خدمة الدفع الالكتروني
محليات اقتصاد عربي ودولي رياضة فيديو كتاب مجتمع شباب وجامعات ثقافة وفنون ملاحق دراسات وتحقيقات أخبار مصورة صحة وجمال كاريكاتور إنفوجرافيك علوم وتكنولوجيا منوعات طفل وأسرة عين الرأي الرأي الثقافي
محليات اقتصاد عربي ودولي رياضة فيديو كتاب مجتمع شباب وجامعات ثقافة وفنون ملاحق دراسات وتحقيقات أخبار مصورة صحة وجمال كاريكاتور إنفوجرافيك علوم وتكنولوجيا منوعات طفل وأسرة عين الرأي الرأي الثقافي

نظريات في مراحل تطور رسومات الأطفال

نظريات في مراحل تطور رسومات الأطفال

No Image
طباعة
انسخ الرابط
تم النسخ

د. اميمة محمد عمور - أثناء ملاحظتك لطفلك البالغ من العمر ثلاث سنوات،وهو يمسك بالطباشير أو أقلام الشمع بيده يرسم منزلاً له باب ونوافذ وفتحة المدخنة؛ وبجواره شجرة لها أغصان مجعدة خضراء ، وشخص يقف أمام المنزل، ورأسه يصل إلى فتحة المدخنة، يتبادر الى ذهنك السؤال التالي :كيف تمكن طفلك من رسم هذه اللوحة؟ من أين تعلم هذه المهارات مع انه لم ير أحداً يرسم أمامه من قبل؟ كيف تمكن من ترجمة خيال (صورة) المنزل والشجرة والشخص إلى لوحة مرئية؟ لقد فسرت نظريات عدة كيفية تطور الفنون البصرية لدى الأطفال كالأتي:
نظرية التحليل النفسي
تفترض هذه النظرية أن الفنون البصرية للأطفال تبرز من الجانب الوجداني وتعكس ما يشعرون به. والفن هو تعبير عن اللاشعور، ويمكن تفسيره بحيث يعطي استبصاراً بشخصية الطفل أو حالته الانفعالية. إن استخدام اللون والخطوط والحجم والشكل والمساحة وكذلك تشابك الفن، كل ذلك يوصل معنى يمكن أن يقرأه المحلل النفسي. وينبع عدد من الأنشطة الشائعة في الطفولة المبكرة من نظرية التحليل النفسي، حيث تتيح مثل هذه الأنشطة الفرص للأطفال لإطلاق انفعالهم والتعبير عن أنفسهم بحرية.
النظرية الإدراكية
تقول هذه النظرية بأن الأطفال يرسمون ما يرونه. فالمشروعات البصرية هي تصوُّر لشيء حقيقي على الشبكية، بينما الإدراك هو إعادة بناء وتفسير للصورة يقوم على عوامل مثل الخبرة السابقة والشخصية والبناء العصبي. وجزء من العملية الإدراكية يتضمن ترجمة شيء ثلاثي الأبعاد إلى رسم ذي بُعدين اثنين، وهو تحدي للكبار أن يتركوا صغار الأطفال وشأنهم. وتقول النظرية الإدراكية بأن الرسم يتركز على أن الطفل يبرز في رسمه ملامح الشيء، لأن عينيه تريان أكثر مما يمكن أن تتخيله، وقد أدت تطبيقات هذه النظرية إلى بناء برامج فنية ووسائل تستهدف مساعدة الأطفال على التركيز في التفاصيل وتحسين تمييزهم البصري.
النظريات المعرفية
تفترض مثل هذه النظريات أن الأطفال يرسمون ما يعرفونه. وكلما ازدادت أُلفة الطفل بالمفهوم أو الشيء كان الرسم أكثر إتقاناً وتفصيلاً.
وقد ناقش بياجيه نشوء وتطور رسوم الأطفال في ضوء تطور مفهوم المساحة وضمن المراحل الأتية :
- مرحلة الشخبطة: (الرسم بلا دقة أو نظام) بين الثانية والرابعة من العمر، يجرب الطفل بعلامات على الورقة، وعندما يدرك أن هذه العلامات يمكن أن تمثل أشياء حقيقية، يبدأ بإعطائها معنى. وتوضح البحوث الحديثة أنه حتى شخبطة صغار الأطفال التي تبدو عشوائية يمكن أن تكون تمثيلاً للأشياء يمكن إدراكها.
- مرحلة ما قبل التخطيطية: وتكون بين سن الرابعة إلى السابعة تقريباً، يفعل الطفل فيها ما يمليه عليه عقله. ومن هنا تكون بداية الصورة، لكن الناتج الفعلي لا يكون دقيقاً.
- مرحلة التخطيطية: وفيها تصبح تمثيلات الطفل أكثر واقعية ودقة. ويرتبط فن الأطفال كذلك بمفهوم بياجيه عن دوام الشيء ، أي إدراك وجود الأشياء دائماً حتى لو كانت خارج نطاق الرؤية. وبعبارة أخرى، يمكن للطفل أن يخلق صورة عقلية للشيء، وهذا أمر ضروري لتمثُّل الشيء عند رسمه.
النظريات الارتقائية
ترى هذه النظريات أن قدرة الأطفال على الفن تتطور طبيعياً من خلال سلسلة من المراحل العامة وأن تدخل الكبار أو التوجيه بالتعليم يمكن أن يكون له، في الواقع، تأثير عكسي على هذا التطور. يتمثل دور المعلم في خلق البيئة الآمنة وإتاحة مدى واسع من المواد واللعب، وتزويد الطفل بالتوجيه المناسب لتسهيل الرسم، وهذه رؤية تحظى بقبول واسع بين المربين في مرحلة الطفولة المبكرة. وقد لاحظ جاردنر Gardner تناقضاً مثيراً لهذا المنحى، حيث لاحظ خلال تواجده في الصين أن الأطفال يتعلمون بدقة أساليب الرسم. وتوحي النظرة الصينية أن الناس قبل أن يكونوا مبدعين، عليهم تحقيق الكفاءة في استخدام أساليب الرسم، تلك الأساليب التي تطورت خلال تقاليد راسخة منذ زمن بعيد لا تحتاج إلى تنقيح ولا ينبغي تجاهلها.
ومن المثير أن النظرة التقليدية بالسماح لأن تتطور رسوم الأطفال بصورة طبيعية دون تدخل يتم إعادة النظر فيها من جانب بعض مربي الطفولة المبكرة. فقد لاحظ المراقبون في مدارس ريجيو فاميليا Reggio Familia أن الأطفال يُنتجون رسوماً ناضجة ومعقدة، كما لاحظوا أن معلمي مدارس ريجيو يأخذون مسألة الرسم بجدية ولا يعتبرونه نشاطاً ترفيهياً غير مهم، بل يعتبرونه شكلاً قوياً للاتصال الرمزي وللأفكار والمشاعر والانفعالات. علاوة على ذلك، يستخدم الأطفال نفس المواد التي يتم تشجيعهم على التعبير عنها بهذه الوسائط .
وقد افترض الباحثون مراحل ارتقائية للرسم. واتساقاً مع نظريات بياجيه Piaget و فايجوتسكي Vygotsky، يمكن وصف رسوم الأطفال على أنها تمر بثلاث مراحل متأثرة بالتطور المعرفي والثقافة. فمن عمر السنة الأولى حتى الخامسة تهيمن الأنماط العامة، ومن الخامسة إلى السابعة -مرحلة ازدهار الرسم- ينتقل الأطفال من الشخبطة، التي تتميز بأنها عامة لدى كل الأطفال، إلى التعبيرات المتفردة بالعمل الفني. وتتلو هاتين المرحلتين مرحلة ثالثة يرتفع فيها التأثير الثقافي إلى حده الأعلى، وهذه المرحلة تقع بين السابعة والثانية عشرة حيث يصبح الإبداع الفني أكثر دقة وواقعية ويعكس تأثير الثقافة.
واستناداً على مجموعة الصور التي كانت تربو على مليون لوحة رسمها أطفال من سن الثانية حتى الثامنة من جميع أرجاء العالم، صاغت روضة كيلوج Rhoda Kellogg سلسلة من المراحل المتعلقة بالعمر تصف رسوم الأطفال. بالإضافة لذلك، ألقت الضوء بالتفصيل على عناصر رسوم الأطفال في كل مرحلة من هذه المراحل. فيستخدم أطفال الثانية الشخبطة الأساسية Basic Scribbles، وهي 20 نوعاً من العلامات على شكل خطوط تُشكل بناء مكعبات من الرسم ، وهي عناصر موجودة في أي عمل فني. وتشتمل على أنماط مختلفة من الخطوط المستقيمة والمعوجة. بالإضافة إلى دراسة الشخبطة الأساسية، يمكن تحليل اللوحات في ضوء أنماط المكان Placement Patterns، حيث يوجد 17 نمطاً تتشكل الصور منها من خلال المكان على الورقة. وعند الثالثة، يبدأ الأطفال في عمل ستة مربعات أو أشكال يمكن إدراكها، وهي بالتحديد: المربع، الدائرة، المثلث، الصليب، رسم يأخذ شكل *، وأشكال غير منتظمة (لكنها متعمدة) على شكل خطوط. واعتبرت كيلوج أنه '' من الناحية الارتقائية، توضح الأشكال الهندسية قدرة مضطردة على استخدام مضبوط للخطوط ولتوظيف الذاكرة ''.والأشكال الهندسية نادراً ما توجد بمفردها في رسوم الأطفال، بل مجمعة، حيث يوضع شكلان هندسيان معاً أو ثلاثة أو أكثر من هذه الأشكال الهندسية البسيطة. لتعبر عن أشياء معينة وغالباً الوجه، وهكذا تتحول إلى المرحلة التصويرية التي تبدأ عند الرابعة أو الخامسة. وتُميز كيلوج المساعي المبكرة للمرحلة التصويرية بأنها تهدف إلى رسم البشر والحيوان والمباني والنبات ووسائل النقل. ولأن دراسة كيلوج المكثفة غير الثقافية كانت على رسوم صغار الأطفال، تستنج كيلوج أن هذه المراحل عامة وتحدث بصورة طبيعية لدى كل الأطفال، وهي تنصح المعلمين والآباء بألا يحاولوا الحكم على رسوم الأطفال ولا يعطوهم تعليمات عن كيفية رسم أشياء محددة.

محليات اقتصاد عربي ودولي رياضة فيديو كتاب مجتمع شباب وجامعات ثقافة وفنون ملاحق
جميع الحقوق محفوظة المؤسسة الصحفية الاردنية
Powered by NewsPress
PDF