عيد الاستقلال

الهلال الأحمر يخفف معاناة المستضعفين وضحايا النزاعات والكوارث


يحتفل الأردنيون بعيد الاستقلال في 25 أيار من كل عام، تخليداً لذكرى الاستقلال عن الانتداب البريطاني عام 1946، عندما أعلن الأردن دولة مستقلة ذات سيادة بقيادة المغفور له الملك عبدالله الأول بن الحسين.
ويحمل هذا اليوم في طياته معاني عظيمة، منها تجسيد السيادة والحرية، حيث يمثل عيد الاستقلال لحظة تاريخية فارقة انتقل خلالها الأردن إلى مرحلة جديدة من الحكم الوطني الحر، بعيداً عن التبعية الأجنبية، كما يعزز الاستقلال روح الانتماء الوطني، وتجديد العهد بالوفاء والولاء للقيادة الهاشمية الحكمية.
وتكريماً لتضحيات الأجداد، نستذكر في هذا اليوم جهود وتضحيات من ساهموا في نيل الاستقلال، وبناء الدولة، ونستمد منهم العزيمة لمواصلة مسيرة التقدم والازدهار.
ويجسد الاستقلال وحدة الشعب الأردني بمختلف مكوناته، ويعكس تلاحم القيادة والشعب في سبيل حماية الوطن والنهوض به.
وفي عيد الاستقلال، يحتفي أبناء الوطن بالإنجازات الوطنية التي تحققت في شتى الميادين، متطلعين لمواصلة البناء والتطوير لمستقبل مزدهر.
وفي عام 1947 تأسس الهلال الأحمر الأردني، بالتزامن مع عيد استقلال المملكة الأردنية الهاشمية، ويحظى الهلال الأحمر الأردني منذ تأسيسه بالرعاية الفخرية الملكية، وهو منظمة إغاثية إنسانية تطوعية غير حكومية تقدم المساعدة والعون للمحتاجين بحياد ودون تمييز.
ويلتزم الهلال الأحمر الأردني بمهمته «لتخفيف معاناة المستضعفين وضحايا النزاعات المسلحة والكوارث الطبيعية وحماية كرامتهم وحقوقهم بطريقة تحفظ حياتهم وسلامتهم وأمنهم»، موشحاً باسم الأردن الأشم منذ تأسيسه الذي تزامن ونكبة فلسطين، مروراً بكل الأحداث التي مرت على الأردن والمنطقة، منذ تاريخه وحتى نجدة إخواننا الفلسطينيين في قطاع غزة منذ نحو عشرين شهراً.
والهلال الأحمر الأردني كمؤسسة وطنية تركزت أنشطته التي يتم تنفيذها للاجئين والمجتمع المحلي بالتعاون مع الشركاء في العمل الإنساني على ثلاثة برامج رئيسية، وهي البرامج الإغاثية، الصحية والمجتمعية، وبلغ عدد المستفيدين من تلك الأنشطة خلال العام ما يزيد عن 209298 مستفيد.
وفيما يتعلق بالبرامج الإغاثية التي تم تنفيذها للمستفيدين، فقد تضمنت توسيع قاعدة الأيتام المكفولين حتى بلغ عددهم نحو خمسة عشر ألفاً، وتوقيع اتفاقية تعاون مع جمعية الشارقة الخيرية لكفالة عدد كبير من الأيتام وكفالات الأسر.
واعترافاً بفضل من عملوا بالهلال الأحمر الأردني منذ التأسيس، وبيان إنجازاتهم على مدى 77 عاماً الماضية، تم الإنتهاء من إنجاز متحف الهلال الأحمر الأردني الذي يحتوي عدداً من الوثائق والصور النادرة التي تحكي إنجازات الرعيل الأول ومن تبعهم من الذوات المخلصين من رجالات أردننا العزيز.
كما أمكن بناء وتجهيز إثني عشر فريقاً من فرق الاستجابة للطوارئ التابعة للهلال الأحمر الأردني، لتغطي كافة فروع الهلال الأحمر الأردني المنتشرة من الطرة إلى الدرة، لتكون جاهزة للتدخل السريع في حالة وقوع أي طارئ لا قدر الله.
وتم الإنتهاء من تأهيل وتطوير مركز تدريب الإسعافات الأولية، ورفده بفريق مؤهل من مدربي الإسعافات الأولية يمكنهم من عقد دورات الإسعاف الأولي للراغبين من المجتمع المحلي وفق منهاج معتمد لمختلف الدرجات، ومنحهم شهادات معتمدة ومعترف بها، ويستفيد منها عدد من المؤسسات الحريصة على تدريب كوادرها مقابل رسوم رمزية تكفي نفقات التشغيل.
واستفاد من مشروع تحسين الوصول إلى مياه الشرب في شمال المملكة 118199 مستفيداً، بعد إجراء أعمال الصيانة والتأهيل في محطات ضخ المياه، وكذلك مشروع توزيع لحوم الأضاحي، وبرنامج حماية الروابط العائلية، والطرود الغذائية، وبطاقات كسوة العيد، وتوزيع وجبات إفطار صائم خلال شهر رمضان المبارك.
وتحقيقاً لتحسين الخدمات الطبية والعلاجية للمستفيدين، أولى الهلال الأحمر الأردني أهمية كبرى لهذا الجانب، حيث تركزت على مشروع عيادة الهلال الأحمر الكويتي لمعالجة اللاجئين السوريين، والأيام الطبية المجانية التي تضمنت استشارات طبية وعيادات اختصاص في مختلف المجالات، بالإضافة إلى العيادة الطبية المتنقلة التي قدمت خدمات طبية للمجتمعات المحلية في المناطق النائية، والأشد حاجة في كافة محافظات المملكة، ومشروع العيادة الطبية في مخيم الزعتري، ومشروع العمليات الجراحية لمختلف الفئات العمرية من كلا الجنسين.
وانطلاقاً من دوره في تعزيز المهارات وبناء القدرات في مختلف المجالات لكلا الجنسين، سعى الهلال الأحمر الأردني من خلال البرامج المجتمعية إلى تنمية وتدريب العاملين والمتطوعين والمجتمع المحلي واللاجئين من مختلف الجنسيات، بهدف تحقيق الكفاءة والفاعلية، وتطوير معرفتهم ومواكبة التطورات التكنولوجية.
ومن الأمثلة على هذه البرامج دورات مركز التدريب المهني التي تعقد للسيدات من مختلف الجنسيات بهدف تدريبهن على فن الخياطة والتفصيل، ومهارات استخدام الحاسوب، فن التجميل وتصفيف الشعر وغيرها من الدورات المهنية لتحسين فرص سبل العيش لهن، وتطوير مهاراتهن وتأهيلهن ليكن سيدات منتجات بالمجتمع.
وبتوجيهات من صاحب الجلالة الملك عبدالله الثاني، الرئيس الفخري للهلال الأحمر الأردني، نفذت القوات المسلحة وسلاح الجو الأردني عمليات الإنزال الجوي لأشقائنا في غزة، بالتعاون مع الهلال الأحمر الأردني، وبدعم من الهلال الأحمر الكويتي، والتي حملت على متنها مساعدات طبية وإغاثية كان من ضمنها أجهزة ومعدات طبية كبيرة، بالإضافة إلى استقبال المساعدات الإغاثية في المركز اللوجيستي للهلال الأحمر الأردني، الذي تم استحداثه في محافظة مادبا لاستقبال المساعدات الإنسانية الواردة إلى المملكة من الشركاء في الحركة الدولية للصليب الأحمر والهلال الأحمر، تمهيداً لتجهيزها وإرسالها إلى قطاع غزة كلما سمحت الظروف بذلك.
وأكد مستشفى الهلال الأحمر الأردني جاهزيته لاستقبال الجرحى والمصابين من الأشقاء
في قطاع غزة، حيث تم استقبال أربع مجموعات التحقوا بأهلهم وذويهم في بعض البلدان الأوروبية، بالتعاون مع سفارات تلك الدول، بعد تقديم الخدمات الطبية والعلاجية لهم.
واحتفاءً بعيد استقلال الأردن الأعز، وضمن احتفالات المملكة بهذه المناسبة العزيزة، كثف الهلال الأحمر الأردني من الأيام الطبية المجانية للفئات الأقل حظاً في المناطق النائية بمحافظات المملكة، والتي ستستمر حتى نهاية العام 2025.