رئيس مجال الحصانة القومية لمعهد السياسة والاستراتيجية في جامعة رايخمن
(المضمون: محكمة العدل العليا ملزمة بان تدخل في غياهب القضية وتتخذ القرار. كما أن المستشارة القانونية للحكومة مطالبة بان تتجند لقرار حتمي بموجبه نتنياهو لم يعد أهلا لان يتولى منصب رئيس الوزراء أو أن يكون منتخب جمهور وانه يجب تنحيته فورا حتى قبل بدء إجراءات جنائية وتحقيقات في شكل سلوكه في المجالات المختلفة - المصدر).
إن نشر القسم العلني في تصريح رئيس الشباك رونين بار ينبغي أن يصدم ويقلق كل مواطن إسرائيلي، وأولا وقبل كل شيء حراس العتبة القانونيين والقضائيين في الدولة.
رغم محاولات آلة السم التشهير والطعن برونين بار والمس بمصداقيته، من المهم التشديد على ان الحديث يدور عن مقاتل، قائد ورجل من أكثر الرجال رقيا ممن نموا في الجهاز. استقامته المهنية والشخصية لم تكن ابدا موضع شك، مثلما هي شجاعته وتفانيه، وتفاني كل عاملي الشباك للمصلحة الأمنية في الدفاع عن إسرائيل ضد اعدائها.
هذا التصريح يكشف بالشكل الأكثر وضوحا ومباشرة مدى الجنون السلطوي لنتنياهو والعبث الذي في توقعه من رئيس جهاز امن رسمي أن ينفذ امانيه الشخصية والسياسية. لقد حاول نتنياهو جر الشباك للدفاع عنه سياسيا والقتال ضد معارضي النظام، حاول أن يفرض على رئيس الشباك اعطاءه اعفاء من مداولات المحكمة في قضاياه الجنائية. حاول أن يشكك برئيس الشباك فقط لان الأخير طالب وعن حق بتشكيل لجنة تحقيق رسمية كانت في كل دولة سليمة النظام لتكون قد قامت منذ الان وأنهت عملها.
لقد توقع نتنياهو من الشباك ان يخفي تحقيق تسريب الوثائق من مكتب رئيس الوزراء وتحقيق قطر غيت التي تربط ظاهرا رجال مكتبه باعمال دولة داعمة للمقاومة. لقد توقع نتنياهو بضغط من بن غفير وسموتريتش ان ينفذ الشباك انفاذا انتقائيا للقانون في المناطق. أي أن يعتقل ويحقق فقط مع نشطاء فلسطينيين ويمتنع تماما عن معالجة نشطاء إرهاب يهود. كما حاول أن يطلب من رئيس الشباك أن يقف الى جانبه في حالة ازمة دستورية بدلا من ان يقف الى جانب القانون، الى جانب الدولة والى جانب مواطنيها، وكل هذا فعله حين اخرج رجاله من الغرفة وبقي وحيدا مع رئيس الشباك.
ان السلوك الحقير وغير الرسمي لرئيس الوزراء وكل من لف لفه من المنبطحين والمتزلفين، مضاف اليه نتائج عمل آلة السم الناجعة التي شغلوها ويواصلون تشغيلها الان أيضا، لا تقلق فقط ولا تطرح أسئلة عديدة على أهلية الزعامة الحالية في أن تواصل إدارة شؤون الدولة وحسم بل وتوضح أيضا الخطر الهائل الذي في استمرار ولاية الحكومة الحالية على الديمقراطية الإسرائيلية.
رونين بار لا يقاتل حربه الشخصية اليوم. هو يعرف انه بالتوازي مع كل إخفاقات الحكومة الحالية بالتوازي مع السلوك الفضائحي وعدم أخذ المسؤولية ممن يقف على رأسها عن الإخفاق، تواصل الحكومة التصرف باهمال صادم في ظل مسها بامن الدولة، باقتصادها، برفاهية مواطنيها، بفصل السلطات التي فيها، في المحاكم، في الاستشارة القانونية، بالجيش وقادته، بالشباك ومدرائه، وبالجمهور الاسرائيلي بعامة. والى كل هذا اضيف تحقيق قطر غيت التي تربط ظاهرا بين مكتب نتنياهو وقطر وتنم عنها رائحة خيانة.
محكمة العدل العليا ملزمة بان تدخل في غياهب القضية وتتخذ القرار. كما أن المستشارة القانونية للحكومة مطالبة بان تتجند لقرار حتمي بموجبه نتنياهو لم يعد أهلا لان يتولى منصب رئيس الوزراء أو أن يكون منتخب جمهور وانه يجب تنحيته فورا حتى قبل بدء إجراءات جنائية وتحقيقات في شكل سلوكه في المجالات المختلفة.
(إسرائيل اليوم)