يبدو أن عدوى تصوير الأفلام السينمائية خارج مصر قد انتقلت من السينما لتصيب التليفزيون، حيث يشهد الموسم الدرامي هذا العام تصوير أجزاء كبيرة من 10 مسلسلات خارج مصر ما بين الدول العربية والأوروبية.
المخرج باسل الخطيب اختار لتصوير نصف أحداث مسلسل جمال عبدالناصر الذي كتبه السيناريست يسري الجندي ومن إنتاج محمد فوزي المشاهد الخاصة بحصار الفالوجا بين سوريا والدوحة.
والمخرج نادر جلال اختار سوريا لتصوير مسلسل البديل تأليف بشير الديك وبطولة هشام سليم وعلا غانم وعبدالرحمن أبو زهرة والسوري باسم ياخور وإبراهيم يسري? أما المخرج يوسف شرف الدين فقد اختار لندن لتكون محطة التصوير الخارجي لأحداث الجزء الثاني من مسلسل الدالي تأليف وليد يوسف وبطولة النجم نور الشريف وصلاح عبدالله وسوسن بدر ومحمود الجندي وصلاح رشوان وسوف يستغرق تصوير هذه المشاهد حوالي أربعة أسابيع وقد فضل منتجه محمد فوزي أن يبدأ في تصويرها أولاً حتي لا يتعرض لتوقف التصوير فترة طويلة مثلما حدث في الجزء الأول.
ومسلسل جدار القلب بطولة سميرة أحمد ومصطفي فهمي وسمير صبري ورجاء الجداوي ولطفي لبيب وتأليف أحمد عبدالرحمن وإخراج أحمد صقر الذي استقر علي دبي وسوريا، ففي دبي تصور المشاهد الخاصة بعمل الطبيبة النفسية سميرة أحمد حيث كانت تصل لفترة طويلة هناك، أما سوريا فسيتم تصوير مشاهد العراق عندما تذهب إليها الطبيبة النفسية للبحث عن ابنها الذي اختفي في ظروف غامضة ، والمخرجة إنعام محمد علي اختارت الكويت لتصوير المشاهد التي تقدم بها إلهام شاهين والتي تظهر طبعاً لأحداث المسلسل كسفيرة في الخارجية المصرية في سفاراتنا في الكويت.
في حين اختار مسلسل علي مبارك فرنسا وتركيا لتكونا محطتين رئيسيتين لتصوير المشاهد الخارجية، ففي باريس يتم تصوير مشاهد سفر البعثة التعليمية التي كانت تضم علي مبارك وفي تركيا سيتم تصوير عدد كبير من المشاهد التي تتبعها السياسة المصرية بالإضافة إلي مشاهد حدائق اسطنبول الخلابة.
مسلسل مسك الليل بطولة عزت العلايلي وندي بسيوني وعلا غانم وإخراج محمد النقلي قد اختار فرنسا لتصوير جزء كبير منه.
سألنا المخرج أحمد صقر الذي قدم منذ سنوات تجربة مسلسل الطارق كأول مسلسل مصري يتم تصويره كاملاً بين المغرب وسوريا: فقال إن تصوير الأعمال الدرامية في الخارج ليست ظاهرة ولا يلجأ إليها المخرج إلا لدواعي درامية بحتة بالإضافة إلي الاحتياج لتغيير في المناظر وأماكن التصوير التي حفظتها عين المشاهد، لذلك فهي فرصة جيدة لتقديم صورة ختلفة تجذب عين المشاهد ويضيف صقر بالنسبة لتجربة مسلسل الطارق التي تم تصويرها خارج مصر فقد كانت لهذين السببين الأول تقديم صورة جديدة ومختلفة عن الأعمال التاريخية السابقة، والثاني كانت الدراما تستدعي التصوير في المغرب وعلي جبل طارق لأن أحداث المسلسل تدور في هذه المنطقة وسوف أقدم بتصوير الجزء الثاني في العام القادم أيضاً في المغرب وعن تكاليف التصوير يشير صقر إلي أن تكاليف التصوير خارج مصر وخاصة في الدول العربية أقل بكثير من مصر ولكن لا أعتقد أن أي منتج يلجأ للتصوير الخارجي من أجل حفظ النفقات .
وأضاف أن تصوير الأعمال الدرامية خارج مصر له فوائد عديدة غير الصورة، فغالباً ما نستعين بممثلين من هذه الدول في الأعمال ونقدمهم للمشاهد المصري والعربي في شكل جديد وهذا في حد ذاته إثراء للدراما العربية.
و يقول المنتج صفوت غطاس الذي يستعد لتصوير مشاهد من مسلسله جدار القلب في مدينة دبي بالإمارات اختلف مع المخرج أحمد صقر وبالعكس التكاليف مضاعفة وباهظة جداً وبالعملة الصعبة ولكن لا يتم اللجوء للتصوير في الخارج لأي عمل درامي إلا لتحقيق نوع من المصداقية لدي المشاهد ويضيف أننا نقوم بتصوير بعض المشاهد في دبي لأسباب درامية حيث كانت الشخصية التي تلعبها الفنانة سميرة أحمد تقيم هناك وأيضاً عملها هناك.
ويعلق السيناريست يسري الجندي بأن تصوير جزء من مسلسل ناصر في سوريا ليس موضة ولكن هو ضرورة درامية بحتة فلابد من تصوير مشاهد إعلان الوحدة بين مصر وسوريا في أماكنها الطبيعية ويستحيل تصويرها في أماكن بديلة، وديكورات لأنها لن تعطي مصداقية وسوريا مازالت تحتفظ بطابعها القديم في هذه الأماكن، أما المشاهد الخاصة بحصار الفالوجا فمن الصعب تصويرها في فلسطين للظروف الراهنة وسوريا هي الأقرب في طبيعتها ومعمارها لفلسطين.
و أضاف المخرج نادر جلال قائلاً لقد تم اختيار سوريا لتصوير أحداث مسلسل البديل لأسباب عديدة أولها لأن سوريا تتميز من الناحية الطبيعية بأشياء كثيرة جداً وبتنوع فريد قد لا تجده في الدول العربية، حيث تجمع الصحراء والبادية والجبال والبحر وبالتالي تتوافر فيها طبيعة يمكن أن ترمز لكل الدول العربية ودول العالم الثالث وكنت أظن أنها ستكون شاقة جداً وكان للفن الجمالي للطبيعة في سوريا أثره الجديد علي العمل فالتنوع الجغرافي والطبيعي في سوريا بهرني حقاً، وأعطانا إمكانية تجهيل الدولة التي نصور بها وتحكي عنها.
ويشير المخرج د- محمد كامل النقلي قائلاً للأسف أي فيلم قادم من الخارج ليصور في مصر يصطدم بشرط دفع مبالغ مالية تزيد من قيمة معدات التصوير كجمارك بالرغم من أن هذه المعدات تستخدم في التصوير لأيام معدودة وستسافر مرة أخري هذا بالإضافة إلي الإكراميات والرشاوي التي يضطر المنتجون لدفعها حتي يستطيعوا التصوير في بعض الأماكن.
وكالة الصحافة العربية