كريمان الكيالي - ربما لانها تزهرفي الخريف خلافا لكل الاشجار ، وتثمرفي الربيع ، حملت اسم الحياة ،بكل مافيها من حب وعطاء ، فالاسكدنيا اسم تركي يعني دنيا جديدة لكن مختلفة عن تلك التي نعيشها.!!
ربما يكمن تميزالاسكدنيا بكونها تأتي حين يذهب الآخرون ،الحمضيات على وشك الرحيل واللوزيات لم تبدأ بعد ، اضافة لتاريخ عريق يعود لقرون خلت ، وتشيرمصادر بأن الصين اول موطن لهذه الثمرة بعدها انتقلت الى اليابان ومن ثم لاكثرمن بلد في العالم.
في الاردن ليس هناك اهتمام كبيربزراعة هذه الثمرة ، يقول مديرمديرية التدريب بالمركزالوطني للبحث والارشاد الزراعي «م.نعمه عويس « حيث تكون الاولوية للمحصول الذي يعول عليه توفير الامن الغذائي للمواطنين وله مردود اقتصادي جيد ،فالزيتون على سبيل المثال اهم بكثيرمن الاسكدنيا، فهناك الاكثر اهمية والمهم ، لكن هذا لايعني ان لا تكون هناك ابحاث تتعلق بهذا النوع من الثمارالتي تتمتع بمذاق طيب وهي مغذية ومفيدة تحتوي على نسبة الياف عاليه ، اضافة الى انها غير مكلفة زراعيا حيث تأقلمت على المناخ والظروف المحيطة ، ولاتحتاج الى الكثير من الري ، فمعدل هطول الامطار لايتجاوز 400ملم في احسن منطقة في الارد ن.
كما يضيف «م.عويس» لدينا اصناف متعددة في الاسواق لكنها مع الاسف ليس على مستوي تجاري وتنافس الاصناف العالمية الفاخرة ، ولهذا يجب ان يكون هناك توجه للقيام بدراسات وابحاث حول الاسكدنيا وضرورة الاهتمام بزراعة انواع مختلفة منها ، فهي من الفواكه التي يحبها الناس في المنطقة العربية وبخاصة في الاردن .
كل ما يتعلق بالاسكدنيا والامراض التي تصيبها كان موضوع كتيب صدر عام 2005 ، وتقول مساعد مديرمختبرات الوقاية بوزارة الزراعة «د.رائدة العوامله « انها وزميلتها «م. يسرى الموسى «واجهتا صعوبات كثيرة في اعداد هذا الكتيب بسبب عدم وجود معلومات او ارقام حول عدد اشجار الاسكندنيا اوحتى طرق الاعتناء بها او آفاتها ، برغم وجود بساتين كثيرة لهذه الثمرة في مناطق مختلفة في المملكة ، كما تضيف «د. العوامله بأن الاسكدنيا من الفواكه المشهورة فهناك مابين 30-40 من الاصناف الفاخرة في الاسواق العالمية ، بل وبفدر منتوج اسرائيل وحدها من الاسكدنيا400 بألف طن سنويا.
وتستطرد» د. العوامله» بأن هناك توجها لتحديث هذه المعلومات التي تتعلق بزراعة الاسكدنيا والامراض التي تصيبها وطرق الوقاية بما يحفز على زراعة هذه الثمرة التي تحتوي نسبة من البروتين والاملاح ويقال بأن لها فوائدة صحية مختلفة لاتستثن اوراقها..
ويؤكد كثيرون بأن بيع الاسكدنيا فيه مجال كبير للربح والغش ، فهي على الاغلب تباع في صناديق صغيرة ، وباستثناء الطبقة العلوية تكون الثمار الموجودة في الاسقل «تالفه « كمايقول «عمار» الذي يعتبر ان شراءها اشبه بمقلب والمبلغ الذي يدفعه يكون ثمنا لبضع حبات لايتجاوز عددها اصابع اليد الواحدة فيما الباقي « مسود» او»معفن».
ويقول موظف مبيعات في قسم الخضار والفواكه في احد المجمعات التجارية بمنطقة طبربوربأن الاسكدنيا التي تباع لديه هي من منطقة «وادي رم «، وهي اقرب في الشكل لحبة البلح الطويله ، يباع الكيلو بثلاثة دنانيرونصف ، له طعم مميز يميل الى الحموضة قليلا، فيما يبين « ابراهيم» الذي يبيع صناديق الاسكندنيا مع غيرها من فاكهة الموسم على احد جنبات الطريق في احد شوارع عمان بأنه يبيع الصندوق بدينارين ونصف ، ولايعرف شيئا عن جودة ما بداخله .
وتعتبر «الاسكدنيا « من الاشجار المثمرة التي تزرع في الحدائق المنزلية والمتقاعد «ابو سعيد « لديه شجرة اسكدنيا في حديقة بيته الخلفية قارب عمرها على العشرين ،لكن عطاءها يختلف من عام لاخر، فكثيرا ما تكون الثمارمصابة باسوداد ، يجهل اسبابه وان كان يرجح بان السببب يعود للظروف الجوية المتقلبة كل عام ، لكنه لا يكترث كثيرا بالبحث عن اسباب ذلك ، فهناك اشجاراهم يعتني بها مثل الزيتون والليمون والتفاح ..
