في رحاب آية قرآنية
((وَسِيقَ الَّذِينَ اتَّقَوْا رَبَّهُمْ إِلَى الْجَنَّةِ زُمَرًا حَتَّى إِذَا جَاءُوهَا وَفُتِحَتْ أَبْوَابُهَا وَقَالَ لَهُمْ خَزَنَتُهَا سَلَامٌ عَلَيْكُمْ طِبْتُمْ فَادْخُلُوهَا خَالِدِينَ)). سورة الزمر: 73.
خاتمة الأعمال الصالحات: (القَبول عند الله تعالى)، ولقد تواردت البشارات في القرآن الكريم، ما بين بشارات النصر والتمكين وثبات المؤمنين على إيمانهم الصادق مهما واجهوا من اللأواء والتحديات، ووما بين البشارات بحفظ الإنسان بولده بعدما يغادر الدنيا، وبمضاعفة الحسنات وتيسير الحساب، ومقابلة ربّ عفوٍّ كريمٍ،
وتأتي البشارات بدخول الجنات ورؤية ربّ العباد أعظم المنى وأجمل ما يمكن أن يستقرّ في القلوب وينتظره المؤمنون، ففي الآية الكريمة هنا نجد أنّ وفود المؤمنين المتقين يساقون إلى الجنة زمرا، أي: بحسب مراتبهم في الدنيا، مما عملوه في التقوى، فقد يكون العبد فقيرا من المتقين وقد يكون غنيا ومن المتقين، فلأجل ذلك كانت صفة المتقين أقرب ما يكون للفرحة العامة.. فتأمل!!.
وجاء في تفسير الطبريّ ما يوضّح معالم هذه الآية: (يقول تعالى: وحُشر الذين اتقوا ربهم بأداء فرائضه، واجتناب معاصيه في الدنيا، وأخلصوا له فيها الألوهة، وأفردوا له العبادة، فلم يشركوا في عبادتهم إياه شيئا (إِلَى الْجَنَّةِ زُمَرًا) يعني جماعات، فكان سَوْقُ هؤلاء إلى منازلهم من الجنة وفدا على ما قد بيَّنا قبل في سورة مريم على نجائب من نجائب الجنة، وسوق الآخرين إلى النار دعًّا). ا.هـ. فشتان بين السّوقَيْن.
وهناك لفتة كريمة ذكرها الأصفهاني: (فَأَدْخَلَ الْوَاوَ لِبَيَانِ أَنَّهَا كَانَتْ مُفَتَّحَةً قَبْلَ مَجِيئِهِمْ وَحَذْفُهَا فِي الْآيَةِ الأولى أَنَّهَا كَانَتْ مُغْلَقَةً قَبْلَ مَجِيئِهِمْ، فَإِذَا لَمْ تُجْعَلِ الْوَاوُ زَائِدَةً في قوله: وَفُتِحَتْ أَبْوابُها). ا.هـ. إذن.. ما بقي إلا أنْ نؤمر فندخل الجنّة، نسأل الله أن نكون من أهلها، فهي قريبة كما في الحديث الشريف: (أقربُ إلى أحدكم من شراكِ نعله).
إشراقات من السيرة النبوية
في العيد.. إظهار السرور لبناء جيل يصنع السرور
منذ اليوم الأول من الهجرة النبويّة، وبعد البدء ببناء المسجد الجامع، بدأ إظهار الشعائر للدين الإسلاميّ، فهذه الشعائر تصحح المشاعر الإيمانية في الإنسان الذي ينتمي لهذا الدين العظيم.
فبعد الهجرة بدأت أركان الإسلام الأربعة تظهر شمسًا في الدنيا، فهذه الصلاة ما بين الجمعة والجماعة، والصيام والزكاة في العام الثاني من الهجرة، وتأخر الحجّ إلى ما بعد فتح مكة.
ومن شعائر الإسلام: العيدين (الفطر السعيد والأضحى المبارك)، فهناك التكبير والصلاة قبل الخطبة وخطبة العيدين، وتوزيع صدقة الفطر قبل صلاة العيد، والذبح للقربات من الأنعام شكرا لله على تمام العام في الحجّ وعيد الأضحى، يبيّن بعضَ ذلك ما رواه أنسٍ رضي الله عنه، قال: قَدِم النبيُّ صلى الله عليه وسلم، المدينةَ ولهم يومان يلعبون فيهما، فقال: قد أبدلكم الله تعالى بهما خيراً منهما: يومَ الفطر والأضحى ). رواه أبو داود.
وإنّ إظهار السرور بالدعاء: تقبل الله منا ومنكم الطاعات، أو: كلّ عام وأنتم بخير، ونحوهما، يدخل في إدخال السرور على المجتمع المسلم، أمّا إدخال السرور على الأولاد الصغار في المجتمع: (الإناث والذكور) فهو على الكبار (الرجال والنساء) من أوجب الواجبات في العيدين، أمّا إدخال السرور على الأبناء فهو الواجب المحتّم على الأبوين.. فتنبّه!!.
إظهار السرور في العيدين، ظاهر من سيرة النبيّ صلى الله عليه وسلم، فمهما كانت الظروف أو الأحوال للفرد أو الأسرة أو المجتمع، فإنّ الصغار الذين لا يُدركون خطورة تقلبات الحياة، هم بحاجة لتنمية قدراتهم ليتابعوا الحفاظ على الأوطان والأمة، فاليوم نصنع لهم السرور الذي هو حقّ من حقوقهم، ليكونوا غدا معاونين لنا حينما يُضعف قوانا طولُ العمر، وكلّ ذلك واضح جليّ في السيرة النبوية وإظهار شعائر الإسلام، بإظهار السرور في العيدين.
نافذة على التاريخ الإسلامي
تاريخ الدول العربية المعاصر.. الاستقلال ومعارك المواجهة »الكرامة« أنموذجاً (2/2)
بدأت الدول العربية بنيل استقلالها من الدول الغربية، وخصوصا بعد الحرب العالمية الثانية التي حصدت من طرفي النزاع عشرات الملايين من الأرواح، وحققت تقدما مذهلا في صناعة السلاح الذي يهدد بإبادة العالم.
وفي جزء من العالم يعدّ أهم نقاط الالتقاء الجغرافية، نجد الوطن العربيّ يسير نحو تحقيق الاستقلال، ومن تلك البلدان: الأردنّ، الذي نال استقلاله، في فترة زمنية تتقلّب فيها الأحداث بسرعة.
فقبيل الاستقلال انضمّ الأردنّ عام: 1945م. إلى جامعة الدول العربية كعضو مؤسس فيها، مما يعني: أنّ الملك المؤسس كان يعمل ليل نهار، وأنّه لم يتوقف عن دفع عجلة الوطن إلى الأمام، فخطوة مثل هذه تحسب له رحمة الله عليه.
وما أن استقلّ الأردنّ حتى دخل اليهود مباغتة وتحت عباءة الانتداب، فدخل فلسطين، ومع الأيام أصبحت الحماية الأردنية لفلسطين من قِبل الجيش الأردنيّ، ومن تقدير الله سبحانه، ولعدم وجود التكافؤ العسكريّ وبعد مواجهات عام: 1967م. احتلّ اليهود باقي فلسطين، مع ما قدّمه الجيش العربيّ من بسالة لا ينساها التاريخ، فسقط منهم من سقط شهيدا، وتمّ نزوح الكثيرين من الشعب الفلسطينيّ فرارا بدمائهم إلى الأردنّ.
وفي عام: 1968م. زحف الجيش الإسرائيلي طامعا بدخول الأردنّ إلا أنه قابل جنودًا بواسل، وعلى الحدود وفي منطقة الكرامة، اصطكّ الحديد بالحديد، ولم يبالي الأشاوس من الجيش الأردنيّ ومن كان في دعمهم من الشعب الأردنيّ، فحتى أمهاتنا كنّ على الجبهة يساعدن بتقديم الماء والدواء.
في الكرامة انتصرت الإرادة والعزيمة بإذن الله تعالى، فقد كان الملك الراحل الحسين بن طلال مع إخوانه الجنود البواسل في أرض المعركة، مما جعل الواحد من الجنود أسدًا هزبرًا ضرغاما في وجه التحدي الصهيونيّ السافر، الذي تلقن درسًا لن ينساه أبدًا، ورجع الجيش الإسرائيلي يومها يجرّ ذيول الخيبة.
لم تكن معركة الكرامة مجرّد محاولة عسكرية من الطرفين، بل كانت جازمة في الاعتداء من طرف القادة الإسرائيليين والتصميم على التوسع في الاستيطان، وأيضا وفي المقابل كانت معركة الكرامة تصميما منقطع النظير من قبل الجيش الذي استشعر نفسه أنه يدافع عن أمة وليس عن وطن فحسب، فجاءه التأييد من عند الله تعالى، ولنن ننسى الأبطال الذين وضعوا دباباتهم بل وصدورهم في مواجهة محتدمة، حتى أصبحوا جبالا لا ترتقيها المجنزرات، وجبالا لا تنساها الأجيال.
إنه التاريخ..
لا بدّ من قراءته بإنصاف، وأن نقرأ ثناياه وأعماقه، ولا ننتظر إملاءات قد تؤدي بنا إلى فهم خاطئ، وفي التاريخ العربيّ المعاصر الكثير من الأبطال على امتداد رقعة وطننا العربيّ الكبير، يستحقون الذكر والثناء، حققوا الكرامة والنصر لأوطانهم وارتقوا شهداء، والله يكتب أجرهم ويرقيهم في جنات النعيم.
وما من شكّ أن كلّ قطرة دم انسكبت لتحقق الاستقلال لأوطانها، هي في عليين، وننعم من بعدهم نحن في استقلالنا، ونذكرهم بخير، تماما كما نذكر شهداء الكرامة من كلّ عام، فندعو لهم ونجدد أمجادهم، ونتذكر الذي قضوا من أجله، مع أننا لن ننساه.. الوطن!!.
قضايا مجتمعية
الرحمة.. منهج إصلاحي فريد
منذر أبو هواش القيسيّ
إعلاميّ، كاتب وباحث.
بعث اللهُ تعالى، نبيَّه الكريم صلى الله عليه وسلم رحمة للعالمين، فكان رؤوفا بالمؤمنين، رفيقًا بالعصاة والمخالفين، يدعو إلى منهج قويم وصراط مستقيم، ومن يخالف الطريق يردّه ويرشده إلى جادّة الطريق، بأسلوب يفتح أبواب الأمل والرجاء، ويُبعدُ عنهم اليأس والقنوط، مما يعزز القيم الإنسانية في الإنسان، ويصقل فيه حبَّ الحياة، وديمومة العمل، ونشر الفأل والأمل.
ومصداقا لقوله تعالى: {وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ} «الأنبياء: 107». كان النبيّ صلى الله عليه وسلم يعالج أخطاء المخطئين بالحكمة، ويوجه أصحابه بالعلم والحِلم، فعندما أُتي برجُل شرِب الخمرَ، أمر بأن يُقام عليه الحدّ، ولكنّه في ذات الوقت منع أن يتجاوز عليه أحدٌ بتغليظ الكلام ونحوه، فقال: "لا تعينوا عليه الشيطان، ولكن قولوا: اللهم اغفر له، اللهم ارحمه". رواه أبو داود.
والشابّ الذي أراد أن يرخّص له بالزنا، عاجه بأسلوب منطقي مؤثر، سائلاً إياه إن كان يرضى فعله في محارمه، فكما أنه لا يرضاه لهنّ فلا ينبغي أن يطلبه لنفسه، فاقتنع الشابّ، ودعا له النبي بالطهارة والعفة.
وكان صلى الله عليه وسلم يرفق بالجاهل، فعندما تكلم أحد الصحابة في الصلاة عن غير قصد، لم يعنفه، بل علّمه بلطف، قائلاً: "إن هذه الصلاة لا يصلح فيها شيء من كلام الناس". رواه مسلم. وكان يحثّ على الستر، قائلاً: "من ستر مسلمًا ستره الله يوم القيامة". رواه البخاري.
فلم يكن صلى الله عليه وسلم يفضح العصاة ولا الذين يقومون بأعمال سترهم الله عليها، ولم تكن معاصيهم في حقّ أحد من الناس، فقد كان يعالج تلك الأخطاء بحكمة ورحمة، مما جعل منهجه النبويّ المسدد بالوحي، مثالًا يُحتذى في إصلاح المجتمع بأسلوب فريد راقٍ ومؤثر، حتى يمكننا القول وبكلّ ثقة: المدرسة النبوية أعظم من أن نحيط بمنهجها كاملا، فستبقى نهرا يفيض علما ونورًا ورحمة وإصلاحا وصلاحا.
لطائف من مشكاة النبوة
(السَّاعي عَلَى الأَرْمَلَةِ وَالمِسْكِينِ)
(عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «السَّاعِي عَلَى الأَرْمَلَةِ وَالمِسْكِينِ، كَالْمُجَاهِدِ فِي سَبِيلِ اللَّهِ، أَوِ القَائِمِ اللَّيْلَ الصَّائِمِ النَّهَارَ»). متفق عليه.
تأتي الألفاظ في القرآن الكريم والسّنّة النبوية، معنيّة في أدقّ تفصيلاتها، وهو ما يشكّل الإعجاز في القرآن الكريم، وجوامع الكلم في السنَّة النبويّة المطهّرة.
ففي الحديث الشريف حضٌّ على الرعاية للضعيفيْن: الأرملة وما قد يكون لديها من أولاد من زوجها المتوفّى، فيقعون في اليُتْم، واليُتْم مظِنّة الضعف مع وجود المال والرعاية فكيف إذا فقدَهما اليتيم، وكذلك هو المسكين الذي تقطّعت به السبل وأقعدته في الفقر، وفي العموم فإنّ دعمَ الضعيف في المجتمع يلزمٌ القويَّ لأسباب متعددة، أهمّها: نَيْل الأجر والمثوبة عند الله تعالى.
وفي هذا الحديث الشريف، جاءت كلمة: (الساعي)، مما يعني: المسارعة لتلبية حاجيّات الأرملة والمسكين، لأننا لا نعلم ما يمكن أن تفعله ساعة القهر في أحدهما، والمسارعة تؤدي إلى رأب الصدع في ثُلمة داخل المجتمع إذا تأخرنا عنها أو تخلينا عنها، فإنها ستتسع أكبر مما نتوقع، فقد تؤدي بأحد الضعيفين إلى فقدان الأمل بحياة أمثل.
كما أنّ السعي في معناه اللائق يوحي بالمشي السريع في طريق الخير، حيث ننعشُ الفقير والأرملة والمسكين ومن حلّت فيه مصيبة، ونشعره بالخير العميم في هذه الأمة، وأنّه مع ضعفه لم يتخلّ عنه المجتمع، حتى إذا قويَ ذلك الضعيفُ، وخرج من مأزقه عاد إلى المجتمع ليكون عنصرَ خير وبركة ونفع وعطاء.
ابتهالات ودعاء
اللَّهُمَّ إنا نسألك يا ربّنا يا إلهنا نعم المولى ونعم النصير، أن تلطف بنا وأن تيسر أمورَنا، وأن ترفع البلاء عن المستضعفين في كلّ مكان، وأن تنجّي المؤمنين من قهر المعتدين، وأن ترفع البلاء عن أهلنا في غزة وفلسطين، وأن تنزع فتيل الفتن عن كافة ديار المسلمين، وأن تحفظ علينا إيماننا وأمننا وأماننا، وأن تديم علينا نِعمَكَ ظاهرة وباطنة، وأن تزيدنا من الخيرات، وأن تبعدنا عنّا الأشرار وكيدَ الفجّار.
اللهم اجعلنا من عتقاء شهر رمضان، وممن أكرمتهم بدخول الجنة من باب الريان، واجعلنا من بعده من المعصومين، ولا تبقِ فينا شقيًّا ولا محروما، واغفر لنا ولوالدينا ولمن له حقّ علينا.. آمين.
اختيارات فقهية
زكاة الفطر بين وجوب الأداء ووجوب نبذ الخلاف في أدائها (2/2)
وحتى لا نفقد روحانية الطاعات في شهر القرآن والصيم والقيام، علينا أن نكون قريبين من أوامر القرآن وتطبيقاتها، فضلا عن الاقتداء بالسنة وما فيها من تفصيلات لما جاء في القرآن الكريم مما يحتاج بيانا وتفصيلا.
فالقرآن الكريم والسنّة النبوية يأمرنا بالمحبة بيننا ونشر السلام وروح التعاون، والأمر منهما بدوام الإخاء بيننا، وأن يكون السعي منا على إيصال الصدقات عن طيب نفس، وغير ذلك من مكارم الأخلاق وسموّها وأعاليها، والمسلم كلّه خير وهو أولى بمنابع الخير ورودا وصدورا.
وكلّ الذي أشرنا إليه وغيره، يدفعنا إلى أن نكون بعيدين عن خلافاتنا في يوم عيد فطرنا السعيد، قريبين من الوفاق ونحن نؤدي صدقات فطرنا وكفاراتٍ عن فطر مَن لا يقدر منا على الصوم، وغير ذلك مما يتلاءم وروح العطاء الذي نراه جليّف في شهر الصيام.
وصدقة الفطر مقدارها قليل أمام احتياجات فقرائنا، ومع ذلك تشكل نوعا من تفريج الكربات عنهم، ويرأب صدعا في مجتمعاتنا، فضلا عن أنها تطهير للصائم من الرفث واللغو في نهار رمضان.
ومع النظر في واسع الأفق، نجد الضرورة ملحة على أهل العلم لتوجيه الناس إلى الاستزادة من تقديم الصدقات، وأن لا يقف الكثيرون المقتدرون عند صدقة الفطر، فالبعض يخرجها بالغرام ولا يزيد، علما أنّ غيره الأقل منه مقدرة يسارع بالزيادة. وهنا ننبه إلى خطورة انشغال أهل العلم بمسائل الصدقة الخلافية، مما يشغلهم عن التوجيهات الكريمة التي من شأنها زيادة الصدقات كما أشرنا، فصدقة الفطر في ثناياها المعنى الأسمى الذي لأجله سنّها النبيّ صلى الله عليه وسلم، ونشوء الخلافات والنزاعات ليس من معانيها.
ثمّ ننبه على أنّ موعد إخراجها قُبيل العيد وهو السنّة، وأنها تجزئ لمن أخرجها أول الشهر عند العلماء، ولكنّ تحرّي السنّة أكثر أجرا، وموعد إخراجها واضح في فتوى دائرة الإفتاء الأردنية، فراجعه للفائدة.
وحتى لا نبتعد عن حكمة صدقة الفطر، علينا أن لا ننسى أننا نخرجها طاعة لله ولرسوله صلى الله عليه وسلم، وأنّ الفقير الذي يحرص على إخراجها يبارك له في ماله، وأنّ الغنيّ الذي يؤديها سيشعر براحة وطمأنينة وهو يؤدي طاعة وعبادة.
وما أجمل أن نقرأ ونحفظ الأحاديث الواردة في صدقة الفطر، ونطلع على أقوال الفقهاء في ذلك، فقد تناولوها بكثير من الأحكام، التي تشعرنا بوجوبها، وتنأى بنا عن الخلاف الذي ينبغي أن نتوقف عنه، خصوصا مع وجود دائرة الإفتاء التي نفخر بها بما تتحمله من مسؤوليات، وبالإنصاف الذي تتبناه.