خدمة الدفع الالكتروني
محليات اقتصاد عربي ودولي رياضة فيديو كتاب مجتمع شباب وجامعات ثقافة وفنون ملاحق دراسات وتحقيقات أخبار مصورة صحة وجمال كاريكاتور إنفوجرافيك علوم وتكنولوجيا منوعات طفل وأسرة عين الرأي الرأي الثقافي
محليات اقتصاد عربي ودولي رياضة فيديو كتاب مجتمع شباب وجامعات ثقافة وفنون ملاحق دراسات وتحقيقات أخبار مصورة صحة وجمال كاريكاتور إنفوجرافيك علوم وتكنولوجيا منوعات طفل وأسرة عين الرأي الرأي الثقافي

نظرة الى أصل الماشية وتدجينها وأنواعها

نظرة الى أصل الماشية وتدجينها وأنواعها

No Image
طباعة
انسخ الرابط
تم النسخ

عادل مُحمّد علي الحجّـــاج - قد يتساءل البعض عن الأصول الأولى للماشية ولاسيما الأبقار وكيف تمكن الإنسان من الحصول عليها وتدجينها وتطوير سلالاتها نحو الأفضل لخدمته منذ أقدم العصور فيما يلي عرض تاريخي قد يوفر اجابة عن ذلك.
1. الماشية طويلة القرون من المتفق عليه عند علماء الحيوانات ان المواشي البرية في اسيا وأوروبا (وهي منقرضة الآن) تدجنت لأول مرة في مكان ما من شرق البحر الأبيض المتوسط أو في الشرق الأدنى قبل حوالي عشرة آلاف سنة.
ولا يعرف بالضبط أين أو كيف ومتى تم الامساك بالحيوانات البرية الأولى وتدجينها وتربيتها. ويذكر انه حدث إبعاد للحيوانات عن مناطقها وامساك العجول الصغيرة على فترات وحصرها في حظائر وتغذيتها على أوراق الأشجار والمخلفات الأخرى. وفي أوقات المجاعة كانت هذه العجول تقتل وتؤكل ولكن بعضها عاش لفترة كافية وسنحت لها الفرصة للتزاوج والتكاثر وشكل النسل جزءاً من ممتلكات المزارع.
ويقول مؤرخو التاريخ الطبيعي للحيوانات الداجنة: ولم تكن الماشية القديمة راعية وإنما حصلت على غذائها كله تقريباً، باستثناء ما تحصل عليه من محاصيل المزارع، عن طريق القطف من الأشجار والشجيرات. ان مظهر الماشية البرية يمكن التعرف عليه بأفضل ما يكون من خلال صور الكهوف الأوربية وبخاصة تلك الموجودة في منطقة لاسكوكس في فرنسا.
وفي آسيا وبالتحديد في العراق القديم تم تهجين الماشية طويلة القرون في بداية الألف الخامس قبل الميلاد. ومن المرجح ان تكون الماشية المدجنة قد قدمت إلى مصر أولاً عند نهاية الألف الخامس قبل الميلاد أيضاً. فالرسومات من المملكة القديمة تظهر ماشية طويلة القرون دون سنام ، ويبدو ان هذه الماشية كانت قد هاجرت من مصر تجاه الغرب كما هو واضح من الرسومات المشابهة التي وجدت في مناطق مختلفة من ليبيا ومنطقة جبال الأطلس في الجزائر وموريتانيا ونيجيريا، ويفترض ان ذلك هو أصل الماشية طويلة القرون الموجودة في الوقت الحاضر في غرب إفريقيا.
كذلك تحركت الماشية طويلة القرون تجاه الجنوب مرتفعة مع النيل عبر السودان وأثيوبيا. وأظهرت الرسومات الصخرية من الألف الثاني والألف الأول قبل الميلاد وجود هذه الماشية في اريتريا والصومال. وعلى الرغم من وضوحها في الرسومات إلا انه لم تبق ماشية دون سنام في شرق إفريقيا حالياً.
2. الماشية قصيرة القرون: تكشف التحريات الأثرية ظهور أنواع جديدة من الماشية في العراق القديم بعد تحسين نوعية الماشية وانتخاب الأحسن منها، ومنذ حوالي ثلاثة آلاف سنة قبل الميلاد ظهرت ماشية تميزت بقصر قرونها وكانت أيضاً اصغر حجماً من الماشية طويلة القرون الأصلية.
ويعتقد ان يكون هذا النوع قد انتخب بالدرجة الأولى لإنتاج الحليب. إذ من خلال الصور التي تم الحصول عليها من مصر القديمة والسودان ظهرت هذه الماشية التي كانت متواجدة مع الماشية طويلة القرون بضروعها البارزة ومناظر حلبها، ولقد وجدت الماشية قصيرة القرون هذه أيضاً في البقايا الاثارية في طول أوروبا وعرضها إلى جانب الماشية طويلة القرون. إضافة إلى ذلك فإنها انتشرت في طول شاطئ شمال إفريقيا ولازالت سائدة في مصر والمغرب العربي. ويمكن تتبع هذه الماشية من هناك حتى الشاطئ الغربي لإفريقيا. ولازالت الماشية قصيرة القرون عديمة السنام هي النوع السائد في الشرق الأدنى وفي آسيا شمال جبال هملايا (سيبريا والتيبت ومنغوليا وموريشيوس وكوريا واليابان). اما في أوروبا فان الهجرات المتتابعة وفترات الاستقرار مكنت من انتخاب أنواع ذات ألوان معينة وإنتاجيات مختلفة، إضافة إلى حصول الانتخاب الطبيعي مما ادى الى اختلاف خصائص السلالات المحلية.
3. الماشية ذات السنام:  انتشر هذا النوع في مناطق الهند والنيبال وبوتان.
تنتشر ماشية الزيبو في جميع أنحاء شبه القارة الهندية حيث تنتخب هناك للون وشكل القرون للعمل أو لإنتاج الحليب ولكن ليس لإنتاج اللحم. ولقد انتقلت هذه الماشية من الهند إلى جنوب شرق آسيا وهاجرت أيضاً إلى جنوب غرب آسيا ومن ثم إلى مصر. ولقد تزاوجت في مناطق توزيعها مع ماشية عديمة السنام وجدت قبلها وتكونت سلالات وسطية ذات سنام صغير في منطقة العنق أو بين العنق والصدر، وتكونت بهذه الطريقة الماشية الصفراء في الصين والأنواع الوسطية في إيران والعراق وسورية والأردن وفلسطين.
لقد حدثت موجتان لانتشار الزيبو في شمال شرق إفريقيا، حيث قدم الزيبو أولاً إلى مصر من الصومال وكانت هذه الماشية تتميز بوجود سنام عنقي صدري واضح. ويبدو ان الهجرة الرئيسية للموجة الأولى هذه قد رافقت العرب إلى القرن الإفريقي بين آلالف الأول قبل الميلاد وعام 50 بعد الميلاد. وتوجد رسومات تخطيطية لماشية ذات سنام في الحفريات الصخرية في الصومال تعود لتلك الفترة. وبعد قدوم هذه الماشية سنحت لها الفرصة للتزاوج مع ماشية محلية ذات قرون طويلة وكونت ماشية السانكا ذات القرون الطويلة والسنام الصغير ونشأت منها عدة سلالات في وسط وجنوب إفريقيا . اما زيبو الموجة الثانية فكان يملك سناماً صدرياً وبدأ في القدوم إلى شمال شرق إفريقيا من آسيا في القرن الرابع ولكن الهجرة الرئيسة يعود تاريخها إلى فترة قدوم العرب في عام 669 بعد الميلاد وقاموا بالتخلص من سلالات السانكا من مناطق كبيرة في شمال شرق وشرق إفريقيا من أثيوبيا حتى الجنوب البعيد وبذلك فان السلالة السائدة في هذه المنطقة الآن هي الزيبو قصير القرون الشرق إفريقي. في بعض المناطق لم يتم التخلص من السانكا بصورة كاملة ووجدت نتيجة لذلك مجموعة من الماشية هي وسط بين السانكا والزيبو.
لقد انتقل الزيبو ذو السنام الصدري من السودان إلى غرب إفريقيا وبالاختلاط مع الماشية عديمة السنام نتجت أنواع محلية متنوعة وسطية عدة. وحتى حديثاً لم تستخدم الماشية في هذه المناطق للعمل وكان اللحم نتاجاً ثانوياً وبذلك يبدو ان انتشار الزيبو في إفريقيا يمكن ان يعزى إلى إنتاج حليبه المتفوق وتكيفه لظروف استوائية وشبه استوائية ولايوجد شك في أنها أكثر تحملاً من الماشية الأوربية لدرجات الحرارة العالية ونقص الماء والعديد من الطفيليات والأمراض وتحملها لمستوى منخفض من التغذية.

الجمعيّة الأردنيّة لتاريخ العلوم

محليات اقتصاد عربي ودولي رياضة فيديو كتاب مجتمع شباب وجامعات ثقافة وفنون ملاحق
جميع الحقوق محفوظة المؤسسة الصحفية الاردنية
Powered by NewsPress
PDF