خدمة الدفع الالكتروني
محليات اقتصاد عربي ودولي رياضة فيديو كتاب مجتمع شباب وجامعات ثقافة وفنون ملاحق دراسات وتحقيقات أخبار مصورة صحة وجمال كاريكاتور إنفوجرافيك علوم وتكنولوجيا منوعات طفل وأسرة عين الرأي الرأي الثقافي
محليات اقتصاد عربي ودولي رياضة فيديو كتاب مجتمع شباب وجامعات ثقافة وفنون ملاحق دراسات وتحقيقات أخبار مصورة صحة وجمال كاريكاتور إنفوجرافيك علوم وتكنولوجيا منوعات طفل وأسرة عين الرأي الرأي الثقافي

مفارقات هوليوودية (56): الفاتح : الفيلم الذي أصيب طاقمه بمرض السرطان

مفارقات هوليوودية (56): الفاتح : الفيلم الذي أصيب طاقمه بمرض السرطان

No Image
طباعة
انسخ الرابط
تم النسخ

محمود الزواوي

صدر الفيلم التاريخي الملحمي «الفاتح» (The Conqueror) في العام 1956، أي في ذروة فترة إنتاج الأفلام التاريخية الملحمية الملونة وانتشار السينما سكوب في هوليوود.
 وتتعلق قصة فيلم «الفاتح» بالشخصية المنغولية التاريخية جنكيز خان (الممثل جون وين) الذي كان معروفا ببطشه وجبروته. ويقوم جنكيز خان ورجاله بشن هجوم على قافلة للتتار ويخطف الشابة الجميلة بورتاي (الممثلة سوزان هيوارد) ابنة حاكم التتار ويقع في حبها، ومع أنها تصده بادىء الأمر، إلا أنها تقع في حبه فيما بعد وتصبح زوجته الوفية مع أنه يشن حربا ضد شعبها.
 تم تصوير فيلم «الفاتح» في صحراء ولاية يوتا على مقربة من موقع ضخم لاختبار التفجيرات النووية التي كانت تجرى آنذاك فوق سطح الأرض قبل أن تعرف مخاطر ذلك على الإنسان وتتحول إلى تجارب تحت سطح الأرض. ومن المفارقات أنه نتيجة لتعرض ممثلي الفيلم وأفراد طاقمه الفني للأشعة النووية والغبار النووي فقد أصيب 91 من مجموع 220 من العاملين في الفيلم بمرض السرطان، ما أدى إلى وفاة نصف المصابين خلال السنوات اللاحقة.
 ولم يدخل في هذه الإحصاءات عدة مئات من الهنود الحمر المحليين الذين ظهروا في الفيلم في أدوار الكومبارس خلال المعارك الضخمة في الفيلم أو أقارب الفنانين الذين زاروا موقع تصوير مشاهد الفيلم.
 ومن المفارقات أنه كان من بين الضحايا أبطال الفيلم جون وين وسوزان هيوارد وآجنيس مورهيد وتوماس جوميز وجون هويت والممثل المكسيكي بيدرو أرمنداريز الذي انتحر بعد أن علم أن إصابته بالمرض كانت قاتلة. وكان بين الضحايا أيضا مخرج الفيلم ديك باول، الذي كان أحد نجوم عصر هوليوود الذهبي قبل أن يتحول إلى الإخراج السينمائي.
 ومن المفارقات أنه استمر تعرض هؤلاء الضحايا للأشعة النووية بعد عودتهم إلى هوليوود، حيث تم شحن 60 طنا من التراب ذي النشاط الإشعاعي إلى استوديو آر كي أو المنتج للفيلم لاستخدام ذلك التراب في المشاهد المعاد تصويرها، وذلك للمحافظة على واقعية تلك المشاهد. وبطبيعة الحال، لم يكن أحد آنذاك يعلم شيئا عن هذه المخاطر.
 المفارقات المتعلقة بإنتاج فيلم «الفاتح» لا تنتهي. فقد تهيأت لإنتاج الفيلم جميع أسباب النجاح، ولكنه تحوّل إلى كارثة غير مسبوقة على جميع المستويات. وقد رصد له منتج الفيلم الملياردير الشهير هوارد هيوز ميزانية قدرها ستة ملايين دولار، وهو مبلغ ضخم في عرف الإنتاج السينمائي لتلك الأيام. وتقاسم بطولة الفيلم اثنان من كبار نجوم هوليوود هما جون وين وسوزان هيوارد، حين كانا في ذروة شهرتهما، مع مجموعة من الممثلين المساعدين القديرين، وعلى رأسهم آجنيس مورهيد وبيدرو أرمنداريز. وقام بإخراج الفيلم مخرج ناجح معروف هو ديك باول، وتوفر للفيلم دعم فني جيد في التصوير والموسيقى وغيرهما.
 ومع ذلك، فقد مني الفيلم بفشل فني ذريع وبخسائر مالية جسيمة. وكان حوار الفيلم مصطنعا وغير واقعي، حتى أن بعض المواقف الجادة في الفيلم أثارت ضحك وسخرية الجمهور، وتعرض الفيلم لهجوم لاذع من النقاد. وورد اسم الفيلم في كتاب «أسوأ 50 فيلما في تاريخ السينما» للكاتبين هاري ميدفيد وراندي لويل. كما ورد اسم الفيلم في قائمة «أسوأ 100 فيلم ممتع للمشاهدة في تاريخ السينما» في دليل جوائز راتزي التي تعطي للأفلام الضعيفة والفاشلة وللممثلين الذي يفشلون في أداء أدوارهم.
 وتشتمل مواطن الضعف الكثيرة في فيلم «الفاتح» أيضا على سوء اختيار الممثلين الأميركيين البيض للقيام بأدوار شخصيات منغولية مختلفة بملامح الوجه ولون البشرة، خاصة بطل الفيلم جون وين المعروف لجمهور السينما كواحد من أشهر أبطال أفلام الغرب الأميركي والأفلام الحربية، وبطلة الفيلم الجميلة سوزان هيوارد ذات الشعر الأحمر.
 وقد ندم جون وين على القيام بدور جنكيزخان أشد الندم حتى أنه كان يرتجف حين كان أحد يذكر له اسم الفيلم. وقال حول ذلك «إن العبرة التي استخلصتها من فيلم الفاتح هي أنه ينبغي عليك أن لا تتحول إلى شخص أبله بمحاولة أداء أدوار سينمائية لا تكون مناسبا لها».
 ومن المفارقات أن الكاتب السينمائي أوسكار ميلارد كان يفترض أن الممثل مارلون براندو سيقوم بدور البطولة وهو يكتب سيناريو الفيلم. ومن المفارقات أيضا أن المخرج ديك باول حاول إقناع الممثل جون وين بعدم قبول ذلك الدور، إلا أنه أصر على ذلك. ومما قاله المخرج ديك باول بعد ذلك «من أنا حتى أرفض قيام جون وين ببطولة أحد أفلامي؟»
 ومن المفارقات أيضا أن منتج فيلم «الفاتح» الملياردير هوارد هيوز قام في وقت لاحق بإنفاق 12 مليون دولار لشراء جميع نسخ الفيلم، إحساسا منه بالذنب لأنه كان وراء فكرة شحن كميات التراب ذي النشاط الإشعاعي من موقع تصوير مشاهد الفيلم في ولاية يوتا إلى الاستوديو في هوليوود على نفقته الخاصة، حيث اعتبر نفسه مسؤولا ولو جزئيا عن إصابة العاملين في الفيلم بمرض السرطان. واحتفظ بنسخ الفيلم على مدى 17 عاما ولم يسمح بعرضه على التلفزيون حتى العام 1974، أي قبل وفاته بعامين، بعد أن حصل استوديو باراماونت على حقوق إعادة عرض الفيلم.
 ومن المفارقات أن الفشل الذي تعرض له فيلم «الفاتح» امتد إلى فيلم آخر عن حياة هذه الشخصية المغولية، وهو فيلم «جنكيز خان» (1965) الذي جسد فيه الممثل عمر الشريف هذه الشخصية، وفشل هذا الفيلم فنيا ومني بخسائر مالية جسيمة. وقامت بدور الحبيبة والزوجة في هذا الفيلم الممثلة الفرنسية فرانسوا دورلياك، الشقيقة الكبرى للنجمة السينمائية الفرنسية كاثرين دينيف، والتي سبقت شقيقتها الصغرى في الشهرة والنجومية، ولكنها توفيت إثر حادث سيارة مؤسف في سن الخامسة والعشرين.

محليات اقتصاد عربي ودولي رياضة فيديو كتاب مجتمع شباب وجامعات ثقافة وفنون ملاحق
جميع الحقوق محفوظة المؤسسة الصحفية الاردنية
Powered by NewsPress
PDF