أتاحت الرحلة السياحية التي أقامها المركز الأردني للاعلام ضمن برنامجه (نجوب الاردن اعلاميا وميدانيا) فرصة للقاء الأسرة الاعلامية المحلية والعربية والدولية في أيام الجمع حيث ملتقى العائلة الكبير أحسسنا بالتقارب الأخوي ولمسات الاردن الأم وكرمها وضيافتها العروبية الاصيلة.
صحونا من النوم مذكرينا برحلتنا إلى (أم قيس) وفطرونا في جرش الحضارة واستمعنا من المحافظ شرحا وافيا للانجازات التي تحققت لإحياء هذه المدينة الأسطورية ووعود اكبر لإنعاش السياحة وإقامة المنتجعات والفنادق وانطلقنا إلى اربد الجميلة حيت مناطق أم قيس(جدارا) وآثارها العظيمة ليستقبلنا حماة الوطن في المنطقة العسكرية الشمالية حول منطقة الباقورة المستعادة وليشرح لنا قائد المنطقة العسكرية موقع الشريط الحدودي الفاصل بين الاردن ومنبع نهرها الكبير ومن مرتفعات الجولان من جهة سوريا في الجنوب حيث ينساب نهر اليرموك ومرتفعات طبريا وبحيرتها والجليل وكوكب الهوا والناصرة والأمكنة المقدسة في فلسطين. وذكرنا أبناء الثورة العربية الكبرى حراس البوابة الشمالية للأردن بالبطولات التاريخية والحروب الخالدة التي دار رحاها في تلك البقعة المقدسة التي شهدت معركة حطين الكبرى وعين جالوت واليرموك وآثار الناصر صلاح الدين الأيوبي وجيشه العربي وخطى المحررين أمثال ابوعبيدة بن الجراح وغيره من الفاتحين 0اليك أيها المار من هنا أقول: كما أنت الآن كنت انا كما أنت الآن ستكون أنت فانهل من الحياة فانك فان هذه العبارات وقفنا عندها طويلا اثناء مشاهدتنا الاثار القديمة حيث نقشت على حجارة جدارا ملتقى الحضارة الرومانية حيث بلغت المدينة أوج عظمتها أبان القرن الثاني الميلادي حتى أصبحت جدارا مدينة بيزنطية وإحدى الأماكن التي عطرت بذكريات السيد المسيح عليه السلام ، لتوشح فيما بعد بالإسلام وتصبح رمزا تاريخيا بعد معركة اليرموك وتدخل الفضاء الثقافي الإسلامي .
وبعد استراحة في ضيافة القيادة العسكرية الشمالية حيث تبادل الإعلاميون الهدايا التذكارية،وقعت عيني على دليل سياحي يشرح خارطة بلدية خالد بن الوليد التي تأسست في عام 2001نتيجة المشروع الوطني الكبير المتمثل في إعادة هيكلية البلديات حيث اتحدت بلديات خمس قرى أردنية وهي(ملكا والمنصورة وأم قيس والمخيبة والحمة الأردنية) تحت اسم بلدية خالد بن الوليد تيمنا ببطل معركة اليرموك ،وأعجبتني تلك الجهود المبذولة للبلدية للمحافظة على جمالية المكان وفي آفاقها العديد من المشاريع سواء بالتطوير والتحديث للمنطقة التي جمعت الحضارة وعنفوان البطولة العربية والسياحة لوجود الآثار وينابيع المياه الطبيعية والمناظر الخلابة لتصبح قبلة السياح والباحثين عن التاريخ والمجد.
ساعات جميلة قضيناها مع أسرتنا الإعلامية في أحضان الأردن الجميل ولم ينس الأخوة الإعلاميون زيارة قبر زميل لهم ( مأمون الروسان) رحمه الله وقراءة سورة الفاتحة على مثواه في أم قيس.