منذ أعوام يطل عيد الفصح المجيد في فلسطين والأردن حزينا وقد توشحت الكنائس بهالة من ترانيم العيد تستغيث من أجل السلام والراحة وإشاعة الفرح على الجميع ومن ضمنهم المسيحيون حول العالم للخلاص من عذاب الظلم والقتل والتشريد والإبادة.
خلال مشوار الصوم ومرورا بأحد الشعانين والجمعة العظيمة وجميع ما ترشده قدسية عيد الفصح المجيد يتضح بشدة ما تقرع به أجراس الكنائس في أردن المحبة ويصلي الجميع ليتمتع أهل الأردن مثلما فلسطين في القدس وبيت لحم ورام الله وغزة بمعنى العيد الحقيقي وصاحب الرسالة الخالدة السيد المسيح وأمه مريم عليهما السلام.
نحتفل معا وقد مضى عيد الفطر السعيد، ونتقاسم الشعور المشترك بل والأمنيات الطيبة بحياة مباركة وطاعة ورضا وعيش هني، وفي كل مرة نتبادل بها عبارات التحية والتهنئة مع بعضنا البعض، ننظر للمستقبل ونردد: عسى أن يكون موعد الصلاة قد حان في الأقصى وكذلك في كنيسة القيامة.
وفي كل مرة أهاتف فيها «جار الرضا': أبونا رفعت بدر، نتبادل فيها التحية والمودة التي تجمعنا في رحاب الأردن الخير ونتحدث عن مقالنا في الرأي التي تجمعنا أيضا للكتابة والبوح عن عشقنا للأردن والمعاني السامية للانتماء والولاء والاخلاص الوطني الصادق والمساهمة الإيجابية في مجمل ما نعمل من أجل المستقبل والأجيال القادمة.
معنى العيد يشمل قداسة العبادة ورمز الامتثال والفرح بالطاعة وكم كنا نتبادل البيض الملون خلال عيد الفصح المجيد وكنا أحيانا كثيرة نلعب معا لعبة المبارزة بالبيض لنكتشف أحدنا وقد لون بيضة خشبية طمعا بالفوز، كنا نقبض عليه بعد أن يجمع كمية لا بأس بها من البيض المسلوق الملون.
ذكريات منوعة وعديدة عن أعياد الفصح المجيد السابقة في ربى الأردن الغالي، وسوف تأتي أعياد قادمة معطرة بسماحة الإيمان المقدس لرسالة السماء في الأرض المباركة ومهد السيد المسيح.
لعيد الفصح المجيد في الأردن رمزية خاصة يتقاسم فيها أهل الأردن من خلالها معنى القداسة المباركة في عهد الوفاء والوئام والاحترام المتبادل؛ شيخ وراهب ووطن وأخوة جامعة؛ مسجد وكنيسة ودرب يجمع ولا يفرق ووحدة متينة وصلة قريبة من معنى الأردن التاريخي المقدس والمبارك.
نهنئ بالوفاء والوحدة في بلد الإخاء والبركة والطيب والنظر عبر نافذة الأيمان لمسرى الصعود للسماء ومهد الميلاد من خلال عمّان ومأدبا والفحيص وعجلون والسلط والحصن وكل موقع ينبض بدفق الحياة ويرتوي بنهر الأردن الخالد.
كنا نرقب العيد بعد الشعانين والجمعة العظيمة وما نزال لعل العيد يتكمل بفرح غامر وسعادة تامة حين يتحرر مهد المسيح وتتحرر النفس البشرية من قيد الاحتلال، لنردد: عيد فصح مجيد مجيد.
Fawazalhammouri1963@gmail.com