نفذت قوات الاحتلال الإسرائيلي عملية عسكرية ضمن حملتها الواسعة شمالي الضفة واقتحمت امس عدة مدن وبلدات في الضفة الغربية المحتلة، بالتزامن مع تصاعد اعتداءات المستوطنين على الفلسطينيين وممتلكاتهم، في سياق تصعيد عسكري متواصل تشهده الضفة الغربية منذ أشهر.
واستشهد وائل باسم غفري (48 عاما) جراء الاختناق بقنابل الغاز التي أطلقتها قوات الاحتلال في بلدة سنجل شمال رام الله، واصيب فتى (16 عاما) بالرصاص الحي في الفخذ خلال مواجهات بين شبان وقوات الاحتلال في حارة بحر ببلدة بيت أمر شمال الخليل، فيما اقتحمت قوات الاحتلال منزل الشهيد نور جرار في خلة الصوحة بمدينة جنين.
وفي طولكرم، قامت قوات الاحتلال بتجريف شوارع وإغلاق مداخل في المخيم، كما اقتحمت مخيم نور شمس شرقي المدينة، وداهمت منازل الفلسطينيين، وأجبرت ما لا يقل عن 10 عائلات في منطقة جبل النصر على إخلاء منازلها قسراً.
ووفق تقديرات فلسطينية، فإن نحو 4 آلاف عائلة نزحت من مخيمي طولكرم ونور شمس منذ بدء الحملة العسكرية قبل ثلاثة أشهر، والتي أسفرت حتى الآن عن استشهاد 13 فلسطينيا، بينهم طفل وامرأتان، إحداهما حامل في شهرها الثامن، إلى جانب إصابة العشرات واعتقال المئات.
وشهدت بلدة إذنا غرب الخليل جنوب الضفة الغربية اقتحاما من جهتيها الشمالية والجنوبية، تخلله إطلاق كثيف للرصاص الحي وقنابل الصوت والغاز السام، وسط استنفار أمني واسع ودوريات مكثفة.
وفي موازاة الاقتحامات العسكرية، صعد المستوطنون من اعتداءاتهم في مدن وقرى الضفة الغربية، إذ قاموا بحماية جيش الاحتلال بتجريف أراض زراعية في قرى أم صفا وسلواد وقريوت وفرخة وياسوف، بهدف توسيع المستوطنات وشق طرق جديدة.وفي منطقة الخلة، هاجم مستوطنون مركبة فلسطينية واعتدوا على ركابها، بينما اقتحم جنود الاحتلال منزلًا في بلدة ترمسعيا وحولوه إلى ثكنة عسكرية.
كما أقدم مستوطنون في خربة حمصة بمحافظة طوباس على سرقة صهريجي مياه، في انتهاك جديد لحقوق السكان المحليين.
هذا واعتقل جيش الاحتلال 20 فلسطينيا في الضفة الغربية المحتلة منذ مساء أمس الأحد، منهم صحفي وسيدة وأطفال وأسرى سابقون.
وأوضح بيان مشترك لـ"نادي الأسير الفلسطيني» و"هيئة شؤون الأسرى» التابعة لمنظمة التحرير الفلسطينية أن الاعتقالات تمت في غالبية محافظات الضفة الغربية».
وذكر البيان أن قوات الاحتلال «تواصل عدوانها على محافظتي جنين وطولكرم شمال الضفة، منذ 21 تشرين الثاني الماضي، ترافقها عمليات اعتقال وتحقيق ميداني مستمرة».
وأشار البيان إلى أن الاحتلال، ومنذ ذلك التاريخ «نفذ 600 اعتقال في جنين، و250 اعتقالا في طولكرم، ويشمل ذلك من اُعتقلوا وأفرج عنهم لاحقا».
وبالتوازي مع حملة الاعتقالات هدم الجيش الإسرائيلي امس، منزلين وعمارة سكنية في محافظتي رام الله والخليل وسط وجنوب الضفة الغربية المحتلة بزعم «البناء دون ترخيص».
وذكر شهود عيان، أن القوات الإسرائيلية اقتحمت بلدة نعلين غرب رام الله برفقة جرافات عسكرية وحاصرت منزلين قبل أن تهدمهما بدعوى «البناء دون ترخيص».وأوضح الشهود أن المنزلين للشقيقين نائل، ورائد رضا سرور، وأنهما مكونان من 3 طوابق ومشيدان منذ سنوات.
وفي بلدة بيت أمر شمال الخليل هدمت جرافات عسكرية إسرائيلية عمارة سكنية مكونة من 6 طوابق.
وقال رئيس هيئة مقاومة الجدار والاستيطان، مؤيد شعبان، إن «عمليات الهدم التي تتبعها دولة الاحتلال تهدف إلى محاصرة البناء والنمو الطبيعي الفلسطيني، بحجة عدم وجود تراخيص في محاولة منها لتهجير الفلسطينيين وعزلهم».
وأضاف في بيان له، أن «إجراءات الاحتلال المتصاعدة والهادفة إلى ضم الضفة الغربية وفرض السيادة عليها تعلن حرباً حقيقية متواصلة على شعبنا، تتمثل في إجراءات عدة أبرزها عمليات مكثفة للهدم وإغلاق القرى والمدن والاستيلاء على الأراضي وموجات اعتداءات المستوطنين في إطار سياسة ممنهجة لفرض البيئة القهرية الطاردة على المواطنين».
وفي القدس المحتلة اقتحم عشرات المستوطنين، المسجد الأقصى المبارك امس، بحماية قوات الاحتلال الإسرائيلي التي اعتقلت 20 فلسطينيا في الضفة الغربية المحتلة، وهدمت منزلين وعمارة سكنية هناك، كما أمرت بإبعاد وزير شؤون القدس بالسلطة الفلسطينية أشرف الأعور عن الضفة 6 أشهر.
وقالت الأوقاف الإسلامية في القدس أن «عشرات المستوطنين بقيادة المتطرف وعضو الكنيست السابق يهودا غليك اقتحموا المسجد الأقصى وأدوا طقوسا تلمودية، بينما قدم شروحات عن «الهيكل المزعوم» لعدد من المقتحمين.
وأوضحت الأوقاف الإسلامية ان الاقتحام الصباحي شارك فيه 92 مستوطناً و22 من عناصر المخابرات الإسرائيلية قاموا بجولة من باب المغاربة الى المنطقة الشرقية فباب الرحمة ومنها باتجاه قبة الصخرة المشرفة وانصرفوا من با السلسلة بعد ارتكاب مختلف الانتهاكات من أداء الصلوات والانبطاح ارضاً وغيرها.
ولفتت الأوقاف الى ان عدد السياح الأجانب واليهود الذين اقتحموا المسجد تحت مسمى السياحة لغير المسلمين 315سائحاً، بعضهم قام بالانضمام الى المجموعات الاستيطانية في الجولات واستمع لشرح المستوطنين وجماعات الهيكل المزعوم.
وأشارت الأوقاف الى الإجراءات المشددة التي فرضتها شرطة الاحتلال على أبواب المسجد خلال الاقتحامات حيث اخضعت المصلين على الأبواب للتفتيش والتدقيق في هوياتهم وحققت مع بعضهم، واعاقت دخول المرابطين والمرابطات.
وفي رام الله، نددت السلطة الفلسطينية بقرار إسرائيل «التعسفي» إبعاد وزير شؤون القدس، أشرف الأعور، من الضفة الغربية 6 أشهر، معتبرة ذلك «تصعيدا خطِرا ومحاولة لإحكام عزل القدس».
وقالت الحكومة الفلسطينية في بيانها، إنها «تنظر بخطورة بالغة إلى القرار التعسفي الصادر عن سلطات الاحتلال» وأشارت إلى أن القرار يعدّ تصعيدا خطِرا وانتهاكًا صارخًا للقانون الدولي والاتفاقيات الموقعة.
وتابعت «نرى في هذا القرار تصعيدا خطِرا ضد ممارسة مهامنا، ومحاولة لإحكام عزل القدس عن محيطها الوطني والمؤسساتي، ضمن سياسة ممنهجة تستهدف الوجود الفلسطيني الرسمي في المدينة، وفرض وقائع تخدم مخططات الضم والتهويد».
كما أكدت أن «هذه السياسات لن تثنيها عن مواصلة دورها في الدفاع عن القدس وأهلها، وأن المقدسيين جزء أصيل من الشعب الفلسطيني، والقدس عاصمة أبدية لدولة فلسطين».
وفي وقت سابق الاثنين، سلمت السلطات الإسرائيلية وزير شؤون القدس أمرا بالإبعاد عن الضفة الغربية المحتلة 6 أشهر.
وبحسب القرار الصادر عن الجيش الإسرائيلي، يأتي الإبعاد بدعوى «القيام في أنشطة تتبع السلطة الفلسطينية وتضر بسيادة إسرائيل في شرقي القدس كما تلحق الضرر بأمن الدولة».مع العلم أن مقر وزارة شؤون القدس في بلدة الرام شمال القدس الشرقية خارج جدار الفصل العنصري الذي يفصل الضفة عن القدس المحتلة، حيث تمنع إسرائيل السلطة الفلسطينية من ممارسة أي نشاط في المدينة.
