انطلاقًا من رؤية جلالة الملك عبدالله الثاني ابن الحسين في إحداث التغيير المنشود في الفكر التربوي، وتبني فكر تقدمي عصري منافس، وإيمانًا بأن الأنظمة التعليمية في أي بلد تسعى لتجديد ذاتها، وتمكين مواردها البشرية من كافة طرائق تنفيذ التعليم في ظل ثورة الانفجار المعرفي المتسارع، والتنافس العلمي المتصاعد. فقد اعتبر الكثيرون أن برنامج الدبلوم العالي في إعداد وتأهيل المعلمين قبل الخدمة - والذي ينفذ في أربع جامعات اردنية- الانطلاقةُ التربوية الحقيقية نحو إعداد الطاقات البشرية إعدادا مستنيرا. وهذا البرنامج التربوي النوعي يرتكز على مبادئ وأسس التعليم التفاعلي الجيد، الذي يهتم بتبني نهج تربوي حديث تختلف فيه أدوار المعلم والطالب، ويهتم ايضا بآليات وتكنيكات الوصول للمعرفة بدلا من تقديمها بقوالب جامدة.
ويركز هذا البرنامج أيضاً على مبادئ التشاركية مع كافة الجهات الداعمة، باعتبار أن التعليم هم وأولوية جمعيّة تهم كافة مؤسسات المجتمع المدني وسياقاتها الاجتماعية المختلفة، كذلك يركز البرنامج على الجانب الخبروي التطبيقي لمراحل زمنية ثلاثة، يُرسخ فيها كافة المفاهيم والمعارف التي تم تناولها في مساقات البرنامج المتعددة، وتنفذ داخل أسوار المدارس بتشاركية منظمة بين الطالب المعلم والمعلم الموجه، وبمتابعة حثيثة من قبل المرشد الأكاديمي.
ولعل التجربة الرائدة التي تخوضها الجامعة الأردنية ممثلة بكلية العلوم التربوية أنموذج يحاكى في هذا المضمار، فالمعلم سيدخل حقل التعليم متمكنًا معرفيا وبيداغوجيا؛ حيث تم إعداده مهاريا ومعرفيا وقيميا من خلال كوادر تعليمية مهارية، تم تدريبها وتثقيفها بشكل جيد للالتحاق بهذا البرنامج، كما يشرف عميد كلية العلوم التربوية الاستاذ الدكتور محمد صايل الزيود بشكل مباشر على تنفيذ كافة مراحل البرنامج، ويتابع كل صغيرة وكبيرة فيه بشكل شخصي، ومن خلال مساعده لشؤون البرنامج الدكتور الفاضل مؤيد الخوالدة.
كما يتمتع البرنامج بإدارة متمكنة رائعة، ممثلة بالدكتور عمر الخطاطبة وفريقه التنسيقي الرائع.
نتمنى السداد والتوفيق لكل من يحرص على استمرار وتقدم سفينتا التعليمية، وكل من يذلل أمامها العوائق، بحيث تجتاز الكوالب والصعاب للوصول إلى تحقيق الأهداف المنشودة.