خدمة الدفع الالكتروني
محليات اقتصاد عربي ودولي رياضة فيديو كتاب مجتمع شباب وجامعات ثقافة وفنون ملاحق دراسات وتحقيقات أخبار مصورة صحة وجمال كاريكاتور إنفوجرافيك علوم وتكنولوجيا منوعات طفل وأسرة عين الرأي الرأي الثقافي
محليات اقتصاد عربي ودولي رياضة فيديو كتاب مجتمع شباب وجامعات ثقافة وفنون ملاحق دراسات وتحقيقات أخبار مصورة صحة وجمال كاريكاتور إنفوجرافيك علوم وتكنولوجيا منوعات طفل وأسرة عين الرأي الرأي الثقافي

من عيون الرحالة وأقلام المؤرخين: رمضان .. في القرن التاسع عشر

من عيون الرحالة وأقلام المؤرخين: رمضان .. في القرن التاسع عشر

No Image
طباعة
انسخ الرابط
تم النسخ

وليد سليمان - مجلة العربي الكويتية في عددها الرمضاني الاخير خصصت بعض المواضيع الدينية المتعلقة بهذا الشهر الكريم الذي نعيش أيامه ولياليه الآن.  ومن تلك المواضيع اللطيفة دراسة للدكتور قاسم عبده قاسم حول رمضان بأقلام المؤرخين والرحالة في الدولة الاسلامية قديماً في عهد الفاطميين ثم المماليك ثم العثمانيين ثم في الجزيرة العربية وأخيراً في القرن التاسع عشر في مصر.
فمن الاجانب الذين سجلوا الاحتفال برمضان في قاهرة القرن التاسع عشر هو الانجليزي «ادوارد وليم لين» الذي بدأ زيارته الاولى ثم الثانية الى القاهرة وعاش فيها نحو 5 سنوات حتى عام 1835 اثناء حكم محمد علي باشا, الفرصة لان يرى ويفهم افضل من الرحالة العابرين حيث يقول مثلا: «وفي نهار رمضان تكاد الشوارع والطرقات تخلو من روادها وتغلق بعض المحال ابوابها, ويكون المسلمون طوال صيامهم نهاراً نكديي المزاج, ثم يتحولون ليلاً بعد الافطار الى اشخاص ودودين ومحبين بشكل غير عادي.. ومن الشائع في رمضان رؤية التجار في متاجرهم يتلون آيات القرآن الكريم, او يؤدون الصلوات او يوزعون الخبز على الفقراء» وقد وصف لين موائد الافطار وعادة المصريين في كسر صيامهم بعد أذان المغرب, بكأس من الخشاف وهو مزيج من منقوع التمر والتين والزبيب بالماء, وبعد ذلك يتناولون الفطور الدسم من اللحم وغيره من أطايب الطعام ثم يؤدون صلاة العشاء وبعدها صلاة التراويح.
ليل القاهرة
أما ليل القاهرة في رمضان فكان يتدفق بالحيوية والتنوع فبعد الصلاة كان البعض يمضون الى منازل الاصدقاء او يرتادون المقاهي حيث تتم اللقاءات الاجتماعية او يستمعون الى رواة السير والحكايا الشعبية, وتمتلئ الشوارع بالناس طوال شطر كبير من الليل وتظل محلات بيع المشروبات والمؤكولات مفتوحة.. وكان بعض علماء القاهرة يقيمون حلقات الذكر في منازلهم كل ليلة طوال الشهر.
وكان المسحراتي من ملامح شهر رمضان وكان لكل حي من أحياء القاهرة المسحراتي الخاص به حسبما ذكر «لين» يطوف شوارعها وازقتها يحمل الباز «طبلة المسحر» وفي يده اليمنى عصا صغيرة او قطعة من الجلد يدق بها على طبلته.. ويتجول قبل الامساك بساعة ونصف تقريباً ليوقظ الناس لتناول السحور وهو ينشد لشهر رمضان. وقد كانت «صوفيا بول» أخت «ادوارد لين» قد اقامت هي الاخرى في القاهرة في اربعينات القرن 19 حيث الفت كتاب بعنوان «المرأة الانجليزية في مصر - خطابات من القاهرة» وفي خطاب منها قالت: «اليوم هو الثاني من رمضان شهر الصيام انني أشفق من كل قلبي على كل صائم, فالجو عاد ثانية للحرارة, ومن المدهش ان يحافظ المرء على هذا الفرض ويحرم نفسه من الطعام من مطلع الفجر الى غروب الشمس ولو جرعة ماء!!!».
في النهار
ووصفت «صوفيا» شوارع القاهرة التي اعتبرتها تعكس صورة مسلية لتصرفات الاهالي, فبعضهم يجلس عاطلاً ممسكاً بعصا مزركشة أو مسبحة في يده على حين ترى أولاداً يصومون للمرة الاولى, بل بعض الرجال أيضاً وهم يحاولون الترفيه عن انفسهم وتسلية صيامهم بألعاب صبيانية.. أما علية من المسلمين فغالباً ما كانوا يحولون الليل نهاراً خلال شهر رمضان.. ولهذا لم يكونوا يظهرون في الطرقات لأن معظمهم, كانوا من الفجر حتى العصر, ومنهم من يفطر في الخفاء, وقد ادهشتها صيحات الفرح التي كانت تعلو وتملأ اصداؤها ارجاء المدينة حينما ينطلق مدفع القلعة وقت المغرب معلناً نهاية الصيام ولا يوجد صوت يضاهي روعة صوت أذان العشاء وهو ينطلق من المآذن العديدة في القاهرة.. وحينما تكون الرياح مواتية يمكننا سماع ما يقرب من مائة صوت رخيم في وفاق تام وقور, يقف المؤذن بين السماء والارض ينادي البشر لعبادة رب الكون.
الاعجاب بالصائمين
ثم وصفت صوفيا الافطار وموائد الطعام والمسحراتي وان ابدت ضيقها من الجلبة وتنوع الاصوات التي تزعج ليالي هذا الشهر المتعب.. ولم يختلف كلامها عن المسحراتي وأذان الفجر عن كلام أخيها «ادوارد لين».
ومن الرحالة من النساء مثلاً: «وينفريد بلاكمان» وقد سجلت شهادتها في كتابها «الفلاحون في مصر العليا» حيث عاشت هذه السيدة حوالي ست سنوات بين الفلاحين في الصعيد أوائل القرن 20» وقد كتبت: «رمضان هو شهر الصيام عند المسلمين.. ويجب على المؤمن ان يمتنع عن الطعام من قبل طلوع الشمس الى بعد الغروب.. والحرمات الاشد هو انه في جو مصر الحار الجاف يجب الا تمر نقطة ماء من بين شفتيه.
ودائماً ما يتملكني الاعجاب بالطريقة الشجاعة المرحة التي يتحمل بها الفلاحون المساكين هذا الاختبار الصعب.. وعلى الرغم من ان هذا التعليق يكشف عن ان السيدة بلاكمان لم تستوعب فكرة ان الفلاحين يؤدون فريضة دينية طلباً لرضاء الله, فانها اعتبرت الصيام سبباً اضافياً لاعجابها بالفلاحين في الصعيد.. وهم يقومون باعمالهم بالخفة نفسها التي يظهرونها في جميع الاحوال.. انه اختبار لقوة كل من عليهم ان يعملوا.. وللمسؤولين الذين يحرصون على الصوم مع قيامهم بجولات التفتيش والمراقبة والتحقيق في أمور الحياة المختلفة.

محليات اقتصاد عربي ودولي رياضة فيديو كتاب مجتمع شباب وجامعات ثقافة وفنون ملاحق
جميع الحقوق محفوظة المؤسسة الصحفية الاردنية
Powered by NewsPress
PDF