كتاب

أمن الأردن.. أمنٌ للجميع..

في عالم تمزقه الصراعات، وتتهدده موجات التطرف والإرهاب، يبرز الأردن كواحة استقرار ودرع أمان، ليس فقط لنفسه، بل لجيرانه، وللأمة العربية، وللعالم أجمع.لقد فهمت الدولة الأردنية، بقيادتها وأجهزتها ومجتمعها، منذ وقت مبكر أن المعركة مع الإرهاب ليست آنية، ولا عابرة، بل هي صراع طويل، يتطلب وعيًا، وإرادة، وإستراتيجية شاملة.

ولم تسلم المملكة من محاولات اختراقها أمنيًا، فقد حاولت بعض الجماعات الإرهابية إنشاء خلايا نائمة داخلها، وزرع الفتنة في مجتمعها المتماسك، وتجنيد شبابها بشعارات زائفة. لكن يقظة الأجهزة الأمنية، وخبرة مؤسساتها، ووعي شعبها، كانت كفيلة بإجهاض هذه المخططات قبل أن تتحول إلى كوارث.فكل خلية إرهابية تم كشفها كانت تحمل في طياتها مشروع دمار ليس للأردن فقط، بل للمنطقة بأسرها. فالذي يستهدف الأردن، يستهدف الاستقرار العربي، ويضرب الأمن الإقليمي في العمق.

ووقد واجه الأردن الإرهاب بكل أشكاله: من تفجيرات الفنادق في 2005، إلى محاولات التسلل عبر الحدود، إلى خلايا الداخل.

لم يفرق بين جنسية أو هوية أو غاية، فالإرهاب عنده واحد: فكر منحرف، وأجندة هدامة، وعدو للإنسانية. وفي كل مرة، كان الرد الأردني حازمًا، لكن متزنًا. لم يسمح بالانفلات الأمني، ولم يقبل بالانتقام الأعمى، بل حرص على سيادة القانون، وحقوق الإنسان، والمحاسبة العادلة.

ولا يولد الإرهاب في الميدان، بل في العقول. ولهذا، فهم الأردن مبكرًا ضرورة التصدي للفكر المتطرف، من خلال تعزيز خطاب الاعتدال، وتجديد الخطاب الديني، ومراجعة المناهج، وتشجيع الحوار، وفتح آفاق الشباب نحو الإبداع والتمكين.

المعركة الفكرية لا تقل أهمية عن الأمنية، وربما تتطلب وقتًا أطول، لكنها وحدها القادرة على بناء حصانة مجتمعية تمنع تسلل الظلام إلى الأذهان.

ومن الجنوب السوري إلى غرب العراق، ومن خاصرة فلسطين إلى عمق الخليج، ظلّ الأردن حائط الصد الأول أمام انتقال الفوضى.

ولأنه يعرف أن أمنه من أمن المنطقة، وأمن المنطقة من أمنه، لم يتقاعس عن دوره، رغم التحديات الاقتصادية، والضغوط السياسية.

فأمن الأردن ليس شأنًا داخليًا فقط، بل مصلحة إقليمية ودولية. فمن أراد محاربة الإرهاب فعليًا، عليه أن يدعم الأردن، ويقف إلى جانبه، لا بالشعارات، بل بالفعل.

ختامًا

أمن الأردن نعمة، لكنه أيضًا مسؤولية... مسؤولية نحملها جميعًا، كأردنيين أولًا، وكعرب، وكشركاء في الإنسانية. فحين يكون الأردن آمنًا، نكون جميعًا أقرب إلى الاستقرار. وحين يتعرض للخطر، فإن النيران لا تعرف الحدود.