كتاب

الإخوان المسلمون لا يتعلمون

لا يفوت القارئ لتاريخ جماعة الإخوان المسلمين ان يكتشف بسهولة انها جماعة لا تتعلم من اخطائها، فتكررها على فداحتها، ولعل تكرار الجماعة لاخطائها عائد الى تربيتها، التي تزرع في ذهنية اعضائها انهم اهل الحق، وانهم جماعة المسلمين وليسوا مجرد جماعة من المسلمين.

واعتقاد الاخوان المسلمين انهم جماعة المسلمين يتنافى مع قاعدة اساسية من قواعد الإسلام وأبواب التشريع فيه وهي حرية الاجتهاد، ومن ثم حق الاختلاف في إطار الثوابت العقدية.

اعتقاد الإخوان انهم جماعة المسلمين جعلهم يربون قواعدهم على ان مواقفهم هي المسطرة التي تقاس بها مواقف الغير، فان وافقت مواقف الاخوان فهي سليمة، وان خالفتهم فهي الكفر. وهو اعتقاد يجعلهم يخاطبون الغير من موقف المتعالي، وبكثير من الغلظة، متناسين قول الله عز وجل لنبيه (ولو كنت فظا غليظ القلب لانفضوا من حولك)، وفي احسن الأحوال فان الاخوان المسلمين يتخذون موقف المعلم في خطابهم للغير. هذا النمط من التربية يبني حاجزا شعوريا بين الإخوان وغيرهم، لكنه ايضا يلغي عقل الأفراد من اعضاء الجماعة، لذلك ترك صف الاخوان كل من ا?مل عقله وفكر، حتى من قادتهم ورموزهم، وهذا النمط من التربية هو الذي جعل الاخوان المسلمين في حالة مواجهة دائمة مع المجتمعات التي عملوا فيها. دون ان يتعلموا من أخطائهم بهذا الاعتقاد، فيؤمنون بأنهم جماعة من كل وليسوا الكل.

من تجليات اعتقاد الإخوان المسلمين انهم يمثلون الكل او الاغلبية، وان موقفهم هو مسطرة القياس للصحيح والخطأ، ما نشهده تحت قبة البرلمان من تكرار القول بانهم كتلة الأكثرية، وهو قول لا يصمد امام الحقيقة والواقع، لان تشكيل لجان البرلمان اثبت انهم أقلية، وكذلك عمليات التصويت المتكررة على القوانين، بسبب تكتل سائر النواب ضدهم، وهذه ممارسة ديمقراطية كون الإخوان لبسوا الاغلبية البرلمانية هي حقيقة لا تخفيها سياسة (الصراخ) و(الزعيق) ولا سياسة الحرد ومغادرة قبة البرلمان في محاولة لاستدرار شعبية رخيصة، لا تنفع اذا جد الجد?وحان الحين.. (يتبع).