د. سميح خوري
الدورة الشهرية هي مجموعة التغيرات الدورية التي تطرأ على المبيض وعلى الغشاء المخاطي لباطن الرحم في الفترة الكائنة بين الطمثية الواحدة وسطياً مدة 28 يوماً, واللعلاقة الدالة على حدوثها هي النزف الرحمي في فترات زمنية متساوية وهذا ما يدعى أيضاً بالعادة الشهرية أو الميعاد الشهري.
والتغيرات الدورية التي تطرأ على الغشاء المخاطي لباطن الرحم, تتمثل بدور التنمي (البرعمة) ويبدأ منذ اليوم الخامس للطمث حتى اليوم الثاني عشر أو الرابع عشر, ودور الافراز ويبدأ من اليوم الخامس عشر حتى اليوم الثامن والعشرين وخلاله يتجدد بناء الغشاء المخاطي لباطن الرحم كي يستعد لتعشيش البويضة الملحقة. وأيضاً هناك دور الطمث الذي من علاماته نزف الشرايين الحلزونية لبطانة الرحم وضمورها. ونزف الشرايين الحلزونية يدل على شدة التأثير الهرموني عندما تهبط نسبة هرمونات المبيض في الدم يحصل تكسر نهايات الاوعية الشعرية للشرايين الحلزونية وبالتالي الى النزف داخل نسيج الغشاء المخاطي لباطن الرحم. وبعد ذلك يأتي دور الترميم أو دور تجدد الطبقة الخلوية الابتليالية, ويبدأ منذ اليوم الثالث او الرابع للطمث.
ولفهم الوظيفة السوية للدورة الطمثية, علينا أن نضع أمامنا ثلاثة اعضاء مهمة متصلة مع بعضها البعض بحلقة, وهي الدماغ المتوسط, الغدة النخامية والمبيضان. وأي خلل في أحد هذه الاعضاء يؤثر في مجرى الدورة الشهرية.
والحيض يعني ان البويضة لم تخصب. فالغشاء المخاطي لباطن الرحم لم يعد له مبرر, لذلك يطرد خارجاً. وتقدر كمية الدم النازف بنصف كوب لكل حيض, ومع ذلك يمكن ان تتغير كميته ومدته من امرأة لأخرى, أو من دورة الى أخرى بالنسبة للمرأة الواحدة. ويزيد الدم قليلاً عن المعتاد اذا كانت المرأة تضع لولباً مانعاً للحمل, وينقص قليلاً اذا كانت تستعمل حبوب المانع.
من خصائص دم الحيض أنه لا يتخثر, وهذا يرجع لوجود أنزيمات مسيلة للدم في تجويف الرحم - وقد لا يكون تأثير الانزيمات كاملاً فتظهر بعض القطع المتخثرة, ويحتوي دم الحيض على مخاط تفرزه غدد الرحم وعلى قطع من غشاء الرحم.
الدم الذي يأتي من جدار الرحم معقم تماماًَ وليس له رائحة, انه يكتسب تلك الرائحة الخاصة أثناء مروره بالمهبل.
مدة الحيض هي اربعة الى خمسة أيام. ويكون الحيض على أشده في اليومين الثاني والثالث, ويمكن ان تطول المدة لدى المرأة التي تضع لولباً مانعاً للحمل, وتقصر لدى المرأة التي تتناول حبوب المانع. والحيض القصير المدة أو الضعيف يدل على نقص كمية هرمون البرجيسترون الضرورية لانسلاخ غشاء الرحم بشكل طبيعي, واذا تجاوز الحيض أسبوعاً فهذا يدل على حالة شاذة. وتعتبر الدورة غير طبيعية أي غير منتظمة اذا كانت المدة بين حيضين أقل من 21 يوماً أو أكثر من 35 يوماً.
هناك سؤال يسأل: هل يعتبر مجيء العادة الشهرية مقياساً لصحة وعافية المرأة؟, لا شك أن كل امرأة تعرف تماماً ما الذي عليها توقعه في كل شهر, ومتى يحين حدوثها. ورغم كل المنغصات التي تراق العادة الشهرية, فان مجيئها كل شهر يمكن اعتباره مقياساً مضبوطاً لدرجة الصحة والعافية, واشارة مؤكدة دالة على ان كل شيء في منظومتها الانجابية يسير على يرام.
مع تقدم المرأة في العمر, تطرأ على عادتها الشهرية بعض التبديلات, كأن يتغير موعد الطمث قليلاً, تأخراً أو تقدماً. وهذه التبديلات ليست داعية للقلق بوجه عام, لأن هذه كلها تتبدل بتبدل المستويات الهرمونية الجائلة مع دم المرأة. فهذه المستويات تعلو أو تهبط بين العشرينات والاربعينيات خصوصاً اذا اقتربت المرأة من سن الاياس.
مستشار الامراض النسائية والتوليد والعقم