سمكة السيف في العقبة

سمكة السيف في العقبة

عادل مُحمّد علي الحجّـــاج - بتاريخ 12/1/2010م وفي العدد (14338) في الصفحة الأولى نشرت جريدة الرأي الغراء خبراً نقلاً عن وكالة الأنباء الأردنية «بترا» مفاده أن فريقاً ملكياً أردنياً لصيد الأسماك تمكن أن يصطاد بواسطة أحد أعضائه (الطبيب مروان شريم) اكبر سمكة من نوع السيف أو أبو سياف حتى الآن في العقبة ويصل وزنها إلى ما يزيد على (200 كيلوغرام).
وإنني إذا أدلي بدلوي في هذا المجال؛ لأعرف القارئ الكريم بهذا النوع من الأسماك قديماً وحديثاً.
سياف أو سياف البحر، السيف، الاسم العلمي «Xiphias, xiphiidae» والاسم الانكليزي «Swordfish»، اسم سمكة بحرية ذات منقار طويل سميت بذلك، لأن لها منقاراً طويلاً يمتد على شكل سيف أو حربة ومنه تسميتها أبو سياف.
وفي تاج العروس لمحمد مرتضى الزبيدي (المتوفى 1205ﻫ/1791م): «السيف بالفتح ويكسر سمكة كأنها سيف». وفي كتاب نخبة الدهر في عجائب البر والبحر لشمس الدين الدمشقي (المتوفى سنة 727ﻫ/1327م) قال: «وسمكة أيضاً كصورة رجل محارب بيده سيف قصير وبالأخرى ترس مدور وعلى رأسه بيضة وذلك كله قطعة واحدة حيوان واحد جسم حي واحد السيف عضو والخوذة عضو يسمى سياف البحر». وذكر هذا السمكة أيضاً كمال الدين الدميري (المتوفى سنة 808ﻫ) في حياة الحيوان الكبرى نقلاً عن قصة أخذها من الملاحين ويلفها شيئ من القصص غير العلمي قائلاً: «ان هذه السمكة إذا جاعت رمت نفسها إلى شيء من الحيوان فيبتلعها ثم أنها تضرب بشوكتها أحشاءه حتى تهلكه وربما تخرج من شق بطنه تتغذى منه، وإذا قصدها قاصد بالماء تضربه بالشوكة فيهلك. ولعلها تضرب السفينة بالشوكة فتخرقها وتغرق أهلها وتأكل منهم، والملاحون يعرفون ذلك فيجعلون على السفينة جلد تلك السمكة فإنها لاتعمل شوكتها فيها».
ومن المعروف ان سمكة السيف من رتبة الأسماك الغضروفية وتعيش أنواعها في المناطق الاستوائية والمعتدلة ومن بينها البحر الأحمر وبالذات منطقة العقبة والبحر الأبيض المتوسط، يبلغ وزنها حوالي (500كغ) وطولها (من 3-5 أمتار). ومعروف عنها أنها تنطح السفن.
وطعام هذه السمكة المفضل أنواع كثيرة من الأسماك بالإضافة إلى الحبار والفقمة بل وحتى الطيور البحرية التي يجلبها حظها العاثر إلى جانبها أو بالقرب منها عندما تحط على سطح الماء.
ويأخذ الفك الأعلى من السمكة وبعض عظام الجمجمة شكل عضو طويل حاد خال من الأسنان يشبه السيف يبلغ طوله ثلث طول الجسم. وخطر سمكة السيف معروف على الأسماك الاقتصادية وعلى السفن الشراعية التي يسهل ثقبها بهذا السيف.
ويذكر المستكشف والرحالة والعالم الفرنسي (كوستو) انه وفريقه في إحدى رحلاته البحرية على متن السفينة الكالبسو  تمكنوا من اصطياد سمكة كبيرة من نوع (سمك السيف) بالقرب من جزيرة جيمس ضمن جزر الجالاباجوس قرب الإكوادور ولما شقوا بطنها وجدوا فيها علبة حلي فاخرة وكانت دهشتهم كبيرة حين فتحوها فلقوا بها ثلاثة عقود من اللآليء وساعتين مرصعتين بالألماس والعقيق وسلاسل ذهبية وأساور ومدلاة من الزمرد. ويعتقد ان هذه الحلي كانت لسيدة غنية غرقت بها باخرة وكانت ضمن ما تناولته سمكة السيف في تلك المنطقة.
وليس غريباً ان يصطاد احد أنواع السيف بهذا الحجم وبهذا الوزن فان كثيراً من أنواعها تصل إلى أحجام كبيرة وإلى أوزان تفوق الـ (500 كيلوغرام) في مناطق البحر الكاريبي.
ولاننسى قصة الكاتب والقاص والروائي الأمريكي همنغواي (الشيخ والبحر) والتي عملت فلماً مشهوراً عرض على شاشات الفضائيات لمرات كثيرة وتحكي  كيف انه اصطاد احد أنواع سمك السيف.
وسمكة السيف العقبية هي ضمن الأسماك الأردنية البحرية أصلاً لأنها تحبذ العيش الرغيد في هذه المياه الدافئة المعتدلة (صيفاً وشتاءً). وحبذا لو درست علمياً من قبل المختصين في دراسة اسماك المنطقة ولاسيما اسماك الأردن البحرية؛ لنتعرف المزيد عن خصائص وانماط سلوك هذا النوع الفريد من الاسماك.
الجمعيّة الأردنيّة لتاريخ العلوم