تتيانا الكور- لعل ما نحتاج تناوله من عنصر الصوديوم عن طريق الغذاء والشراب والدواء لا يتجاوز فعليا 500 مليغرام من الصوديوم والذي يعادل ربع ملعقة صغيرة من ملح الطعام ؛ المشار إليه علميا بإسم كلوريد الصوديوم.
تحتوي الملعقة الصغيرة من الملح نسبة 2300 إلى 2500 مليغرام من الصوديوم. وتحتوي الملعقة الصغيرة من كربونات الصوديوم على 1000 مليغرام من الصوديوم.
وتشمل التوصيات العالمية للصوديوم تناول أقل من 2400 مليغرام من الصوديوم في اليوم لدى غير المصابين بإرتفاع ضغط الدم، أو أقل من 1500 مليغرام في اليوم لدى المصابين بإرتفاع ضغط الدم.
وثمة بعض الإجراءات التي يمكن أن نتخذها من أجل معرفة كمية الصوديوم عن طريق الغذاء والشراب والدواء. فمن الأغذية الغنية بالصوديوم الأغذية المملحة كالبسكوت المالح والأغذية المدخنة، والأغذية المعلبة، أو اللحوم المعالجة بالصوديوم مثل لحم السجق، وديك الحبش والأجبان المصنعة كالكشكوان. كما أن الأغذية المحفوظة في محاليل ملحية غالبا ما تكون غنية بالصوديوم، مثل الزيتون والمقدوس والمخللات بأنواعها، والتوابل. إضافة إلى بعض منتجات حبوب الإفطار، والخبز المصنع، والشوربات والصلصات التي قد تحتوي على نسب عالية من الصوديوم. ويأتي البديل الصحي باختيار الأغذية الطازجة والخضار المجمدة أو المعلبة التي لم يضف إليها الملح، واختيار اللحوم الطازجة أو المجمدة في معظم الأحيان إذ تحتوي الأغذية الطازجة والمجمدة على نسب أقل من الصوديوم مقارنة بالأغذية المعلبة والمدخنة.
ومن الإجراءات الأخرى الإنتباه إلى ملصقات المنتجات الغذائية والبحث عن عبارات تشير إلى أن المنتج الغذائي «يحتوي على نسبة قليلة من الصوديوم،» أو «يحتوي على نسبة قليلة جدا من الصوديوم،» أو «خالي من الصوديوم،» علما بأن هذه العبارة تشير إلى نسبة الصوديوم في المنتج النهائي وليس نسبة الصوديوم المضافة إلى المنتج فقط. فالمصنع قد لا يستخدم الصوديوم في تحضير أو تصنيع المنتج ولكن طبيعة الغذاء المنتج قد تكون غنية بالصوديوم.
ويشير الملصق الغذائي إلى نسبة الصوديوم في الحصة الغذائية المعينة وليس في المنتج ككل، فقد تكون هذه النسبة منخفضة قليلا، مثل 300 مليغرام في الحصة الواحدة، ولكن قد يحتوي المنتج على 10 حصص، فإذا تم تناول المنتج بأكمله، نكون قد تناولنا نسبة 3000 مليغرام ونحن معتقدون بأن النسبة أقل بكثير. وهذا غالبا ما يحدث عند تناول المعلبات الكبيرة كصلصات المعكرونة أو صلصات البندورة الجاهزة، ومعجون البندورة الذي غالبا ما تستخدمه ست البيت في الطبخ بدلا من البندورة الطازجة، أو تناول منتجات الشيبس بالحجم الكبير، وليس ما يعادل مقدار الحصة الواحدة.
إضافة لذلك، فإذا كنا ممن يتناول الأدوية، يجب الإتنباه إلى قائمة مكونات الأدوية المتناولة والتأكد من نسبة الصوديوم الموجودة في الجرعة الموصوفة بعناية إذ تحتوي بعض الأدوية على كميات عالية من الصوديوم والتي قد تكون غير ملائمة لنا، خاصة عند تناول كمية متنوعة وكبيرة من الأدوية. وقد توجهت شركات الأدوية مؤخرا إلى إنتاج بعض الأدوية بنسب منخفضة من الصوديوم.
ويعتبر الصوديوم من العناصر الغذائية الأساسية في تنظيم مستوى السوائل في جسمنا ككل، وخارج خلايا جسمنا بالأخص إذ يعمل عمل مضخة المياه في جسمنا من خلال السماح بمرور نسب معينة من المغذيات والعناصر الغذائية والسوائل إلى داخل خلايانا، ويمنع بالتالي تجمعها داخل الخلية إذ يقوم يتنظيم عملية طرح الفائض منها خارج جسمنا. إضافة إلى ذلك، يعتبر الصوديوم ضروريا لتنظيم حجم بلازما الدم، والنبضات العصبية والتقلصات العضلية.
ويلعب عنصر الصوديوم دورا مختلفا في التصنيع الغذائي إذ يعمل كمادة حافظة للمنتجات الغذائية والتي بدورها تمنع نمو مسببات الأمراض المنقولة عبر الأغذية، مثل البكتيريا والفطريات، بالإضافة إلى أنه يحسن من لون ونكهة المنتج الغذائي.
إذا أردت معرفة جواب البحث العلمي حول سؤال يحيرك في الغذاء والتغذية، الرجاء إرساله إلى
[email protected]