خدمة الدفع الالكتروني
محليات اقتصاد عربي ودولي رياضة فيديو كتاب مجتمع شباب وجامعات ثقافة وفنون ملاحق دراسات وتحقيقات أخبار مصورة صحة وجمال كاريكاتور إنفوجرافيك علوم وتكنولوجيا منوعات طفل وأسرة عين الرأي الرأي الثقافي
محليات اقتصاد عربي ودولي رياضة فيديو كتاب مجتمع شباب وجامعات ثقافة وفنون ملاحق دراسات وتحقيقات أخبار مصورة صحة وجمال كاريكاتور إنفوجرافيك علوم وتكنولوجيا منوعات طفل وأسرة عين الرأي الرأي الثقافي

الشاعر الغزلي عمر بن ابي ربيعة - في رحلاته الى ربوع فلسطين والاردن

الشاعر الغزلي عمر بن ابي ربيعة - في رحلاته الى ربوع فلسطين والاردن

No Image
طباعة
انسخ الرابط
تم النسخ

وليد سليمان  - عمر بن ابي ربيعة رائد الشعر الغزلي في العصر الاموي عاش في الحجاز ومات فيها.. وكان يتميز برقة الاسلوب ولطف المشاعر عبر اشعاره الشهيرة. لكنه وكما تقول المراجع رجع وتاب عما كان في حياته المتحررة, وزهد في اواخر ايامه كثيرا.
وفي كتاب الاديب والناقد الاردني المرحوم يعقوب العودات (البدوي الملثم) والذي حققه كل من د. صلاح جرار وهاشم كايد وجاء بعنوان (اطلال جرش) نقرأ عن عمر بن ابي ربيعة هذا الفصل وكان تحت عنوان (ابن ابي ربيعة في ربوع فلسطين والاردن) ومما جاء فيه مثلا:
كان عمر بن ابي ربيعة في سبيل غرامه ونداء قلبه يشد الركاب اينما كان سواء في الطائف ام في اليمن ام في العراق ام في سورية.. حتى يفوز بالحبيب ويقضي بقربه لبانات القلب المتيم.. ولست اعرف شاعرا في عصر (عمر) هذا تنقل بين البلاد العربية وقام برحلات طويلة كما فعل (ابو الخطاب) عمر بن ابي ربيعة.
وتشير امهات الكتب الى ان عمر عرف اكثر بقاع الجزيرة العربية (من عدن في الجنوب على الشاطئ الهندي الى الشمال في الشمال الى اهم حواضر العراق في الشمال الشرقي).
هذا ويفيض ديوان شعره بابيات يشير فيها الى وفرة الرحلات التي قام بها, ومن ذلك قوله:
أخا سفرٍ جواب أرض تقاذفت
               به فلوات فهو اشعث اغبر
والمحبوب الذي يبعد عن (عمر) مسير ليلة هو في عُرفه قريب الدار, داني المزار, وليس عنه مترك ولا عن لقائه محيص:
أأترك ليلى ليس بيني وبينها
               سوى ليلة إني إذاً لصبور
ولمعرفته الواسعة بالدروب والمسالك ذكر الرواة انه لما حج الوليد بن عبدالملك طلب رجلا عالما باحوال الطائف ليدله على احوالها ويخبره بشؤونها, فلم يلق مثل (عمر) فركب معه من مكة يحدثه في طريقه.
وفي ديوان ابن ابي ربيعة ثلاث قصائد فيها وصف لرحلة قام بها الى فلسطين والشام والاردن, وقد عُدت بعض ابياتها في نظر مصعب الزبيري من الشعر الذي امتاز به المخزومي وبزّ به اقرانه:
قلت سيرا ولا تُقيما (ببصرى)
              و(حفير) فما أحب حفيرا
فاذا ما مررتما (بمعان)
             فأقلا بها الثواء وسيرا
والقصيدة في ستة عشر بيتا وفيها وصف لحوران وشرقي الاردن.. ولأبي الخطاب قصيدة بائية يصف فيها سفره الى الشام ويذكر محبوبة له, واشار الى ان خيالها ألم به وهو في (عمان) عاصمة الاردن الان فيقول:

ذكر القلب ذكرة أم زيد
          والمطايا بالسهب سهب الركاب
فاستجن الفؤاد شوقا وهاج الـ
          شوق حزنا لقلبك المطراب
وبذي الإثل من دوين (تبوك)
         أرقتنا وليلة الاحزاب
وبـ(عمان) طاف منها خيال
          قلت أهلاً بطيفها المنقاب
هجرته وقربته لوعد
          وتجناهجرتي واجتنابي
و(عمر) له قصيدة ثالثة يذكر فيها من حب فتاة من بني سعد في مكة وهو بعيد عنها في مدينة (اللد) بفلسطين اذ يقول:
يا صاحبي تصدعت كبدي
          اشكو الغداة اليكما وجدي
من حب جازية كلفت بها
         حلت بمكة في بني سعد
حلت بمكة والنوى قذف
         هيهات مكة من قرى (اللد)
لا دارها داري فتسعفني
         هذا لعمرك من شقا جدي
والله لا انسى مقالتها
         حتى أُضمن ميتاً لحدي
واودعها يوم الرحيل وقد
      زم المطى لبنيهم تخدي
والعين واكفةٌ وقد خضلت
       مما تفيض عوارض الخد
إذهب فديتك غير مبتعد
      لا كان هذا آخر العهد
والغريب ان (عمر) لا يذكر في شعره في هذه الرحلات الطويلة ما ينفعنا جغرافياً او علمياً, وهو لا يشير الى وصف المواضع التي مر بها او شاهدها ولا يذكر الا بعضها, وهو لا يلتفت الى وصف الفلوات التي اجتازها او وصف مايمكن ان يكون قد رآه فيها او تخيله, وقلما كان يُعنى بذكر ما كان يحدث له الا اذا كان خاطر شوق الى محبوبته, وكان اذا ذكر تعبه واشار الى هذه الرحلة في جسمه فذاك ليظهر بُعد المكان عن الحبيب:
يا صاحبي تصدعت كبدي
اشكو الغداة اليكما وجدي.. الخ
ولم يفت (عمر) ان يزور بيت المقدس ويتبرك بالاقصى المبارك ويقسم به ومن ذلك قوله:
لا والذي بعث النبي محمداً

        بالنور والاسلام دين القيم
وبما اهل به الحجيج وكّبروا
        عند المقام وركن بيت المحرم
و(المسجد الاقصى) المبارك حوله
       و(الطور) حلفة صادق لم يأثم
وذكر عمر بن ابي ربيعة (بيسان) المعروفة منذ اقدم الازمان في اشعاره, وكذلك (جدارا) ام قيس.. هذا ويلوح لنا من دراسة شعر (عمر) انه الف السفر والتنقل, فطاف اكثر اقطار العرب, واكسبته الرحلات دروسا واختبارات ظهرت آثار بعضها في خلقه وشعره.

محليات اقتصاد عربي ودولي رياضة فيديو كتاب مجتمع شباب وجامعات ثقافة وفنون ملاحق
جميع الحقوق محفوظة المؤسسة الصحفية الاردنية
Powered by NewsPress
PDF