في زمن تتسارع فيه الأكاذيب وتُحاك فيه حملات التشويه من خلف الشاشات، يخرج علينا تقرير مشبوه لموقع يُدار من عاصمة بعيدة عن الدم والوجع، ليتطاول على الأردن ودوره الإنساني في غزة. لكن الأردن لا يحتاج إلى الدفاع عن نفسه بالكلمات، فلدينا ما هو أبلغ: الأفعال، والوقائع، والصور، والشهود.
منذ اندلاع الحرب في غزة في أكتوبر 2023، والأردن، بقيادة جلالة الملك عبدالله الثاني وسمو ولي العهد الأمير الحسين بن عبدالله الثاني، يضع القضية الفلسطينية في قلب أولوياته، لا شعاراً، بل التزاماً حقيقياً تُجسده الطائرات والمستشفيات والشاحنات.
الجيش العربي الأردني الذي أرسل المساعدات لغزة، دعا الصحفيين معه في طائراته العسكرية ليكونوا شهوداً من الجو على الإنزالات الجوية التي نفذها في قلب ساحة المعركة. نعم، اصطحب الصحفيين إلى السماء لا ليُصوّروا بطولة، بل ليُسجّلوا حقيقة. فكانت عدسات الكاميرا تسابق الشحنات الإنسانية وهي تنثر الامل لأهل غزة، وسط دخان الحرب وأزيز الرصاص.
نفّذ الجيش الأردني أكثر من 125 إنزالًا جويًا على غزة، في واحدة من أشجع العمليات الإغاثية التي عرفتها المنطقة، دون أن يُطالب بشكر أو مقابل، بل بدافع من المروءة والشرف القومي. كما تم تسيير 2857 شاحنة برية، وإرسال 102 طائرة ضمن الجسر الجوي، وإقامة مستشفيات وعيادات ومخابز ميدانية داخل القطاع، لتصل يد الأردن حيث لا تجرؤ أيادٍ أخرى.
واليوم، وأمام حملة تستهدف الجهد الإنساني الكبير للأردن الذي قاده الأردن ونفذه الجيش، نؤكد من "الرأي" أن المسّ بالأردن ومواقفه مسٌّ بالكرامة والشرف والعزة عند كل أردني.
سيقى الأردن فوق مستوى الشبهات... وأرفع من أن يكون مادة في أفواه من باعوا أقلامهم، وفاقدي الذمة والخلق.
اما جيشنا العربي المصطفوي لم يختبئ خلف الحدود، بل واجه الموت ليصل إلى أطفال غزة، وارسل المساعدات في سماء مشتعلة بالقذائف، وكان صوته الأعلى في زمن الصمت، وفعله أكبر من كل الادعاءات.
لسنا بحاجة إلى تبرير... فكل صورة، وكل عملية إنزال، وكل طفل في غزة تلقى علبة حليب من طائرة أردنية، هي الرد الحقيقي.
أما من يحاولون النيل من الأردن، فنقول: الأردن اقتسم لقمة العيش ودفع من دمه وماله وكرامته كي يبقى للإنسانية وجهها العربي النبيل.
