خدمة الدفع الالكتروني
محليات اقتصاد عربي ودولي رياضة فيديو كتاب مجتمع شباب وجامعات ثقافة وفنون ملاحق دراسات وتحقيقات أخبار مصورة صحة وجمال كاريكاتور إنفوجرافيك علوم وتكنولوجيا منوعات طفل وأسرة عين الرأي الرأي الثقافي
محليات اقتصاد عربي ودولي رياضة فيديو كتاب مجتمع شباب وجامعات ثقافة وفنون ملاحق دراسات وتحقيقات أخبار مصورة صحة وجمال كاريكاتور إنفوجرافيك علوم وتكنولوجيا منوعات طفل وأسرة عين الرأي الرأي الثقافي

35 عاما على رحيل (طه حسين) .. عميد الأدب العربي مفكر متمرد أراد نهضة العرب!

35 عاما على رحيل (طه حسين) .. عميد الأدب العربي مفكر متمرد أراد نهضة العرب!

No Image
طباعة
انسخ الرابط
تم النسخ

لم تنجب الامة العربية منه الا القلائل.. انه المفكر التنويري وعميد الادب العربي الدكتور (طه حسين) الذي ملأ دنيا العرب بأفكار الحداثة والعلم والجدل والعدالة والنهوض من أجل ان ينفض العرب عن كواهلهم مخلفات الماضي من الجهل والفقر والاستبداد.
طه حسين الجريء المكافح كان دائماً يركز على أهمية نهوض الشعب العربي بدءاً من نشر التعليم والثقافة للجميع وبشكل مجاني منذ صفوف المدرسة الابتدائية وحتى الدراسة الجامعية لأن مستقبلنا هو في الثقافة والوعي العقلي والتحضير كما عند الغرب.
وكان هذا المثقف المتمرد ضد التخلف والتعصب في العام (1914) قد حصل على أول درجة دكتوراة تمنحها الجامعة المصرية لأحد طلابها.. وعلى أول ليسانس في الآداب تمنحه جامعة فرنسية لطالب مصري فيما بعد.. ثم على دكتوراة أخرى من فرنسا ليعود الى بلاده ويشارك في حمل مشعل التنوير والتعليم والتحضر واعمال العقل والصحوة العربية الحديثة.. وقد قوبل بكثير من التشجيع وبكثير من الاحباط أيضا.. ولم تكن معركته مع تثوير وتنوير العقل العربي والمصري سهلة أبداً.. فقد حورب وطرد من عمله في الجامعة والوزارة.. حتى اتهمه آخرون بالكفر والمروق.. الخ.
الكثير من الأدباء والمفكرين والسياسيين وعلماء الاجتماع والفنانين أطلقوا على عميد الادب العربي هذا العملاق الشامخ في سماء الثقافة والفكر العربي والذي عاش في الفترة ما بين (1889 - 1973) العديد من التسميات والصفات الثقافية والنضالية وذلك بسبب جرأته النادرة وعدم مهادنته للخطأ.. وبسبب وعيه ومنهجه العقلي المتقدم ونقده الذي يقوم على الشك من أجل الحقيقة والتقدم والخير للانسان العربي وللانسانية جمعاء.
فمن تلك التسميات الحقيقية والمواقف الواقعية التي عاش فيها هذا المفكر التقدمي طه حسين نذكر مثلا: - انه خادم العرب والعروبة.
- يقول طه حسين عن نفسه: انا قلق دائما، مقلق دائما، ساخط دائما، مثير للسخط من حولي.
- انه من أعذب الناس فكراً وكلاماً والقاء لا يمل السامع من كلامه الجميل والمنغم.
- انه اهم مفكر فاعل بالثقافة العربية الحديثة.
- في كتابه القصصي (المعذبون في الارض) والتي يصور من فيه الواقع المرير للريف المصري فقد اتهم الملك فاروق طه حسين بسبب هذه القصص بأنه الرئيس السري للشيوعية في مصر والعالم العربي الا انه في ما بعد اضطر رغما عنه ان يقبل به وزيرا للمعارف في مصر وذلك بطلب من (النحاس باشا) رئيس الوزراء الذي قال للملك: وزارة وفدية مع طه حسين.. أو لا وزارة!! وكان أول عمل قام به طه حسين هو مجانية التعليم في مصر الذي اعتبره حقا لكل مواطن كالهواء والماء.
- طه حسين فكره العام يساري وليس رجعياً، ولكن فكره أوسع من الضيق الموجود عند اليساريين فهو اكثر شمولية وأوسع وأرحب انسانياً.
- انه دائما في سيرته الواقعية بطل أسطوري من هؤلاء الابطال الذين يصارعون الظلمات ويواجهون الغيلان، ويقهرون التنين، ويفتحون المدن، ويعودون منتصرين.
- كان بعض المثقفين الفرنسيين حينما كانوا يذهبون لزيارة طه حسين في القاهرة بحي الزمالك فقد كانت اطلالته تذكرهم باطلالة الملك فولتير (أي الفيلسوف فولتير الذي يعتبرونه ملكاً).
- بدأ طه حسين يستشعر الخطر على الديمقراطية التي دافع عنها منذ ثورة 1919، بل لعله قد شعر بقدر من المرارة لأن الدستور الذي شارك في وضعه لم ير النور.. وان الثورة (ثورة 23 يوليو 1952) بقيادة جمال عبد الناصر وقد مضى على قيامها (12) عاماً لم تكن جادة في احترام الديمقراطية .. وعلى الرغم من ذلك لم يتوقف الرجل عن دعم الثورة والاشادة بانجازاتها وتأكيد أهمية وجود (المفكر) الى جانب (الحاكم)، راح يدعو المثقفين الى دعم الثورة.. ولعله في ذلك كان يتخوف من سطوة (العسكر) على حساب (المثقف).
- لقد زاوج طه حسين في كتبه ودراساته وأحاديثه الاذاعية ومقالاته ما بين الفكر النقدي العميق الموجه الى المتخصصين، والنقد الموجه للقارىء أو المستمع العام.. بحيث اقام علاقة متينة بين النقد ووظيفته النهضوية والتنويرية.
- لقد كان كتابه الشهير (الايام) من أوائل السير العربية الهامة وقد نشر الجزء الاول منها (1929) وذلك استجابة لطه حسين النفسية والفنية لتلك الحملة الظالمة المروعة التي تعرض لها بعد نشر كتابه (في الشعر الجاهلي) .. فلقد هزته هذه الحملة هزاً عنيفاً وأحيت في نفسه حساسية كل آلام الماضي ومرارته، فراح يملي هذه الفصول، يشفي بها جراح نفسه، ويكيد لمن كادوا له، ويبدي رأيه - من خلف ستار شفيف - في طليعة تلك القوى التي ناوأته صبياً وتكاد الآن - في تمام رجولته - ان تحرمه كل شيء.
- كانت لديه رؤية منهجية عقلية يحرض على الشك والنقد وعدم الركون الى ما قاله الاجداد.
- الراحل نزار قباني كتب قصيدة في رثاء طه حسين عندما رحل عن الدنيا في العام 1973 وهي بعنوان: (حوار ثوري مع طه حسين) نختار هنا بعض الأبيات فقط:
ضوء عينيك أم هما نجمتان، لست أدري من أين أبدأ بوحي، آه يا سيدي الذي جعل الليل، ارم نظارتيك.. ما أنت أعمى،
كلهم لا يرى.. وأنت تراني، شجر الدمع شاخ في أجفاني، نهاراً.. والأرض كالمهرجان، إنما نحن جوقة العميان.

محليات اقتصاد عربي ودولي رياضة فيديو كتاب مجتمع شباب وجامعات ثقافة وفنون ملاحق
جميع الحقوق محفوظة المؤسسة الصحفية الاردنية
Powered by NewsPress
PDF