كتاب

أقوياء بالحق

البداية هي بالتحية للملك وللمخلصين في دائرة المخابرات العامة، فرسان الحق، والتحية لكل من يحمل الشعار الهاشمي الشريف، مؤمنا بأن مدرسة الجندية في بلدنا هي عماد القيم وحارس الوطن أرضًا ومبدأ.هذه المرة كان الكشف كبير، والمؤامرة أكبر، ولكن العبقرية في هذا الوطن أصيلة، ومؤسساتنا أعمق، والوفاء في هذا البلد أصلب من أن يخدشه العابرون، وهذا أمر تثبته براعة متابعة المخطط الذي ظن مارقون بأنهم يستطيعون تنفيذه، حتى جاءت يد الحق لتنهاهم عن المساس بإنسان وتراب الأردن.لطالما ظنت فئة ضالة أن الظروف قد تساعدها، ولكن هيهات أن تكون أحلامهم الخبيثة، حتى لو أظهروا خلاف ما يبطنون، وقد رأينا شهاداتهم وحديثهم، وكيف بين ظهرانينا من يكيد لنا جميعا في هذا البلد الذي ما بخل ملوكه يوما، ولا تردد أبناؤه، بغوث كل ملهوف، ولم يشكُ يوما، بل بقي على صلابته الأولى.هو كشف كبير، ولكنه اختبار آخر يعيد التيار الظلامي إلى وكره، يعريه، ويكشف كم هزله، حتى وإن ظن الضالون فيه أنهم استطاعوا أن يفعلوا ما تغل صدورهم من حقد.والمخطط يكشف أننا نتعامل مع تيار «إخواني» في تركيبته، متشعب بامتداداته وما هو مشحون به من كراهية.. وأن كل سعة صدر البلد، وكل الويلات التي جرتها شعاراتهم وخيباتهم لم تنتج شيئا، سوى تكرار الظلامية والهدم بوجه العمران كان بشرياً أم اجتماعياً أم مادياً، تعددت ألوانهم، وأهواؤهم، وبقي هذا البلد على معدنه عصيا، وتتكسر عند أقدام المخلصين فيه كل الخطط والمآرب.لقد كان يوم أول أمس، يوم كشف هذا الغدر الكبير الذي تحمله هذه الفئة الضالة يوم حق آخر من أيام الأردن، وعلى ثقة أن عبقرية النشامى في المخابرات فاجأت من خطط ومول ونفذ، وأشاد بها كل منصف محب لهذا البلد، كان يوما حاسما حتى أعلام البلد رأينا وكأن نسيم الوطن يحتفي بها.فالأردن وطن وقيادة ودولة، هو وطن لا يختبره ظرف، ولا يخضع إلا لحسابات دستوره وقوانينه، ورعاية الإنسان فيه هي مبدأ، والتضحية هي قيمة كبيرة، وليس مكانا أو حيزا، أو ساحة «ميليشاوية» كما ظنتها أفاعي اعتادت على أن تقتات على الانكسارات، وأن تتاجر وتستثمر وتتوارى.. هنا يوجد بلد عزيز، رعته عيون محبيه، وقلوب الأوفياء به تنبض بين الأجساد والثرى، منذ كان وحتى الأزل.دام الأردن هاشمياً عزيزاً، كريماً بالأوفياء، وعزيزاً بملكه المفدى، وبسياج جيشه ومنتسبي الأجهزة كافة، المخلصين والأمناء، فنحن في الأردن أقوياء بالحق، بالأردن.