يقدر العلماء ان 5% فقط من عالم البحار والمحيطات أمكن دراسته حتى الان ومعظم هذه النسبة تقع في حدود اول 330م تقريبا التي يخترقها ضوء الشمس وتوجد فيها الحيود المرجانية ومعظم كائنات البحر. ويقولون ان هذا العالم الذي يمتد حتى 12كم تقريبا الى الاسفل يتصف بالظلام والبرودة والضغط العالي علما بانه يحتوي على آلاف انواع الكائنات الحية غير المكتشفة حتى الان بما فيها تلك التي تعيش بجوار النوافير المعدنية الحارة المتدفقة من قاع المحيط.
يتطع العلماء الان لكشف اسرار هذه المناطق المجهولة باستخدام اسطول جديد من الغواصات المأهولة ويقولون ان لا حاجة في الواقع للغوص عميقا اذ ان 2% فقط من عالم البحار يوجد على عمق اكثر من سبعة كيلومترات وانه اذا أمكن الغوص حتى عمق كيلومتر ونصف فقط، فانه سيمكن تعرف 98% من كائنات البحار بالعين المجردة.
ولا يقتصر الامر على مجرد معرفة الحياة البحرية، اذ تتطلع شركات التعدين للبحث في النوافير المعدنية لاستخراج معادن مثل النيكل. وتتطلع شركات النفط لاستكشاف مصادر جديدة للطاقة من قاع المحيط، في حين يأمل علماء الاحياء معرفة تأثير التغير المناخي على الانظمة البيئية في الاعماق.
ويشار الى انه جرت محاولات عدة للغوص عميقا في الماء منذ الستينات من القرن الماضي كان معظمها باستخدام غواصات رابوطية ومن ذلك الغواصة الرابوطية التي طورها روبرت بالارد واكتشف من خلالها اول نوافير معدنية حارة في قاع المحيط اضافة الى حطام الباخرة تايتنك. وكذلك الغواصة المأهولة التي قادتها الباحثة سيلفيا ايرل عام 2004/ ووصلت بها الى عمق نصف كيلومتر بالقرب من شواطىء فلوريدا.
ويشار ايضا الى انه يوجد في العالم اليوم خمس غواصات مأهولة يمكنها الوصول الى عمق خمسة كيلومترات: واحدة فرنسية واثنتان روسيتان وواحدة اميركية وغواصة يابانية يمكنها الوصول الى عمق سبعة كيلومترات. وتقول الصين انها تعمل على صنع غواصة يمكنها الغوص الى عمق ثمانية كيلومترات.
والان ومع التطور التكنولوجي الكبير، يعمل العلماء في مشروع لصنع غواصة تمثل نسخة مطورة عن غواصة الاعماق الشهيرة الفن Alvin ويقولون ان المشروع الذي تبلغ كلفته 21 مليون دولار سيؤدي الى صنع غواصة مأهولة قادرة على الغوص لعمق سبعة كيلومترات والبقاء هناك حتى عشر ساعات وتصل سرعتها العمودية الى 50م/ الدقيقة. سيبلغ طول الغواصة ثمانية امتار وعرضها ثلاثة امتار وارتفاعها اربعة امتار وستزن 20 طنا وتتسع لثلاثة اشخاص، القائد وباحثين، ويتوقع انجازها في عام 2015م.