كتاب

إلا الجيش والأجهزة الأمنية

عهدي وعهد كل الأردنيين الثقة التامة بالجيش العربي وأجهزتنا الأمنية، وشهادتنا بهما واجبة وحق علينا؛ فكل بيت فيه عسكري يحمي الأردن بالمهج والأرواح، وقد لا تذكر ونذكر ما تحبطه القوات المسلحة والأجهزة الأمنية من المحاولات التي تستهدف الأردن الغالي، ولكننا نطمئن ونخلد للراحة عندما نعود لبيوتنا بعد العمل والتعب والمهام وتبقى العيون الساهرة بالمرصاد لكل متربص وحاقد ومتآمر على أمن واستقرار الأردن.

إلا الجيش وأجهزتنا الأمنية والتي لا تحتاج سوى لدفاعنا عن الأردن والرد على جميع ما يخطط له ويضمر، وتحتاج لثقتنا التامة بقدرتها على معالجة المحاولات كافة بما عهد عنها من كفاءة وقدرة وضبط وتحكم وصبر، ولعل جميع شهادات التاريخ حول ما تعرض له الأردن من ظلم وحشد وضغينة وحقد تثبت رباطة جأش قيادة الجيش والأجهزة الأمنية وتنفيذها للمهام المنوطة بها بشجاعة وقوة وبعد نظر وتحكم.

واهم من يظن أن الثقة بالجيش والأجهزة الأمنية بحاجة لتعزيز؛ ففي كل مرة يشتد فيه الخطر ويكبر، نجد كوادر ومرتبات الجيش والأجهزة الأمنية على أهبة الاستعداد للتصدي والدفاع وافشال والقضاء على تلك المحاولات الفاشلة بالصوت والفعل والتخطيط واستغلال بعض ضعاف النفوس للنيل من وحدة واستقرار وزعزعة الأمن.

شرف الالتحاق بالجيش والأجهزة الأمنية لا يوازيه سوى الخدمة في سلك الدولة وقطاعها العام (وقد كان لنا ذلك) وجنبا إلى جنب مع القطاع الأهلي والذي لم ولن يسمح لأي مندس المزاودة على دورنا الوطني لحماية الأردن والذي هو حماية لفلسطين وسائر الدول العربية وضمان وحدة صفها في مواجهة الأطماع الصهيونية.

وواهم من يعتقد ان الهتاف والانفعال والكلمات والعبارات يمكن أن تصد العدوان وتمنع الشر؛ وعبر تاريخ الدولة الأردنية وما توثقه سجلات الدولة من وقائع وشهادات حية في الذاكرة، ما تزال الرواية الأردنية هي المشرفة في الثبات والدقة للدفاع عن فلسطين والأمة العربية، وظلت مواقف الأردن الثابتة هي الأدق والأصح.

ندافع عن الجيش وأجهزتنا الأمنية حبا وكرامة ومن منا ليس من جهازها وكوادرها أو متقاعد منها؟، وندافع عنها بحق صنيعها ودورها وأفرادها ومرتباتها ومن يصل الليل بالنهار ليحمي مرافق الدولة ومصالح الناس وجميع من يحتمي بحمى الأردن ويسكن على ترابه الطهور.

إلا الجيش وأجهزتنا الأمنية والتي نقف معها وبها للدفاع عن الحمى الأردني مهما كانت الهجمات والمحاولات شرسة وحقيرة ودنيئة، ونكرر ونعيد ونسال لمصلحة من من يقوم بالتطاول على الجيش والأجهزة الأمنية، ومن المستفيد من ذلك كله؟!

فلتخرس جميع الأصوات النكرة والذباب الإلكتروني؛ الجيش والأجهزة الأمنية لها بالمرصاد وقادرة على إسكاتها وقمعها، ولكن عقلية الدولة الأردنية تأبى الهبوط لمستوى الشوارع والعصابات، وتعمل بجهد واجتهاد ومثابرة لحمايتها من مثل تلك الأشكال الفاسدة والرخيصة و'الهاملة».

حفظ الله ورعى جيشنا العربي وأجهزتنا الأمنية من الحاقدين كافة، وحمى قائدنا الأعلى جلالة سيدنا الملك عبدالله الثاني وولي عهده الأمين سمو الأمير الحسين وأسرتنا الأردنية الواحدة والراية الهاشمية الخفاقة شرفا وعزة وشموخا في وجه التحديات الجسام.

لجيشنا العربي وأجهزتنا الأمنية التحية والتقدير والثقة والإجلال والمهابة والمودة والتعظيم.

fawazalhammouri@gmail.com