له إلا الصوم فإنه لي وأنا أجزي به. والصيام جنة فإذا كان يوم صوم أحدكم فلا يرفث ولا يصخب فإنه سابه أحدا وقاتله فليقل إني صائم، والذي نفس محمد بيده لخلوف فم الصائم أطيب عند الله من ريح المسكن للصائم فرحتان يفرحهما؛ إذا فطر فرح بفطره، وغذا لقي ربه فرح بصومه)).
وفي رواية لمسلم : ((كل عمل ابن آدم له يضاعف الحسنة بعشر أمثالها إلى سبعمائة ضعف. قال الله تعالى:((إلا الصوم فإنه لي وأنا أجزي به بدع شهوته وطعامه من أجلي)). فالله عز و جل اختص لنفسه الصوم من بين سائر الأعمال، وذلك لظهور الإخلاص له سبحانه فيه، لأنه سر بين العبد وربه لا يطلع عليه إلا الله.
يقول سفيان بن عيينة : إذا كان يوم القيامة يحاسب الله عبده ويؤدي ما عليه من المظالم من سائر عمله حتى إذا لم يبق إلا الصوم يتحمل الله عنه ما بقي من المظالم ويدخله الله الجنة بالصوم. والصوم جنة أي وقاية من عذاب الله ومن وقوع الصائم في اللغو والرفث. ينادى يوم القيامة: أين الصائمون ليدخلوا الجنة من باب الريان الذي لا يدخله أحد غيرهم.
والصوم يشفع لصاحبه يوم القيامة، فاجتهدوا في إتقان صيامكم وتوبوا إلى ربكم من تقصيركم في ذلك. اللهم احفظ صيامنا واغفر لنا ولوالدينا وصلى الله على سيدنا محمد.