خدمة الدفع الالكتروني
محليات اقتصاد عربي ودولي رياضة فيديو كتاب مجتمع شباب وجامعات ثقافة وفنون ملاحق دراسات وتحقيقات أخبار مصورة صحة وجمال كاريكاتور إنفوجرافيك علوم وتكنولوجيا منوعات طفل وأسرة عين الرأي الرأي الثقافي
محليات اقتصاد عربي ودولي رياضة فيديو كتاب مجتمع شباب وجامعات ثقافة وفنون ملاحق دراسات وتحقيقات أخبار مصورة صحة وجمال كاريكاتور إنفوجرافيك علوم وتكنولوجيا منوعات طفل وأسرة عين الرأي الرأي الثقافي

محطات على طريق السينما العربية

محطات على طريق السينما العربية

No Image
طباعة
انسخ الرابط
تم النسخ

ناجح حسن - حملت حقبة الستينات والسبعينات من القرن الفائت بواكير الانفلات من طوق الأسلوبية السينما العربية السائدة، وذلك بفعل تنامي الاهتمام بتيارات التجريب في الفن السابع بأرجاء العالم، حيث واكبتها أقلام نقاد السينما العربية وتفاعل معها سينمائيون ومثقفون عرب، إلى أن وضع تيار التجديد بصمته على خريطة المشهد السينمائي العربي، رغم كل التحديات ومحاولات التضييق على نتاجاته السينمائية الإبداعية، التي ظلت عروضها حبيسة نوادي السينما والمهرجانات والملتقيات السينمائية المتخصصة .
  تلك الحفنة المعدودة من الأفلام العربية التي اصطلح عليها بتسمية (السينما البديلة) آنذاك غدت اليوم من الذكريات والبعض منها جرى تكريسها في أدبيات النقد السينمائي العربية قامات رفيعة ضمن كلاسيكيات الفيلم العربي.
لم يكن من المفاجيء أن تقتحم مؤسسات عربية تعنى بالفكر والثقافة في أكثر من بلد عربي عوالم ذلك الحضور الإبداعي العربي، وان تستعيد بعضا من تلك الأعمال السينمائية ومسيرة اشهر صناعها في إصدارات تضيف إلى أدبيات النقد السينمائي جوانب مبهمة من الذاكرة المعرفة والتأريخ في ميادين هذا الحقل التعبيري.
ادبيات السينما.
خلال اشهر قليلة فقط كان عشاق الفن السابع على موعد مع اصدارين في النقد السينمائي عن فصول من المشهد السينمائي بلبنان، احدهما يحمل عنوان (الصورة الملتبسة) للناقد والباحث السينمائي إبراهيم العريس وصدر عن وزارة الثقافة اللبنانية، والآخر وهو ما سنتوقف عنده في هذه المساحة كتاب (محطات على طريق السينما اللبنانية والعربية) للإعلامي والباحث اللبناني جورج الراسي والذي صدر حديثا ضمن سلسلة منشورات (ذاكرة بيروت الثقافية) التي تنشرها دار الحوار الجديد بمناسبة احتفاليات بيروت عاصمة عالمية للكتاب.
الراسي الذي ترأس في بداية السبعينات من القرن الماضي مجلة (البلاغ ) واحدة من اشهر المجلات السياسية بلبنان التي كانت تخصص أزيد من نصف صفحاتها للشؤون الثقافية والفنية والدراسات العميقة لقضايا وملفات فكرية وفلسفية متنوعة احتلت فيها السينما مساحات واسعة، خصص الفصل الأول من كتابه الضخم أكثر من 500 صفحة من القطع الكبير لحوارات ولقاءات مع شخصيات سينمائية عربية لمخرجين وممثلات جميعهم يحققون أعمالهم وأدوارهم بعيدا عن القوالب الجاهزة كان من بينهم: المصريون المخرج صلاح أبو سيف والمخرج توفيق صالح والممثلة محسنة توفيق والمخرج التسجيلي فؤاد التهامي والناقد سمير فريد بالإضافة إلى المخرج التونسي إبراهيم باباي ومدير المؤسسة العامة للسينما في سوريا الأسبق حميد مرعي .
في تلك الحوارات التي وقع عليها الاختيار جرت مناقشة موضوعات تدور منهجية الفيلم الواقعي وتيار الشباب في السينما المصرية الجديدة والعلاقة التي تجمع مخرج الفيلم بعالم الكتابة والأدب ومسالة تحويل الأعمال الروائية إلى أفلام .
ينبش الكتاب صفحات مطوية من تاريخ السينما العربية وتحديدا مسألة القطاع العام الذي رأى فيها أبو سيف الطريق والملاذ الوحيد لصنع سينما جديدة تواجه ركام السينما التقليدية السائدة في السوق.
في حين يتحدث توفيق صالح صاحب فيلم (المخدوعون) عن السينما «البديلة» ويكشف بجرأة عن أوراق السينما العربية في أكثر من بلد ومدى الضغوط والتحديات المحلية والدولية التي يتعرض حملة لواء هذا النوع من الأفلام الملتزمين بقضايا وهموم وآمال الناس البسطاء .
وعن أصداء السينما في المغرب العربي يرسم التونسي باباي مخرج فيلم (وغدا..) صورة زاهية لجهود المخرجين الشباب التي أثرت بلد مثل تونس بروافد إبداعية تلتزم بقضايا الناس ومناوئة للاستعمار على صعيد القارة الإفريقية، لافتا إلى ازدهار النشاط السينمائي المعرفي تحت مظلة (جامعة نوادي السينما التونسية) كما يؤكد إن السينما الجزائرية هي أمل المغرب العربي .
السينما الجديدة.
بدوره يعرض المخرج التسجيلي التهامي لتجربة «جماعة السينما الجديدة» التي عد من ابرز مؤسسيها
في ارتباطها الوثيق بالقضايا العامة والالتصاق بالأحداث والتفاعل معها ولئن بدت موظفة في خدمة التعبئة العامة .
أما الممثلة محسنة توفيق إحدى اشهر شخصيات فيلم (العصفور) للمخرج يوسف شاهين التي عرفت بدور «بهية» فهي تروي المقومات الأساسية لعمل الممثل السينمائي وبشكل خاص ذلك التعايش مع الواقع والبيئة  وهضم التجارب الحياتية إضافة إلى الوعي السياسي والفكري المستمد من وعي الآخرين وعدالة قضاياهم .
ويرى الناقد والباحث سمير فريد في الفرانكفونية تأثيرا على الاتجاه الواقعي في السينما العربية، وعن هيمنة الفيلم الاميركي على صالات السينما العربية، محذرا من تهديد الفيلم التجاري لمواهب الشباب السينمائية .
ويتحدث حميد مرعي الذي اضطلع بإدارة المؤسسة العامة للسينما في تلك الحقبة عن تجارب القطاع العام بوصفه مصدرا للدخل لا للخسارة مقترحا وظائف جديدة للسينما كأداة تعليم ومحو للامية في مناطق نائية .
بدايات ونهايات.
يخصص الراسي الفصل الثاني من الكتاب للسينما اللبنانية : بدايات ونهايات متوقفا في محطات مضيئة من نتاجاتها: (كفر قاسم) لبرهان علوية و(بيروت يا بيروت) لمارون بغدادي لافتا إلى إن الرقابة شكلت طريقا مسدودا أمام تطور السينما اللبنانية بتشديدها على المحرمات الثلاث الجنس والسياسة والدين.
وينشر الكتاب الذي يستمد فصوله من المواد السينمائية التي كتبها الراسي في مطلع عقد السبعينات من القرن الماضي محاولة لتأريخ السينما اللبنانية التي هي جزء من عدد خاص عن السينما أصدرته مجلة (الطريق) اللبنانية تضمن سلسلة من الدراسات والمقابلات مع السينمائيين العرب والأجانب حيث تشير الدراسة حكاية الفيلم اللبناني الأول (مغامرات الياس مبروك) العام 1930 للإيطالي جوردانو بيدوتي في حين كان أبو عبد الجرس أول منتج لبناني في فيلم (مغامرات أبو العبد) 1931 .
ويحاور الكتاب المخرجين: جوسلين صعب ورفيق حجار وهيني سرور في أكثر من موضع عبر رحلتهم الفكرية والجمالية مع الفيلم التسجيلي السياسي مثلما يعرض صفحات حول أسلوبية المخرجين روميو لحود وسمير خوري في أكثر من فيلم روائي يحمل سمة النوع التجاري:(ملكة الحب)، و(سيدة الأقمار السوداء) .
ويتناول في الفصل ذاته تجربة نوادي السينما واتجاهاتها المتباينة في المجتمع اللبناني مبينا أهمية النقد السينمائي كفعل تنشيط في الثقافة السينمائية إلى جانب ذلك يستعرض المهرجانات السينمائية التي نظمت في بيت مري وبيروت من سلبيات وطموحات.
يراجع المؤلف في الفصل الرابع محاولات وتجارب ناجحة في الصناعة السينمائية في كل من مصر والجزائر وسوريا وهي البلدان التي شهدت بروز قطاع عام يعنى بالنهوض في السينما العربية لافتا إلى أفلام جماعة السينما الجديدة في مصر والى مسيرة السينما الجزائرية : من الكفاح إلى التغيير الاجتماعي وعارضا لجوانب من رحلة الفيلم الفلسطيني والعراقي والليبي مثل تلك التي قدمها العراقيون: قاسم حول ومحمد شكري جميل وجعفر علي.
كما يعرض الفصل لوقائع في الثقافة والمعرفة السينمائية من خلال نشاطات وفعاليات الجمعيات والنوادي والاتحادات والملتقيات والندوات التي نظمت في أرجاء عديدة من البلدان العربية أو من خلال قراءته لعدد من الإصدارات السينمائية التي حققها نقاد سينمائيون عرب من بينها كتاب (بحثا عن السينما) للناقد عدنان مدانات مشيرا إلى منهجيته النقدية في طرحه للمسائل المتعلقة بالفيلم التسجيلي الذي يرى فيه محاولة هامة وجادة لنقل الوعي السينمائي من مستوى الانطباع العام إلى مستوى الفهم والتحليل .
ومن أدبيات النقد في تلك الفترة يستعيد الكتاب مجلة (فيلم) بنسختيها الفرنسية والعربية التي ترأس تحريرها المخرج جورج شمشوم وضمت دراسات لكل من النقاد السينمائيين اللبنانيين والعرب من بينهم :محمد رضا والراحل حسان أبو غنيمة والتونسي الطاهر الشريعة والسوري عبد الله أبو هيف والمصري احمد رأفت بهجت .
تحت عنوان (بعض أعمال السينما العربية) يقرأ الراسي نماذج من إبداعات المخرجين العرب التي شهدها عقد سبعينات القرن الماضي كأفلام: «ثرثرة فوق النيل» لحسين كمال، «الخوف» لسعيد مرزوق ، «الحرام» لهنري بركات، «العصفور» ليوسف شاهين، « القضية 68» لصلاح أبو سيف، «بس يا بحر» للكويتي خالد الصديق، «نوة» للجزائري عبد العزيز طولبي، «الإرث» للجزائري محمد بوعماري، و»نوبة نساء جبل شنوة» لآسيا جبار.
تتباين موضوعات الفصل السادس بين التحليل النقدي والعرض السريع لجملة من الأفلام العالمية المتفاوتة القيمة والحضور لكنها عدت من بين قامات السينما الرفيعة وهي تتراوح بين الكوميديا الصامتة التي حلق بها شارلي شابلن وصولا إلى تشويق البريطاني الفرد هيتشكوك والواقعية الإيطالية الجديدة وسريالية لوي بونويل، والفضح والإدانة السياسية التي قدمتها أعمال الفرنسي اليوناني الأصل كوستا غافراس والفرنسي ايف بواسيه ، وحميمية السويدي انغمار بيرغمان، وأركان الموجة الفرنسية الجديدة فرنسوا تروفو وكلود شابرول وايريك رومير وريادة اورسن ويلز وإيليا كازان وكوميديات وودي الان وجاك تاتي وإبداعات السينما الاميركية المستقلة لمخرجين من جيل التلفزيون: سام بكنباه وسيدني لوميت وستيفن سبيلبرغ وقامات الواقعية الإيطالية فرانشيسكو روزي وبيترو جيرمي وسواهم كثير في السينما الإفريقية والروسية والأوروبية في حياد عن عوالم هوليودية وأنماط السينما السائدة في الصالات المحلية .
لا يفوت المؤلف أن يستحضر في صفحات كتابه نماذج من الأفلام التي تدفع باتجاه العنصرية التي تتسلل عادة بإيحاءات ودلالات رسائل مخرجيها بحكم تأثيرات الدعاية والخضوع لهيمنة شركات الإنتاج والتوزيع.

محليات اقتصاد عربي ودولي رياضة فيديو كتاب مجتمع شباب وجامعات ثقافة وفنون ملاحق
جميع الحقوق محفوظة المؤسسة الصحفية الاردنية
Powered by NewsPress
PDF