خدمة الدفع الالكتروني
محليات اقتصاد عربي ودولي رياضة فيديو كتاب مجتمع شباب وجامعات ثقافة وفنون ملاحق دراسات وتحقيقات أخبار مصورة صحة وجمال كاريكاتور إنفوجرافيك علوم وتكنولوجيا منوعات طفل وأسرة عين الرأي الرأي الثقافي
محليات اقتصاد عربي ودولي رياضة فيديو كتاب مجتمع شباب وجامعات ثقافة وفنون ملاحق دراسات وتحقيقات أخبار مصورة صحة وجمال كاريكاتور إنفوجرافيك علوم وتكنولوجيا منوعات طفل وأسرة عين الرأي الرأي الثقافي

الإخفاق في غزة: أحد ما هنا لا يريد أن ينتصر

طباعة
انسخ الرابط
تم النسخ
بقلم: ايال زيسر (المضمون: في كتب التاريخ ستذكر حرب الـ 15 شهرا الأخيرة كحرب فاشلة – بداية بسبب الشكل الذي نشبت فيه، لكن أيضا واساسا بسبب الشكل الذي تدار فيه منذئذ، وقبل كل شيء من قبل المستوى السياسي الذي وكأنه لا يريد ان يحسم وينتصر في الحرب ويأتي بنهايتها بل يفضل حربا بلا نهاية–المصدر).
منذ خمسة عشر شهرا والجيش الإسرائيلي يقاتل ضد حماس في قطاع غزة، لكنه لا يزال بعيدا عن هزيمة العدو. بل يخيل أن صورة النصر آخذة في الابتعاد كلما واصلنا المراوحة بلا غاية وبلا هدف.
ان المصاعب بل والاخفاقات في الأسابيع والاشهر الأولى من الحرب في غزة كان يمكن تبريرها بالضربة الرهيبة التي تلقيناها من حماس في 7 أكتوبر. الهجوم المفاجيء الذي لم نتوقعه ولم نستعد له، أدى الى فقدان الصواب وانهيار المنظومات في المستويين السياسي والعسكري وجعل اتخاذ القرارات صعبا في كل ما يتعلق باهداف الحرب وطريقة ادارتها.
بعد كل شيء كانت حماس لا تزال في ذروة قوتها، فيما أن إسرائيل وجدت نفسها تقاتل في سبع جبهات وتتعرض لجملة ضغوط في الساحة الدولية. في أوساط الكثيرين وعلى رأسهم رئيس الوزراء نتنياهو عشعش التخوف من الا يتمكن الجيش الإسرائيلي في الإيفاء بالمهمة وان يجبي القتال في غزة حجما من المصابين لا يمكن للجمهور أن يحتملها.
وعليه فقد علقنا في حرب متواصلة لاشهر طويلة دون غايات واهداف واضحة، دون خطة حملة كبيرة تفصل ما ينبغي عمله منذ البداية وحتى النهاية. بدلا من هذا شهدنا جملة عبثية من الحملات التي لم يكن لها في الغالب تواصل ولم يكن اتصال بينها، ولم تؤدي الى تحقيق الحسم في الحرب–بداية قتال في مدينة غزة، بعد ذلك في خانيونس، وبعد ذلك في رفح، وعودة الى بدء.
لكن يخيل أن كل شيء يبدأ وينتهي في أن أهداف الحرب حددت منذ البداية بشكل عمومي وغامض دون التفصيل كيف سيحققها الجيش الإسرائيلي في الميدان. تصفية القدرات العسكرية لحماس هي شعار فارغ وليس خطة عمل عسكرية مرتبة تتضمن أهدافا ملموسة للتحقيق. هل كان الجيش الإسرائيلي مطالبا بان يصفي كل مقاتلي حماس؟ نحن نبلغ اليوم بان حماس تجند بلا صعوبة فتيانا وشبانا بدلا من المقاتلين الذين قتلناهم. ولعل الحديث يدور عن تصفية القدرة الصاروخية لحماس؟ لكن ها هي مرة أخرى تعود لتطلق في كل يوم تقريبا الصواريخ نحو بلدات الغلاف. «التنقيط» يعود وبكل قوة. وردنا هو بيانات للاعلام عن اخلاء غزيين من مناطق إطلاق الصواريخ كي يعود هؤلاء الى هذه المجالات بعد يوم او يومين. وهكذا فاننا محكومون بحرب طويلة يحتل فيها الجيش الإسرائيلي ارضا وبعد ذلك يخليها كي يحتلها مرة أخرى من جديد. حرب، أحيانا قوية وفي الغالب على نار هادئة. وبين هذا وذاك توقفات نار وعود على بدء.
كان يمكن أن نتوقع وحتى أن نأمل ان تصحو إسرائيل وتتعلم من إخفاقات الماضي وتتبنى نهجا مختلفا، واساسا هدفا محدثا موضوعه احتلال القطاع او على الأقل مناطق واسعة منه او كبديل – الدفع قدما بتسوية سياسية تضمن ابعاد حماس عن القطاع بل وحتى صفقة لتحرير مفقودينا جميعهم. لكن كل هذا لا يحصل، ونحن نواصل التحرك في طريق بلا مخرج لا يقربنا من هدفنا.
في كتب التاريخ ستذكر حرب الـ 15 شهرا الأخيرة كحرب فاشلة – بداية بسبب الشكل الذي نشبت فيه، لكن أيضا واساسا بسبب الشكل الذي تدار فيه منذئذ، وقبل كل شيء من قبل المستوى السياسي الذي وكأنه لا يريد ان يحسم وينتصر في الحرب ويأتي بنهايتها بل يفضل حربا بلا نهاية.
لهذا لا يوجد اليوم أي سبب. قيادة الجيش تبدلت ولا يمكن اتهامها بانعدام الروح القتالية. ادارة ترامب تمنحنا يدا حرة للعمل بقدر ما نجد من الصواب،لكن إسرائيل لا تزال عالقة في مكانها تمتنع عن اتخاذ القرارات وتفتقر لرؤيا وخطة عمل.
وفي نهاية الامر، عندما سيرى الامريكيون باننا غير قادرين على أن نحسم وننتصر بل ونخاف من ان نقرر، فانهم سيقررون بدلا عنا وفقا لخريطة مصالحهم، وعندها لن نتمكن من ان نتهم الا أنفسنا.
كفى لجر الارجل ولمراوحة لا نهاية لها في رمال غزة، كفى للتردد والخوف من اتخاذ القرارات – حان الوقت لاستبدال القرص والخروج من الدائرة السحرية التي نوجد فيها منذ 15 شهرا طويلة. هكذا ننتصر وهكذا أيضا نعيد مفقودينا الذين في ايدي حماس.
(إسرائيل اليوم)


محليات اقتصاد عربي ودولي رياضة فيديو كتاب مجتمع شباب وجامعات ثقافة وفنون ملاحق
جميع الحقوق محفوظة المؤسسة الصحفية الاردنية
Powered by NewsPress
PDF