خدمة الدفع الالكتروني
محليات اقتصاد عربي ودولي رياضة فيديو كتاب مجتمع شباب وجامعات ثقافة وفنون ملاحق دراسات وتحقيقات أخبار مصورة صحة وجمال كاريكاتور إنفوجرافيك علوم وتكنولوجيا منوعات طفل وأسرة عين الرأي الرأي الثقافي
محليات اقتصاد عربي ودولي رياضة فيديو كتاب مجتمع شباب وجامعات ثقافة وفنون ملاحق دراسات وتحقيقات أخبار مصورة صحة وجمال كاريكاتور إنفوجرافيك علوم وتكنولوجيا منوعات طفل وأسرة عين الرأي الرأي الثقافي

لب.. جوهر القلب (1)

لب.. جوهر القلب (1)

No Image
طباعة
انسخ الرابط
تم النسخ

كتابة وتصوير: مفلح العدوان  -  هو القلب قادني إلى مأدبا.. طاوعته، وسرت إلى هناك، دليلي هلال مسجد، وناقوس كنيسة، وألوان فسيفساء، وتاريخ عميق، عريق، ينتظرني، ويحرص على حفظه، والبوح به، أهل كل ما فيهم جميل، وأصيل، وحميمي حقيقي، ألتقيهم كلما اتجهت إلى مأدبا.
هو القلب قادني مرة أخرى إلى مأدبا، ولكن هذه المرة، مررت وسط المدينة، وألقيت السلام عليها، كأنه في محبة، وفرض واجب، أن أحتضن درب مأدبا، وأمرّ في نبض قلبها، قبل أن أتعداها إلى قرى تحيط بها، كنت قد مررت على بعضها مرارا، وها أنا هذه المرة أعود، وفي نيتي أن يكون البوح تلقائيا عن قرية لوحت لي ببيوتها البسيطة عندما مررت عبرها ذات زيارة إلى مكاور، وكررت الإشارة عندما كانت زيارة أخرى إلى مليح، وها أنا آتيها الآن لأصافحها، هي قرية لب، يا لطيبة أهلها، ويا لبساطة حضورها.
الحدود
سلام على الأهل في قرية لب..
ها أنا أتجول في شوارعها، ومعي الصديق الفنان غسان مفاضلة، والوقت عصرا، والفصل شتاء، والشوارع فيها معدودة، والبيوت موزعة كأنها فيض الخير هنا وهناك.. سرنا في تجوالنا لنرى مساجدها، ونصل إلى القرية الالكترونية، وهي مشروع ترميم للقرية القديمة في لب، وحين عدنا إلى الشارع الرئيس فيها، والذي مررت به عدة مرات أثناء زياراتي إلى مكاور، توقفت عند دكان رغبة مني للتحدث مع أحد من أهل القرية، وأنا أدري من خبرتي في القرى الأردنية، وأهلها، أن دكاكين القرى، فيها مخطوط أحاديث الناس، وتجمعهم، وهي نقطة اتصال يمكن الوصول منها إلى أي واحد من أهل القرية.. ألقيت السلام على (أبو أنس)، وهو صاحب الدكان، فرحب كثيرا.. وجهه بشوش، وكأن عنده دافع تلقائي للحديث وللمساعدة، فكان بدء البوح من عنده، بعد أن ضيفنا، وعرفنا بنفسه: بسام حمود الفقهاء (أبو أنس)، ثم تحدث عن جوانب كثيرة من لب، تلك الجوانب المتعلقة بالمكان الإنسان فيها. قال «إن قرية لب تقع على مسافة 12 كيلو مترا، جنوب مأدبا، ويحدها من الشرق مليح والدليلة، ومن الجنوب ذيبان وسيل الواله، ومن الغرب مكاور (جبل بني حميدة)، ومن الشمال مادبا، ومن الشمال الغربي ماعين».

القرية الالكترونية
 ونحن جلوس في «دكان أبو أنس»، حضر رجل كبير، واحد من الطيبين من أهل لب، عرف على نفسه بأنه عيد عبد الهروط (أبو خلف)، ولم ينتظر كثيرا معنا، لكنا تواعدنا على مقابلته عند القرية الالكترونية ليحدثنا قليلا عن ذاكرة قرية لب، وتركنا ومضى، وأكملنا حديثنا مع (أبو أنس)، ثم تابعنا مسيرنا باتجاه المكان الذي ينتظرنا في (أبو خلف)، الذي قال بأن هذه القرية الالكترونية هي ترميم للبيوت القديمة التي كانت تتكون منها القرية القديمة، تم دعم ترميم البيوت، والحفاظ عليها من التدمير والهدم، وقد قام على عملية الترميم هذه بين مؤسسة للترميم وبين جمعية خيرية كان رئيسها فواز راجي الشورة.

بمت بعل.. لمبون
وأكمل أبو خلف حديثه قائلا «ان اسم القرية قديم، حيث أنه وعي على هذا الاسم، وكذلك أجداده».وهنا فتح لنا صفحة لمناقشة معنى اسم لب، وكيف ورد في الكتابات القديمة، حيث أن الباحث محمود سالم رحال في كتابه «أسماء ومعاني المدن والقرى الأردنية» قال حول معنى تسمية لب، بأن «لُبّ: وبالسامي المشترك بمعنى مكان (نقي. صافي. خالص. جذاب. جوهر). من قرى مادبا الجنوبية، وبالعبرية لِف، لِب: قلب. وسط. مركز. جوف. لُب. عقل. جوهر. وبالآرامية (الأصل) لِف، لِب: قلب. وبالعربية لُبّ: خالص كل شىء. وبالفارسية لَب: طرف. حافة». أما الدكتور محمد عبده حتامله فقد أشار في الجزء الرابع من (موسوعة الديار الأردنية) فقد اتكأ على ما كتب رحال حول التسمية، وأضاف عليه، حيث أشار الى لب بأن «معناها في اللغات السامية: نقي أو خالص أو جذاب، وهي بالآرامية لف=لب (بكسر اللام): قلب وبالعبرية لف=لب (بكسر اللام أيضا): قلب أو وسط أو مركز أو جوف أو عقل، وبالعربية لُب الشىء خالصه. وقد أخذت لب اسمها من توسطها بين مجموعة من المراكز العمرانية التي كانت لها أهميتها كمواقع حضارية عبر التاريخ، وهي: مادبا وذيبان ومكاور وماعين وأم الرصاص. ووردت لب في المصادر بأسماء مختلفة، وهو الأمر الذي يدل على كثرة الحضارات التي تعاقبت عليها، ومن هذه الأسماء: (بمت بعل) في نقش ميشع، و (لمبون) في نقش كشف عنه في كنيسة القديس أسطفان بمنطقة أم الرصاص إلى الشرق من مادبا».
كما أن الباحث ركاد نصير في كتاب «المعاني اللغوية لأسماء المدن والقرى وأحواضها في المملكة الأردنية الهاشمية»، يناقش معنى اسم لب، ويورد المعنى على أساس أن «لَبُبت لِبَّاً: صرت ذا لُب، خالص كل شىء وخياره، العقل، أو الخاص من الشوائب، واللبب: ما استرقّ من الرمل وانحدر من معظمه فصار بين الجلد وغلظ الأرض، واللبب من الكثيب: مقدمه، لِب: بالعبرانية معناها القلب، ولبو بالسريانية معناها القلب، ورد إسم لباو في سفر يشوع».

أحواض.. وأمكنة
قبل أن نغادر مكاننا الذي جلسنا فيه مع عيد عبد الهروط (أبو خلف)، أشار إلى بعض أحواض قرية لب، وهي حوض الأشعل، وحوض الغدير، وحوض المنسف، وحوض السفايف، وحوض أم عاقولة، وحوض أم كلخة، وحوض البقيع الشمالي، وحوض المشظ، وحوض السن. كما أنه كان قد قال لنا بسام الفقهاء (أبو أنس) بأن المناطق التي يمكن تقسيم لب اليها، هي كل من لب والحبيس، وحريثين، والمنسف، والغدير، والسن، والحياض، ولب، ويوجد في القرية عين معيط، بينما سيل زرقاء ماعين يقع غرب لب.
ولعله من المفيد هنا، بعد مفتتح الحديث حول مناطق وأحواض لب، أن نسترسل في توثيق هذا الجانب من خلال الإفادة مما وثقه الباحث ركاد نصير في كتابه «المعاني اللغوية لأسماء المدن والقرى وأحواضها في المملكة الأردنية الهاشمية»، الذي ذكر فيه أن أحواض لب، ومعاني أسمائها، هي على النحو التالي: «حوض الرقدة: النومة أو أن يصيبك الحر بعد أيام ريح وإنكسار من الوهج، يقال: أصابتنا رقدة من حدّ أي قدر أيام أو أن تدوم نصف شهر. حوض تلاع حريشين: الحرشون: حسكة صلبة تعلق بصوف الشاة. حوض الحبيس: ما حبس أصله وقفا مؤبدا وسبلت غلّته؛ الموقوف مطلقا. حوض تلاع الحياض: الحياض: جمع حوض وهو مجتمع الماء. حوض الاشعل: الشَّعَل: البياض في ذنب الفرس وناصيته في ناحية منها، وهو اشعل. حوض السن: شعبة المنجل والمنشار، موضع البري من القلم. حوض الهَومة: الفلاة، والهوم: بطنان من الأرض. ام طيون: الطيون: نبات عشبي زهره أًفر لزج قليلا وذو رائحة. حوض سفايف القعايدة: السفايف جمع السفيفة وهي الدوخلة من الخوص قبل أن تنسج. والسفيف نبت. حوض المشظ: المَشظ: ما يدخل في اليد من الشوك والشظايا، والمشَظ: المَشَقُ وتشقُّق في أًول الفخذين. حوض المنسف: إسم لما يُنسف به الحبّ، وهو شىء طويل متصوّب الصدر، أعلاه مرتفع. حوض أم عاقوب: منعطف الوادي أو النهر، وعكن البطن: تثنّى لحمه سمناً. حوض البقيع: المكان المتسع فيه شجر أو اروم شجر. حوض المصم: قصمه: كسره، والقَصَم: بيض الجراد، والقصيمة: رملة تنبت الغضا والارطى والسَّلَم: ما سهل من الأرض وكثر شجره. حوض المخرعة: خرع الجلد: شقّه، والخارع والخِرّيع: العصفر أو القِرطِم: والمخرَّع: الثوب المصبوغ بالعصفر. حوض الصرابيط: سربطت البطيخة: دقّت واستطالت. حوض أم كلخة: الكلحة: الفم وما حواليه، والقلخة: القصبة الجوفاء. حوض مقلع الخزنة: المقلع: مكان قلع الحجارة، والخزنة: المال المخزون. حوض المدورة: مكان الدوران. حوض معيط: المعِط: من لا شعر على جسده، ورمل أمعط: لا نبات فيه. حوض خربة الحياض: الخربة: موضع الخراب، والحياض: جمع حوض وهو مجتمع الماء. حوض موارس لب: المَرَسة: الحبل؛ والمرزة: القطعة. حوض الحفرة: ما حفر في الأرض، أو القبر. حوض الغدير: السيل، أو قطعة من الماء يتركها السيل، أو قطعة من النبات على التشبيه. حوض تلاع التلاهين: التلعة: ما ارتفع من الأرض وأشرف. وتَلِه تلهاً: حادَ، وتله عنه: نسيه، وتله الشىءُ: تلف. حوض أبو خرقة: الخرقة: القطعة من الثوب، والخرق: الثقبة، الفرجة.


سيرة قرية لب


تقع قرية لب غرب مأدبا، التي يفصلها عنها حوالي 12كم. وتتبع القرية إلى قضاء مليح، في لواء ذيبان من محافظة مأدبا، وهي من ضمن مناطق بلدية لب وامليح.
الديموغرافيا:
يبلغ عدد سكان قرية لب، بحسب آخر تعداد عام للسكان والمساكن عام 2004م، حوالي ب(3235 نسمة) ( 1654 ذكور، و 1581 إناث)، يشكلون 555 أسرة، تقيم في 678 مسكنا. ويقدر أهل القرية عدد سكانها في الوقت الحاضر(2012م)، هي والمناطق المحيطة بها، والتي يعتبرونها ضمن امتدادات لب بحوالي 25 ألف نسمة.
 التربية والتعليم:
توجد في قرية لب 3 مدارس هي: مدرسة لب الثانوية للبنين، ومدرسة لب الثانوية الشاملة للبنات، ومدرسة لب الأساسية المختلطة.
الصحة:
يوجد في القرية مركز صحي أولي.
المجتمع المدني:
يوجد في لب جمعيتان خيريتان هما جمعية لب الخيرية، وجمعية الأمل الخيرية.
يوجد في القرية مكتب بريد، و7 مسجد، ومشروع القرية الالكترونية.

محليات اقتصاد عربي ودولي رياضة فيديو كتاب مجتمع شباب وجامعات ثقافة وفنون ملاحق
جميع الحقوق محفوظة المؤسسة الصحفية الاردنية
Powered by NewsPress
PDF