بدر ناصح عبد العزيز - عرف العرب قديما الكحل منذ زمن الجاهلية، ويقال أن امرأة عربية تدعى اليمامة، كانت أول من استخدم الكحل المستخرج من حجر اسود يضرب إلى الحمرة يدعى الإثمد، وقد شاع استعماله بين الرجال والنساء، لكن النساء أكثر استخداما له كونه يعتبر من مواد الزينة.
والكحل عبارة عن مادة صلبة يميل لونها إلى السواد، تدق في هاون حتى تصير ذراتها ناعمة، ثم تحمل بواسطة شاشة ناعمة ونظيفة، بحيث ينزل الكحل منها أكثر نعومة من قبل. ويحفظ الكحل في وعاء صغير مزخرف، أخذ إسمه من مادة الكحل فسميّ مكحلة، ثم يصنع للمكحلة مرود، والمرود عبارة عن عود من البلوط تبريه إلى أن يصبح طرفه رفيعا، وعند الإستعمال يوضع الطرف الرفيع في المكحلة لتعلق به ذرات الكحل الناعمة، ثم تقوم المرأة بتمريره على رموش العين بشكل أفقي لتصبغها بالسواد.
أنواع الكحل
هناك أنواع عدة من الكحل، كالجاف، والكحل العربي المسحوق، والماسكارا، وغيره. وأفضل أنواعه هو الإثمد، وهو حجر معروف أسود يضرب إلى الحمرة، يكون في بلاد الحجاز، وأجوده ما يؤتى من أصفهان، وقيل عنه أنه يحفظ صحة العين، ويذهب وسخ قروحها. وهناك مركبات أخرى شائعة تستخدم لتكحيل العيون غير كحل الإثمد، مثل السخام أو الهباب الناتج عن حرق الفحم أو الزيت، لكن الإثمد هو الوحيد الذي ليس له أي آثار جانبية أو ضارة سواء على عين أو جسم الإنسان.
أخطاره
إن معظم الأنواع الشائعة من الكحل في المنطقة العربية والخليجية تحتوي على نسبة كبيرة من الرصاص تتراوح بين ( 85 - 100%) في كل غرام من الكحل، وهذه النسبة تضر العيون وخصوصا عيون الأطفال. ويؤكد الأستاذ الدكتور علي الهنداوي، مستشار طب الأطفال في منظمة الصحة العالمية خطورة عادة تكحيل عيني الطفل، نظرا لاحتواء الكحل على مادة الرصاص وهو معدن سام جدا وشديد الخطورة، وقد ثبت أن أغشية العين الرقيقة تمتص مادة الرصاص هذه التي في الكحل مما يؤدي إلى التسمم بالرصاص، وارتفاع نسبته في الدم، مما يؤدي بالطفل إلى التخلف العقلي أو تدهور قدراته الذهنية.
وقد ثبت من خلال الدراسات العلمية أن عدة انواع من الكحل المتداول الآن في الأسواق يحتوي على مواد ضارة للعين بمعدل أكثر من المقبول، وان تلك المواد تسبب أمراض التراكوما والتهابات الجفن وتسمم الرصاص الذي يؤدي إلى غيبوبة حسيّة.
. كما ثبت أيضا أن بعض أنواع الكحل في البلاد العربية يحتوي على ميكروبات بكتيرية وفطرية. ومن هنا يجب توخي الحذر عند استخدام الكحل، والحرص على اختيار النوع السليم والإطلاع على المكونات التي تحتوي عليها. وينصح الإختصاصيون باستخدام أقلام الكحل التي تباع في الصيدليات لأنها تحتوي على مادتي الكربون والحديد اللذين لا يؤثران على العين وصحتهما.
فوائد الكحل
قال ابن قيم الجوزية في الطب النبوي:
- الإثمد ينفع العين ويقويها ويشد أعصابها ويحفظ صحتها، ويذهب اللحم الزائد في القروح ويدملها وينقي أوساخها ويجلوها، ويذهب الصداع إذا اكتحل به مع العسل المائي الرقيق. والفائدة الأساسية للكحل، انه احد أهم أدوات التجميل التي تعتمد عليها المرأة العربية، والى الآن لم تثبت الدراسات العلمية أي تأثير للكحل في شفاء العين من الرمد أو اتساعها، أو بنمو الرموش، أو بتقوية النظر، أو أنه يعزز كثافة الحواجب كما هو متداول بين العامة من الناس.