بسمه عزبي فريحات
يعتبر مدير المدرسة المشرف التربوي المقيم في مدرسته الذي يلعب دورا هاما في تسيير العملية التربوية وإنجاحها ويدعم التغيير الإيجابي. وهو المسؤول عن توفير بيئة تربوية إيجابية وصحية، تعمل على التطوير المهني للمعلمين، وتوفير الوقت للتخطيط المشترك بين المعلمين وتنفيذ ورش عمل لهم، وتشجيعهم على تبادل الزيارات الصفية وتنمية طاقاتهم وقدراتهم وإشراكهم بالمسؤولية والسلطة في إدارة المدرسة، وتشويق الطلبة وتحفيزهم للتعلم. وهو المسؤول عن إيجاد الحلول السليمة للمشكلات التي تواجه العاملين معه أو طلبة مدرسته، وهو الموجود مع المعلمين، يزورهم في صفوفهم ويتابع أداءهم وكيفية تصرفهم مع المشاكل التي تحدث في الصف، وبذلك يستطيع المدير أن يلم بكل ما يتعلق بالمعلم ، ولأن مدير المدرسة هو حلقة الاتصال والتواصل بين عناصر العملية التعليمية التعلمية، فهو المحور البناء والفاعل والقائد ونجاح المؤسسة التربوية نابع من نجاحه .
فالمدير هو المشرف على جميع أعمال المدرسة ونشاطاتها وسير العمل فيها، وهو الموّجه لمعلميّ مدرسته والمسؤول المباشر عن إشاعة روح الإنسجام والتعاون بينهم، ويمكن تصنيف دور المدير ومسؤولياته في دورين رئيسيين هما :
* الدور الإداري، ويعرف بأنه عملية ضبط النظام المدرسي والإشراف على سير العمل في المدرسة.
* والدور الفني، ويعرف بأنه عملية الإشراف على سير العملية التعليمية والارتفاع بمستواها .
وعلى مدير المدرسة ادراك أن الهدف من الزيارة الصفية هو تحسين التعليم وليس تقويم المعلم، ويجب أن تكون الزيارة معلنة حسب برنامج معدّ مسبقا ويطلع عليه المعلم، حتى تساعد النتائج التي يمكن التوصل اليها على تحسين التعليم. وإذا كان الدور الفني لمدير المدرسة يساعد في تحسين العملية التعليمية والارتفاع بمستواها، فإن الدور الإداري يعمل على ضبط النظام المدرسي، والمحافظة على حسن سير العمل في مدرسته، لذا لا يمكن الفصل بين الدور الإداري والدور الفني لمدير المدرسة فهما متلازمان .
ولا بدّ من إلمام المدير بالأعمال الإدارية والفنية بصورة متكاملة، وهي تحتاج إلى مهارة وخبرة وقيادة حكيمة، حيث أن لها علاقة جدلية تتصل بالطلبة وتحصيلهم، وبكفاية المعلمين وسمعة المدرسة العلمية والتربوية، وعلاقة ذلك بأولياء الامور والمجتمع المحلي . ومن هنا فإن الجانب الإشرافي للمدير يعنى بإحداث تحسن مستمر في العملية التربوية ، وعلينا أن لا نتوقع من مدير المدرسة أن يكون ملما بالتخصصات كافة والمواد الدراسية جميعها، ولكن يجب عليه وبالضرورة أن يطلع على المنهاج، وأن يطلع المشرف التربوي على كل التفصيلات، مع اكتشاف قدرات معلمّيه، والمساعدة في اختيار الوسائل التعليمية المناسبة للمباحث المختلفة .
وحتى يكون مدير المدرسة قادرا ومؤهلا للقيام بدوره كمشرف مقيم فإنه لا بدّ من تحديد مهامه في إطار الاشراف على التعليم ، إذ يقوِّم المعلم في إطار برنامج متكامل للإشراف التربوي يوصله إلى تحسين أدائه في التعليم الصفي، ويلاحظ أداء المعلم في غرفة الصف بأسلوب نظامي للحصول على بيانات ومعلومات موضوعية، ويجري لقاءات توجيهية مع المعلم ويشركه في اتخاذ قرارات التطوير والتحسين المرغوب فيها، ويصمم حلقات تدريبية للمعلمين .
كما يتابع المدير توصيات المشرفين التربويين ويراقب مدى تقبل المعلم لها، ويساهم في ذلك حضوره لحصص صفية أو تنظيم اجتماعات فردية وتفعيل أسرة المبحث الواحد.
إن متابعة المعلم بصورة صارمة ضمن معايير محددة لا تؤدي بالضرورة إلى تحسن في أدائه، بل قد تؤدي الى علاقة متوترة بين المدير والمعلم، وليس هذا في مصلحة الطالب ولا العملية التربوية ، بل يجب أن تأخذ العلاقة مع المعلم بعين الاعتبار أنه يمر بمراحل نمو وتطور متدرجة، ويحتاج إلى دعم ومساندة مستمرة من قبل مدير المدرسة ، وعليه فإن توزيع المهمات بين الجميع كل حسب قدرته يؤدي إلى التشارك في أداء المهام التربوية والتعليمية، في عملية تعاونية هادفة تخلو من التسلط والفوقية، وتقود إلى وضع خطة اجرائية يتم من خلالها التوصل إلى الأهداف المتوخاه.
ويستخدم مدير المدرسة التقويم التربوي لمراجعة الأهداف والبرامج التي تعمل داخل المدرسة، بما فيها من أنظمة وأنشطة وأداء المعلمين وأساليب التدريس وتحصيل الطلبة والاختبارات، للوقوف على نقاط القوة ونقاط الضعف، وبما يساعده في عمل الخطة السنوية للمدرسة للعام القادم .
إن دور المدير هو القيام بجميع أدوار مكتب التربية والتعليم من إشراف تربوي بصفته مشرفا مقيما، ومن قائد تربوي يعكس توجهات البيئة المحلية والخاصة بصدق ومسؤولية، وهو قدوة في النظام والدوام وحسن التعامل، يتحلى بصفات إنسانية، وهو حريص على كل طالب ومعلم، لأنه يرى في كل واحد منهم شريكا في العملية التربوية، ولتحقيق التخطيط والتنظيم لا بدّ أن يتحلى المدير بثقافة واسعة في الناحيتين الفنية والإدارية ويتصف بالفهم السلوكي النفسي التربوي لعناصر العملية التربوية (معلمون، طلبة) وهو أيضا قادر على التأثير في المجتمع ايجابيا ويستقطب أولياء الأمور لخدمة العملية التربوية وحل المشاكل، وعليه أن يوجه المدرسين والإداريين والطلبة توجيها تربويا صحيحا، في جوّ من التعاون والتفاهم على أساس الاحترام المتبادل وعدم الاستبداد وتكميم الأفواه وبطريقة لا تشعر الآخرين بأية فوقية أو استبداد أو خوف من نتائج المناقشة المعارضة أحيانا لأفكار المدير، وعلى المدير أن يكون مؤهلا تأهيلا مناسبا وعلى درجة كافية من الفهم والقدرة على التطور والتحديث والمتابعة للمستجدات التربوية .
[email protected]
ماجستير في التربية