خوله مناصرة - السيروتونين مادة طبيعية ينتجها الجهاز العصبي عند الإنسان من عناصر غذائية محددة في الأطعمة التي نتناولها وهو من أقوى منظمات المزاج، الشهية، النوم، والإحساس بالألم. وافتقار الجسم لوجوده يسبب مجموعة من المشاكل اليومية الشائعة: كالاكتئاب، والقلق، والشراهة في الأكل، والأرق، والصداع.
وفي الوقت الذي يستعمل فيه الملايين من الناس العلاجات المضادة للاكتئاب أو التي تعوض (MDMA)، للتعويض عن انخفاض مستويات السيروتونين، فان ما يحتاجونه فقط هو تغيير نمط الحياة والنظام الغذائي، إن ما يساعدك على تعزيز مستويات السيروتونين، بأمان وبدون أدوية هو تحقيق التوازن الغذائي، الذي يوفر لك القدرة على تحسين حياتك والسيطرة على العديد من المشاكل ومنها: تخفيض الوزن والحد من الشهية مكافحة الاكتئاب والقلق، والوسواس القهري، الصداع النصفي والمزمن، تخفيف الآلام السابقة للدورة الشهرية، تنشيط الجسم وإزالة التعب، إن تأرجح المزاج، وانخفاض الطاقة، والصداع، واضطرابات المعدة، ومشاكل النوم، والإفراط في الأكل، والإفراط في شرب الخمر. كلها نماذج للاستجابة للضغط النفسي والتوتر، وتزايد ضغط العمل والتزامات الحياة. ويستطيع الإنسان أن يكون مبدعا، ونشيطا، ومنتجا خلال فترة طويلة من العام، ولكنه يدخل خلال فصل الشتاء في حالة سبات، فيبدأ بالإفراط بالنوم، والأكل، وقد يواجه البعض انحسار الطاقة وهبوط المزاج خلال اليوم، والذي يدفعه لتناول الوجبات السريعة. وقد يتمكن البعض من التعامل بشكل ايجابي مع ضغوط العمل والأسرة على مدار الأسبوع، ولكنه يقع فريسة للصداع النصفي بمجرد حلول نهاية الأسبوع.
إلا أن معظم تقلبات الطاقة والمزاج، وأنماط الاستجابة لا تعطلنا، أو تسبب القلق لدرجة الحاجة لزيارة الطبيب. فقد نرى أنها أمور لا مفر منها، وفي الواقع، فإن هذه المشاكل الناجمة عن الإجهاد وضغط العمل والمسؤوليات الأسرية يمكن تقليلها، أو حتى القضاء عليها بإجراء تغييرات بسيطة نسبيا في النظام الغذائي، وممارسة الرياضة، وتنظيم يومك، وبتناول الأطعمة التي تعزز إفراز السيروتونين، حيث تقوم أجسامنا بصنع السيروتونين من حمض أميني يسمى تربتوفان. ولذا ينصح بتناول الأغذية الغنية بالتربتوفان مثل: لحم الحبش، البيض، الدجاج، السمك، الموز، الفاصوليا، والمكسرات. وتجنب المواد الكربوهيدراتية التي تطلق الجلوكوز بسرعة مثل: المشروبات السكرية، الخبز الأبيض، والأرز الأبيض، والتي تسبب إطلاق الأنسولين وهو الهرمون الذي يحرر السكر في الخلايا، مما يسبب هبوط مستوى السكر في الدم ويحفز الجسم على إفراز المزيد من هرمون الكورتيزول ويسبب ذلك التوق إلى السكر وتأرجح المزاج.
ويرتبط انخفاض المزاج أو التوتر بالتغييرات في أنماط الأكل والنوم، فتغيير الجدول الزمني لتناول الطعام والنوم يمكن أن يؤدي إلى الصداع. ولكل شخص وقت محدد من اليوم يحدث فيه تغير مفاجئ في الطاقة، والمعنويات، والتحفيز، ويبلغ معظم الناس أدنى مستوى طاقة لهم في الصباح الباكر، أو في وقت متأخر من بعد الظهر، وفي الأيام الغائمة، وخلال فصل الشتاء، وخلال أيام الدورة الشهرية عند النساء.
ولكن يمكنك أن تتعلم كيفية تحسين مزاجك، ومستويات الطاقة المتدنية لديك، عن طريق تحديد مواعيد الوجبات، والوجبات الخفيفة، واختيار الأطعمة التي تحسن المزاج. فالاسترخاء، وممارسة رياضة خفيفة (كالمشي، وركوب الدراجات) يمكن أن يساعد في السيطرة على الإجهاد أو تجنب ردود الفعل الناتجة عن الضغط النفسي، مثل القلق والشراهة في الأكل.
وتتمثل الخطوة الأولى في فهم سبب الصعود والهبوط في المزاج، ولماذا ينتج المزاج النفسي السلبي عن تغيرات مزعجة في عادات الأكل والنوم.