كتاب

رسالة «الدينار الأردني»

في كل مرة نمرّ فيها بتحديات وظروف صعبة ودقيقة إقليمياً وعالمياً، يثبت الدينار الأردني مدى قوته ومتانته ومنعته وقدرته على المحافظة على قيمته الشرائية وأسعار صرفه أمام بقية العملات، متصدرًا بتلك القوة المرتبة الرابعة عالميا كأقوى العملات في العالم، فما هي رسالة الدينار هذه المرة؟

تساؤلات واستفسارات اثيرت حول مدى تأثر «الدينار الأردني» بالإجراءات والرسوم الجمركية التي اتخذتها الولايات المتحدة مؤخراً، وهنا الدينار بثباته المعهود يجيب عن تلك الاستفسارات بالأرقام والبيانات وبشهادة وكالات التصنيف العالمية، وعبر رسالة مفادها أن الدينار ومنذ عشرات السنين لم يتغير أو يضعف أمام أي تحدٍ واجهه اقتصادنا.

الدينار ثابت لا يتغير بل يزداد صلابة، مدعوما بحجم «الاحتياطي الأجنبي» التاريخي الذي تجاوز 22 مليار دولار، وكذلك بكميات كبيرة من احتياطي الذهب، ومسنوداً بنمو «الاقتصاد الوطني» الذي سجل في العام الماضي نمواً بنسبة 2.5% وتجاوز 2.7% خلال الربع الرابع من ذات العام، متخطياً التوقعات والتقديرات للنمو التي حددت سابقاً.

عملتنا الوطنية تعد اليوم وعاءً استثمارياً آمناً وجاذباً، بدليل انخفاض الدولرة لأول مرة لنحو 19%، وارتفاع ودائع البنوك، وتحسن الصادرات، وانتعاش قطاع السياحة، وتواصل تدفق الاستثمارات الأجنبية، إلى جانب انخفاض معدلات البطالة وازدهار القطاعات العقارية والإنتاجية في المملكة بنسب تدعو إلى التفاؤل.

رسالة الدينار للأردنيين تكمن بتأكيد المحافظة على الاستقرار «السياسي والأمني والاقتصادي» وعدم الالتفات للإشاعات ومحاولات الفتن واثارة القلاقل وتجنبها، والعمل بكل جد على تنفيذ أولويات رؤى التحديث الاقتصادي والإداري دون إبطاء أو انشغال عنها، والأهم أن يتصدوا لمن يتربص بالوطن شراً في الداخل أو الخارج، وان يثقوا بمؤسساتهم وأن يعملوا على تشجيع السياحة والاستثمار وزيادة الإنتاج.

خلاصة القول، الدينار ليس مجرد عملة بل هو انعكاس لقوة نظامنا المصرفي الراسخ الذي تقوده سياسات حكيمة للبنك المركزي الذي أثبت كفاءته كنموذج عالمي في الإدارة النقدية، فليكن الدينار رمزاً لثقتنا بأنفسنا واقتصادنا وعنواناً لمستقبل مزدهر يبنى بارادة وطنية قوية، لنتمكن من الحفاظ على اقتصادنا مزدهراً وقوياً ومنيعاً وراسخاً رسوخ الجبال امام العواصف والتحديات التي قد يواجهها.