كتاب

خلافات ترامب - نتنياهو

 

يدور حديث كثير في الآونة الاخيرة عن خلافات عميقة بين الرئيس الأميركي دونالد ترامب ورئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو في عدة ملفات جوهرية وايضاً أنباء قالت ان الرئيس ترامب سئم نتنياهو.

المؤكد ان هناك ملفات اساسية ذهب فيها الرئيس الاميركي خلافا لرغبة نتنياهو أهمها الحوار مع ايران بشأن ملفها النووي في حين اراد نتنياهو الذهاب إلى ضربة مشتركة او حتى منفردة للبرنامج النووي الايراني كما ان الحوار المباشر بين واشنطن وحماس لأكثر من جولة بكل تاكيد أثار غضب نتنياهو وحكومته اليمينية المتطرفة.

كما أن القرار الاميركي بوقف الضربات على الحوثيين لم يهبط كخبر سار على نتنياهو وحكومته المتطرفة وقبلها رفض ترامب الاصطفاف لجانب نتنياهو في الخلاف مع تركيا في سوريا بل أحاله إلى الرئيس اردوغان للتفاهم معه.

كما ان هبوط الطائرة الرئاسية اير فورس ون في المملكة العربية السعودية كمحطة اولى في جولة للرئيس ترامب تقوده أيضا إلى دولة فطر ودولة الإمارات العربية المتحدة وعدم شمولها إسرائيل لم يكن بلا اسئلة وتجليلات ذهبت في التفسير إلى سياق الخلافات.

ويضاف إلى ذلك ما توارد في الاعلام الدولي بان من أسباب اقالة مستشار الامن القومي الاميركي مايك والتز مبالغته في الاتصالات مع نتنياهو بشأن ملف ايران النووي وسبل التعامل معه.

كما أن نتنياهو لا يمنح ترامب أفقاً لصنع السلام في الشرق الأوسط كبوابة للحصول على جائزة نوبل للسلام التي يحلم بها الرئيس الاميركي.

كل ذلك يفتح سؤالاً عن هذه الخلافات وهل ستتطور إلى أزمة تذهب إلى ما هو أبعد من ذلك بين الرئيس الاميركي ونتنياهو؟ وهل ستطال آثارها العلاقات الاميركية الاسرائيلية؟ ام ان هذه العلاقات لن تتأثر فالغضب على نتنياهو لا ينسحب على العلاقة مع إسرائيل؟

للاجابة لا بد من قراءة مسار ونتائج عدة أزمات حادة بين عدد من الرؤساء الاميركيين ونتنياهو أبرزهم الرئيسان باراك اوباما وجو بايدن حتى ان الامر وصل ان عبّرا عن غضبهما علانية، غير أن لا احد يعرف حتى الآن عن نتائج محددة غيّرت الواقع الذي كان سبب تلك الأزمات بل وقفت التداعيات عند حدود ما شهدناه من فقدان الكيمياء الشخصية والانزعاج.

لكن في نهاية المطاف فان السياق لم يقترب من ممارسة الضغط المؤثر والصارم على نتنياهو وهو امر ممكن ومنتج إذا قرر الرئيس الاميركي القيام به؛ فهل يفعلها رئيس غير متوقع مثل الرئيس ترامب؟