كتاب

فلسطين في وجدان الملك

لا يترك جلالة الملك عبدالله الثاني فرصة أو مناسبة -أينما كان وحيثما حل- إلا ويعيد التأكيد على الثوابت الاردنية الراسخة حيال قضيتنا المركزية «فلسطين» من جهة احقيتها وعدالتها ما يتطلب ضرورة تحرك كافة أطراف المجتمع الدولي لتحمل المسؤوليات القانونية والاخلاقية والانسانية تجاه هذه المظلمة التاريخية.

جلالته وعبر دبلوماسية القمة التي ينتهجها يكثف من حراكه وجولاته المكوكية لمختلف عواصم صنع القرار الدولي ويحمل في فكره ووجدانه رواية الحق الفلسطيني في ظل ما يتعرض له الاشقاء من حرب شعواء -أنتجت مأساة لا يمكن وصفها أو تخيلها- منذ ما يربو على عام ونصف العام ما ادخل المنطقة في دوامة من العنف الذي يهدد السلام الاقليمي.

ما يميز خطاب جلالة الملك عبدالله الثاني في كافة المحافل صدقيته وموضوعيته وإقناعه وتأثيره في كافة الاطراف نظير الثقة الكبيرة التي يتمتع بها جلالته لدى الجميع، وكون الاردن يمثل انموذج السلام والوسطية على مستوى العالم وهذا محل تقدير واحترام بالغين لدى جميع الاوساط.

الملك عبدالله الثاني وخلال جولته الأوروبية لألمانيا وبلغاريا مؤخرا، ركز وسلط الضوء على الرؤية الاردنية الواقعية والموضوعية وشخّص الواقع المؤلم عبر التأكيد على ضرورة وقف اعمال العنف والتطرف وجرائم الحرب وصولا لوقف دائم لاطلاق النار وتعزيز الاستجابة الانسانية، وبالتوازي التأسيس لأفق سياسي يقوم على اطلاق عملية سلام دائم وشامل تعيد الحقوق للاشقاء الفلسطينيين.

جلالته يجسد كاريزما القائد الفذ المستشرف للمستقبل بما يمتلكه من رؤى ثاقبة ووازنة تحوي حلولاً منطقية لتجاوز الازمة الحالية لذا يلقى حديثه اذاناً صاغية من الجميع ويمتلك حجة الاقناع وقوة الخطاب، ما احدث اختراقات كبيرة انتجت تغييرا ملحوظا في مواقف عديد الدول وشعوبها نحو دعم الحق الفلسطيني الظاهر والبين للجميع.

سيدنا يستثمر علاقاته ومكانته وحضوره الوازن لدى دوائر وعواصم القرار الدولي نصرة للحق الفلسطيني والتأكيد ان لا بديل عن السلام وان المنطقة لن تنعم بالامن والاستقرار دون سلام يرضي جميع الاطراف ويعيد الحقوق المغتصبة للاشقاء الفلسطينيين وسبيل ذلك اقامة دولتهم المستقلة ذات السيادة على التراب الوطني الفلسطيني.

المتتبع لنشاط وحراك جلالته السياسي والدبلوماسي على كافة المستويات والصعد يلتقط حجم الجهد الكبير الذي اتسم بالتنوع المفضي لتحقيق الغايات المرجوة متسلحا بالعزيمة والقوة والاستمرارية حتى تصل الرواية الحقيقية والواقعية لكافة الاطراف وبالتالي احداث التأثير الايجابي دفاعا عن فلسطين وقضيتها.

إجمالاً؛ الأردن بقيادة جلالة الملك يستثمر كافة الظروف زمانا ومكانا وفكرة لإعادة القضية الفلسطينية الى الواجهة رغم كل العراقيل والمثبطات، ويتميز حراك جلالته الدبلوماسي بالشمولية على كافة المستويات عربيا واقليميا ودوليا لمأسسة وبلورة موقف دولي جامع داعم للاشقاء وعدالة قضيتهم، مستنداً على خطاب حكيم ووازن ومؤثر..